موزِّعة أنشطتها بين الدراسة نهارا والانكباب على مشروعها ليلا، تواظب الطالبة نوال علوي على وضع سياسة تسويقية لمنتوجاتها: حقائب واكسسوارات من جلد السمك.
"هذه سنتي الأخيرة في الهندسة، وحلمي أن أنجح في تسويق منتوجي وطنيا وعالميا أيضا"، توضح في مقابلة مع موقع "الحرة"، وتضيف: "إن كنت شغوفا بشيء ما، فