يرى الكثير من السياح ان الموقع الذي يضم برج ايفل احد ابرز معالم باريس وأكثرها استقطابا للزوار من العالم أجمع، يستحق اهتماما اكبر.

وتقول شابة انكليزية وهي تنتقد الحواجز الموضوعة لحماية برج ايفل "لقد خاب ظني بعض الشيء". وتضيف ايطالية تتنزه في حدائق جادة شان دو مارس العامة عند اقدام البرج وهو النصب الذي يتلقى اكبر عدد من الزوار في العالم، قائلة "كنت أتوقع مساحات عشبية اكبر".

وتقول رويا صديقي التي اتت من برمنغهام في انكلترا إن المكان "رائع" وهو سيصبح "مثاليا لو اختفت هذه الحواجز".

واعربت لاورا بيرسيفاليه التي اتت من جنوى الايطالية عن سعادتها برؤية برج ايفل الذي يحتفل بمرور 130 عاما على تشييده والاطفال يلهون "وحياة الباريسيين". إلا أن هذه المرأة الخمسينية كانت تتوقع كذلك "المزيد من المساحات العشبية الخضراء" متأسفة خصوصا على "الرائحة الكريهة" المنتشرة قرب المراحيض.

وتمتد ممرات ومساحات شان دو مارس العشبية على 24 هكتارا ويمر عبرها سنويا 21 مليون شخص من سياح ومهرولين واطفال ومسنين...

إلا أن جمعية "اصدقاء شان دو مارس" وهو موقع معروف عالميا ترى ان "واجهة" باريس وفرنسا هذه "تعاني من تدهور لا سابق له". فالقمامة تفيض عن السلال المخصصة لها خلال عطلة نهاية الاسبوع فيما يؤكد جان-سيبستيان باشيه رئيس الجمعية "نطالب منذ عشر سنوات تقريبا البلدية بصيانة المراحيض وان تكون على قدر شهرة هذا المكان الذي يتحول الى مستنقع عندما تمطر".

وشددت رئيسة بلدية الدائرة الباريسية التي يتبع لها الموقع رشيدة داتي (يمين) مرات عدة على "مشكلة الصحة العامة" التي يطرحها انتشار الجرذان والصورة السيئة التي يعكسها.

على قائمة اليونسكو

الا ان جمعية "اصدقاء شان دو مارس" تفضل اعتماد الايجابية فأطلقت قبل فترة قصيرة مسابقة افكار موجهة الى معماريين ومصممين ومهندسي حدائق وغيرهم من اجل وضع تصور "لأجمل حديقة في العالم".

وستصدر النتائج في يناير 2018. وتقول بينليوب كوميتيس مساعدة رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو للمساحات الخضراء "لا يمكنني ان ادع احدا يقول باننا لا نهتم بهذا الموقع. يعمل 30 بستانيا فيه باستمرار".

ومنذ العام 2006، خصص للموقع مبلغ خمسة ملايين يورو. وتوضح كومينيس "لقد اعدنا تأهيل المساحات العشبية التي لا تزال تنتشر فيها الحواجز بكلفة نصف مليون يورو بعد اقامة منطقة لمشجعي كرة القدم فيها" خلال كأس اوروبا العام الماضي فيما ستعود المياه الى النوافير والتربة تصان بانتظام". اما بالنسبة للجرذان فقد بوشرت خطة لمكافحتها.

وتؤكد قائلة إن الموقع مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي للبشرية "ولا يمكن ان نقوم بأي شيء وبأي طريقة كانت" بخصوصه. إلا أن كوميتيس تفيد ان دراسة ستطلق بشأن الموقع مع الاعمال المقبلة الهادفة الى تعزيز أمن برج ايفل وتحديث ساحته.

ويكمن الهدف في دراسة مختلف جوانب الموقع مع ما يحويه من اثاث ونبات والفعاليات المتنوعة التي تقام فيه على ان تبدأ الاشغال في العام 2019. وتؤكد كوميتس "ستتم استشارة كل الشركاء".

وسيخضع برج ايفل لورشة واسعة بكلفة 300 مليون يورو على خمس سنوات يفترض ان يقرها مجلس بلدية باريس في ايلول/سبتمبر المقبل.