أكد الدكتور محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان أن إيران توظف الخلاف المذهبي في المنطقة توظيفاً سلبياً من أجل تحقيق أهدافها بتفتيت المنطقة حتى يتسنى لها التمدد فيها.
وأوضح، في حوار لـ "الشرق" القطرية أن الخلاف المذهبي في المنطقة بدأ مع مجيء الخميني " بحسب قوله" ووصف الربيع العربي بالواقع الذي يبعث على الحزن والأسى، خصوصا بعد التدخل في بعض الدول التي شملها الربيع العربي وتسييسه.
ودعا الحسيني وسائل الإعلام في دول المنطقة لإيصال الخطاب الإسلامي الحقيقي، باعتداله وانفتاحه، ووحدة الإسلام، على أوسع نطاق لسائر أرجاء المنطقة.
ورفض سب الصحابة، معتبراً هذا الأمر يدفع إلى زرع الأحقاد والكراهية والانقسام والاختلاف في العالمين العربي والإسلامي.. وإلى نص الحوار..
= تمر المنطقة في الوقت الحالي بمرحلة اضطرابات حيث شكلت المسألة الطائفية جزءًا منها.. كيف تنظر لهذا الأمر؟
- الطائفية في المنطقة، هي بقناعتنا تحصيل حاصل لسياق فکري سياسي اقتصادي متداخل في بعضه، وهي عامل بات للأسف يحلو لأطراف دولية وإقليمية استغلالها وتوظيفها من أجل تحقيق أهداف وغايات مشبوهة، مع تأکيدنا على أن الدور الأکبر هو للطرف الإقليمي.
وما أريد قوله والتأکيد عليه هنا، هو أن العالمين العربي والإسلامي، لم يواجها مثل هذه الحالة الطائفية قبل ثلاثة عقود ونصف، بمعنى أن هذه الحالة بدأت بالبروز خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وقطعاً يمکن بوضوح تحديد الطرف الإقليمي الذي نقصده، ومن دون أي عناء، وهو الجانب الإيراني الذي يسعى للعب على الوتر المذهبي خدمةً لمشروعه التمددي.
إن وجود التنوع الفقهي والمذهبي لدى المسلمين ليس أمراً سلبياً بذاته، بل هو نوع من الغنى، ولطالما تشارك السنة والشيعة في العيش معا تحت سقف الدولة، ولكن استخدام هذا الاختلاف وتحويله إلى وسيلة سياسية تخفي نيات مبيتة، وخصوصا، مشاريع أمنية، هو ما يجب التصدي له بحزم.
= هل تقصد بثلاثة عقود ونصف مجيء الخميني؟
- بالتأكيد، فالوضع الأمني في الدول العربية، وخصوصا في دول الخليج، قبل العام 1979 كان مستقرا، ولم نكن نشهد الاعتداءات الإرهابية، التي تبين بالأدلة والأحكام القضائية أنها من صنع النظام الإيراني .
ولعل إيران نفسها لا تنكر تدخلها في شؤون الدول الأخرى، سواء عربية أو غيرها ، فدستورها ينص على نصرة "المستضعفين" في كل مكان، والمقصود طبعا بالمستضعفين الأقليات الشيعية عبر العالم .
= هل لديكم رؤية واضحة في نقاط محددة لتجنيب المنطقة مآلات هذا الخلاف؟
- أمتنا العربية والإسلامية بحاجة ماسة إلى حملة توعية وإرشاد واسعة النطاق، يتم خلالها التأکيد على أن شعوب العالمين العربي والإسلامي بمختلف مکوناتها العرقية والدينية والطائفية، کانت تعيش خلال المراحل التاريخية المختلفة بسلام وأمن، ولم يکن هناك أي حالة عداء أو بغض أو کراهية، وتكون التوعية بأن حالة الانقسام والاختلاف والتناحر المذهبي غريبة وطارئة عليها، وهي ليست من الإسلام بشئ، كما أن الصراعات القائمة في المنطقة سببها نظام ولاية الفقيه الإيراني بالدرجة الأولى، وذلك في سياق الطموح الإمبراطوري الإيراني لتفتيت المنطقة العربية تمهيدا للهيمنة عليها.
لذا يجب أن يکون للعلماء المسلمين دور بهذا الخصوص، ومن الضروري جدا أن تسعى وسائل الإعلام في دول المنطقة لإيصال الخطاب الإسلامي الحقيقي، باعتداله وانفتاحه، والأهم بوحدة الإسلام، على أوسع نطاق لسائر أرجاء المنطقة.
= كيف تنظر لواقعنا العربي بعد مرور 6 سنوات على الربيع العربي؟
- للأسف هو واقع يبعث على الحزن والأسى، خصوصا بعد التدخل في بعض الدول التي شملها الربيع العربي وتم تسييسه، وأخذه باتجاهات تتعارض تماما مع مصالح الشعوب، وقطعا فإن هناك من کان يسعى لمصادرة الآثار والتداعيات الإيجابية للربيع العربي، ودفع شعوب دوله إلى حالة من اليأس، کما يحدث في سوريا واليمن بشکل خاص، حتى يخير الشعبان السوري واليمني بين شرين، شر التنظيمات الإرهابية، أو شر نظامي الأسد والحوثي.
ولعل من أسوأ مظاهر المرحلة ، الحملة العالمية على الإسلام بحجة مكافحة الإرهاب، وبذريعة أن بعض التنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة مسلمة، رغم أن الإسلام منهما براء.
= ما موقفكم من تدخل حزب الله في سوريا ؟
- ما يقوم به حزب الله في سوريا هو العكس مما ننادي به تماما، أي أنه يقاتل الشعب السوري لحساب نظام الأسد الظالم .
إن هذا التدخل خطير للغاية ، ليس فقط في تأثيره على الأزمة السورية وعلى مصير ثورة الشعب، وإنما ستكون له تداعيات خطيرة في المستقبل على الوحدة الإسلامية، وعلى الوحدة الوطنية القائمة في كل دول.
= هل لديكم مشروع سياسي يوازي مشروع حزب الله؟
- نحن في المجلس الإسلامي العربي، نمثل المشروع العروبي الحاضن للشيعة المعارضين للمشروع الإيراني، والرافض لدعواته المشبوهة واستقطاب الشيعة العرب المخدوعين والمضللين بدعوات النظام الإيراني، ونحاول إعادتهم إلى أحضان أوطانهم وإرشادهم وتوجيههم وتنبيههم إلى الخطر المحدق بهم، والذي يريد استغلالهم واستعمالهم كأداة في مشروعه، حتى يستطيع من خلاله احتلال دولنا العربية والهيمنة عليها.
ونحن لنا دورنا وثقلنا وحضورنا، ومنذ البداية حملنا على عاتقنا نهجاً إسلامياً عربياً وسطياً معتدلاً، يؤمن إيماناً قاطعاً بانتمائنا لواقعنا العربي الإسلامي، وبأننا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، و نعتبر الأمن القومي العربي خطاً أحمر لا نسمح بتجاوزه تحت أي عنوان، أو مسمى، ونحن نعمل ضمن إمكانات بسيطة متواضعة جدا، ولو لمشروعنا احتضان فعلي وجدي لاستطعنا ترتيب البيت الشيعي العربي ونظفناه ونظمناه ومنعنا دخول الدخلاء الغرباء إليه.
= كيف تنظر لدور إيران في المنطقة ، خاصة في سوريا ولبنان؟
- دور النظام الإيراني للأسف البالغ، کان ولا يزال سلبيا، وله أضرار بالغة على معظم دول المنطقة، حيث إن التدخلات الإيرانية لم تعد خافية على أحد، ولا تنحصر تأثيراتها في الدول المعنية فقط، وإنما في الدول التي تجاورها، وحتى الأبعد منها، لأن الأمن القومي العربي حالة تجمع بين الخصوصية والعمومية، وفي ضوء ذلك، فإن ما يجري في سوريا ولبنان، يعکس ما نطرحه.
لذلك نعتقد أن حل المعضلة السورية بشکل خاص، وبطريقة تصب في مصلحة الشعب السوري وشعوب المنطقة، من شأنه أن يکون بداية طيبة جدا لحل أغلب مشاکل المنطقة.
= هل تعتقد أن هناك من يغذي النعرات الطائفية لمصالح شخصية؟
- ليس هناك دخان بدون نار، فلکل شيء سبب، لذا فانتشار النعرات الطائفية وبثها هنا وهناك، تم مع مجيء النظام الحالي للحکم في إيران، وإطلاقه سياسة ما يسمى "تصدير الثورة"، وللأسف فإننا وبعد سقوط نظام الشاه کنا نأمل أن يجرى تغيير جذري في إيران لصالح الأمتين العربية والإسلامية، ولکن لم يجر الأمر کذلك، بل هو تماما کما يقول المثل الشائع (أردتك عونا فطلعت فرعونا)!.
= ما موقفكم من مسألة سب الصحابة؟
- نحن وطوال الأعوام الماضية، وفي مختلف المناسبات والندوات والمؤتمرات التي شارکنا فيها، أکدنا على حرمة هذا الأمر، ورفضنا الکامل والقاطع لسب الصحابة والتعرض لهم بأية إساءة، فهم يشکلون جانبا أساسيا بالغ الأهمية من تاريخنا العربي والإسلامي، ونؤكد أن لسبهم مصلحة ووسيلة خبيثة ومشبوهة تدفع إلى زرع الأحقاد والكراهية والانقسام والاختلاف في العالمين العربي والإسلامي، لذا فقد دعونا إخوتنا الشيعة في الأقطار العربية بشکل خاص، والعالم بشکل عام إلى تحريم هذا الأمر شرعا، لأنه مخالف للإسلام، وفيه أذية للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وآله وأصحابه، وضرر بوحدة الصف الإسلامي، ويضر أيضا بالأمنين القومي والاجتماعي العربيين.
= كيف نستطيع تغيير فكرة الغرب عن الإسلام والمسلمين ؟
- للأسف فان الساحة الغربية متروكة للخطاب المتطرف، ويظن الغربيون أن هذا هو الإسلام. من هنا يجب التحرك سريعا لإطلاق حملة عربية إسلامية واسعة النطاق داخل المجتمع الغربي، لشرح حقيقة ديننا الحنيف، وللرد على المزاعم القائلة بان الإسلام هو أصل الإرهاب.
= لو طلبت منكم رسالة إلى كل من إيران والمملكة العربية السعودية والحكومة العراقية والحوثيين...ماذا تقول لهم؟
- نقول لإيران أولاً؛ السعيد من وعظ بغيره، والشقي من أتعظ به. كما نقول للحکومة العراقيـة؛ لا تکرروا خطأ نوري المالکي وحافظوا على الانتماء والعمق العربي للعراق.
أما للحوثيين فنقول؛ النظام الحالي في إيران أشبه ما يکون بغيمة ولن يبقى للأبد، لکن الآخرين باقون، والخير في الرهان على الإخوة العرب وليس على الأغراب.
وفي الختام، نشد على يد الشقيقة قطر، فلها دور رائد في المنطقة، وبالنسبة للمملکة العربية السعودية؛ نقول لها کان الله في عونك، وأنت تحملين هموم العرب والمسلمين کلهم، والمملكة كانت ومازالت وستبقى بلاد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي الإلهي، ومرجعية المسلمين وعمقنا العربي الأصيل.
وأوضح، في حوار لـ "الشرق" القطرية أن الخلاف المذهبي في المنطقة بدأ مع مجيء الخميني " بحسب قوله" ووصف الربيع العربي بالواقع الذي يبعث على الحزن والأسى، خصوصا بعد التدخل في بعض الدول التي شملها الربيع العربي وتسييسه.
ودعا الحسيني وسائل الإعلام في دول المنطقة لإيصال الخطاب الإسلامي الحقيقي، باعتداله وانفتاحه، ووحدة الإسلام، على أوسع نطاق لسائر أرجاء المنطقة.
ورفض سب الصحابة، معتبراً هذا الأمر يدفع إلى زرع الأحقاد والكراهية والانقسام والاختلاف في العالمين العربي والإسلامي.. وإلى نص الحوار..
= تمر المنطقة في الوقت الحالي بمرحلة اضطرابات حيث شكلت المسألة الطائفية جزءًا منها.. كيف تنظر لهذا الأمر؟
- الطائفية في المنطقة، هي بقناعتنا تحصيل حاصل لسياق فکري سياسي اقتصادي متداخل في بعضه، وهي عامل بات للأسف يحلو لأطراف دولية وإقليمية استغلالها وتوظيفها من أجل تحقيق أهداف وغايات مشبوهة، مع تأکيدنا على أن الدور الأکبر هو للطرف الإقليمي.
وما أريد قوله والتأکيد عليه هنا، هو أن العالمين العربي والإسلامي، لم يواجها مثل هذه الحالة الطائفية قبل ثلاثة عقود ونصف، بمعنى أن هذه الحالة بدأت بالبروز خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وقطعاً يمکن بوضوح تحديد الطرف الإقليمي الذي نقصده، ومن دون أي عناء، وهو الجانب الإيراني الذي يسعى للعب على الوتر المذهبي خدمةً لمشروعه التمددي.
إن وجود التنوع الفقهي والمذهبي لدى المسلمين ليس أمراً سلبياً بذاته، بل هو نوع من الغنى، ولطالما تشارك السنة والشيعة في العيش معا تحت سقف الدولة، ولكن استخدام هذا الاختلاف وتحويله إلى وسيلة سياسية تخفي نيات مبيتة، وخصوصا، مشاريع أمنية، هو ما يجب التصدي له بحزم.
= هل تقصد بثلاثة عقود ونصف مجيء الخميني؟
- بالتأكيد، فالوضع الأمني في الدول العربية، وخصوصا في دول الخليج، قبل العام 1979 كان مستقرا، ولم نكن نشهد الاعتداءات الإرهابية، التي تبين بالأدلة والأحكام القضائية أنها من صنع النظام الإيراني .
ولعل إيران نفسها لا تنكر تدخلها في شؤون الدول الأخرى، سواء عربية أو غيرها ، فدستورها ينص على نصرة "المستضعفين" في كل مكان، والمقصود طبعا بالمستضعفين الأقليات الشيعية عبر العالم .
= هل لديكم رؤية واضحة في نقاط محددة لتجنيب المنطقة مآلات هذا الخلاف؟
- أمتنا العربية والإسلامية بحاجة ماسة إلى حملة توعية وإرشاد واسعة النطاق، يتم خلالها التأکيد على أن شعوب العالمين العربي والإسلامي بمختلف مکوناتها العرقية والدينية والطائفية، کانت تعيش خلال المراحل التاريخية المختلفة بسلام وأمن، ولم يکن هناك أي حالة عداء أو بغض أو کراهية، وتكون التوعية بأن حالة الانقسام والاختلاف والتناحر المذهبي غريبة وطارئة عليها، وهي ليست من الإسلام بشئ، كما أن الصراعات القائمة في المنطقة سببها نظام ولاية الفقيه الإيراني بالدرجة الأولى، وذلك في سياق الطموح الإمبراطوري الإيراني لتفتيت المنطقة العربية تمهيدا للهيمنة عليها.
لذا يجب أن يکون للعلماء المسلمين دور بهذا الخصوص، ومن الضروري جدا أن تسعى وسائل الإعلام في دول المنطقة لإيصال الخطاب الإسلامي الحقيقي، باعتداله وانفتاحه، والأهم بوحدة الإسلام، على أوسع نطاق لسائر أرجاء المنطقة.
= كيف تنظر لواقعنا العربي بعد مرور 6 سنوات على الربيع العربي؟
- للأسف هو واقع يبعث على الحزن والأسى، خصوصا بعد التدخل في بعض الدول التي شملها الربيع العربي وتم تسييسه، وأخذه باتجاهات تتعارض تماما مع مصالح الشعوب، وقطعا فإن هناك من کان يسعى لمصادرة الآثار والتداعيات الإيجابية للربيع العربي، ودفع شعوب دوله إلى حالة من اليأس، کما يحدث في سوريا واليمن بشکل خاص، حتى يخير الشعبان السوري واليمني بين شرين، شر التنظيمات الإرهابية، أو شر نظامي الأسد والحوثي.
ولعل من أسوأ مظاهر المرحلة ، الحملة العالمية على الإسلام بحجة مكافحة الإرهاب، وبذريعة أن بعض التنظيمات الإرهابية كداعش والنصرة مسلمة، رغم أن الإسلام منهما براء.
= ما موقفكم من تدخل حزب الله في سوريا ؟
- ما يقوم به حزب الله في سوريا هو العكس مما ننادي به تماما، أي أنه يقاتل الشعب السوري لحساب نظام الأسد الظالم .
إن هذا التدخل خطير للغاية ، ليس فقط في تأثيره على الأزمة السورية وعلى مصير ثورة الشعب، وإنما ستكون له تداعيات خطيرة في المستقبل على الوحدة الإسلامية، وعلى الوحدة الوطنية القائمة في كل دول.
= هل لديكم مشروع سياسي يوازي مشروع حزب الله؟
- نحن في المجلس الإسلامي العربي، نمثل المشروع العروبي الحاضن للشيعة المعارضين للمشروع الإيراني، والرافض لدعواته المشبوهة واستقطاب الشيعة العرب المخدوعين والمضللين بدعوات النظام الإيراني، ونحاول إعادتهم إلى أحضان أوطانهم وإرشادهم وتوجيههم وتنبيههم إلى الخطر المحدق بهم، والذي يريد استغلالهم واستعمالهم كأداة في مشروعه، حتى يستطيع من خلاله احتلال دولنا العربية والهيمنة عليها.
ونحن لنا دورنا وثقلنا وحضورنا، ومنذ البداية حملنا على عاتقنا نهجاً إسلامياً عربياً وسطياً معتدلاً، يؤمن إيماناً قاطعاً بانتمائنا لواقعنا العربي الإسلامي، وبأننا جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، و نعتبر الأمن القومي العربي خطاً أحمر لا نسمح بتجاوزه تحت أي عنوان، أو مسمى، ونحن نعمل ضمن إمكانات بسيطة متواضعة جدا، ولو لمشروعنا احتضان فعلي وجدي لاستطعنا ترتيب البيت الشيعي العربي ونظفناه ونظمناه ومنعنا دخول الدخلاء الغرباء إليه.
= كيف تنظر لدور إيران في المنطقة ، خاصة في سوريا ولبنان؟
- دور النظام الإيراني للأسف البالغ، کان ولا يزال سلبيا، وله أضرار بالغة على معظم دول المنطقة، حيث إن التدخلات الإيرانية لم تعد خافية على أحد، ولا تنحصر تأثيراتها في الدول المعنية فقط، وإنما في الدول التي تجاورها، وحتى الأبعد منها، لأن الأمن القومي العربي حالة تجمع بين الخصوصية والعمومية، وفي ضوء ذلك، فإن ما يجري في سوريا ولبنان، يعکس ما نطرحه.
لذلك نعتقد أن حل المعضلة السورية بشکل خاص، وبطريقة تصب في مصلحة الشعب السوري وشعوب المنطقة، من شأنه أن يکون بداية طيبة جدا لحل أغلب مشاکل المنطقة.
= هل تعتقد أن هناك من يغذي النعرات الطائفية لمصالح شخصية؟
- ليس هناك دخان بدون نار، فلکل شيء سبب، لذا فانتشار النعرات الطائفية وبثها هنا وهناك، تم مع مجيء النظام الحالي للحکم في إيران، وإطلاقه سياسة ما يسمى "تصدير الثورة"، وللأسف فإننا وبعد سقوط نظام الشاه کنا نأمل أن يجرى تغيير جذري في إيران لصالح الأمتين العربية والإسلامية، ولکن لم يجر الأمر کذلك، بل هو تماما کما يقول المثل الشائع (أردتك عونا فطلعت فرعونا)!.
= ما موقفكم من مسألة سب الصحابة؟
- نحن وطوال الأعوام الماضية، وفي مختلف المناسبات والندوات والمؤتمرات التي شارکنا فيها، أکدنا على حرمة هذا الأمر، ورفضنا الکامل والقاطع لسب الصحابة والتعرض لهم بأية إساءة، فهم يشکلون جانبا أساسيا بالغ الأهمية من تاريخنا العربي والإسلامي، ونؤكد أن لسبهم مصلحة ووسيلة خبيثة ومشبوهة تدفع إلى زرع الأحقاد والكراهية والانقسام والاختلاف في العالمين العربي والإسلامي، لذا فقد دعونا إخوتنا الشيعة في الأقطار العربية بشکل خاص، والعالم بشکل عام إلى تحريم هذا الأمر شرعا، لأنه مخالف للإسلام، وفيه أذية للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وآله وأصحابه، وضرر بوحدة الصف الإسلامي، ويضر أيضا بالأمنين القومي والاجتماعي العربيين.
= كيف نستطيع تغيير فكرة الغرب عن الإسلام والمسلمين ؟
- للأسف فان الساحة الغربية متروكة للخطاب المتطرف، ويظن الغربيون أن هذا هو الإسلام. من هنا يجب التحرك سريعا لإطلاق حملة عربية إسلامية واسعة النطاق داخل المجتمع الغربي، لشرح حقيقة ديننا الحنيف، وللرد على المزاعم القائلة بان الإسلام هو أصل الإرهاب.
= لو طلبت منكم رسالة إلى كل من إيران والمملكة العربية السعودية والحكومة العراقية والحوثيين...ماذا تقول لهم؟
- نقول لإيران أولاً؛ السعيد من وعظ بغيره، والشقي من أتعظ به. كما نقول للحکومة العراقيـة؛ لا تکرروا خطأ نوري المالکي وحافظوا على الانتماء والعمق العربي للعراق.
أما للحوثيين فنقول؛ النظام الحالي في إيران أشبه ما يکون بغيمة ولن يبقى للأبد، لکن الآخرين باقون، والخير في الرهان على الإخوة العرب وليس على الأغراب.
وفي الختام، نشد على يد الشقيقة قطر، فلها دور رائد في المنطقة، وبالنسبة للمملکة العربية السعودية؛ نقول لها کان الله في عونك، وأنت تحملين هموم العرب والمسلمين کلهم، والمملكة كانت ومازالت وستبقى بلاد الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي الإلهي، ومرجعية المسلمين وعمقنا العربي الأصيل.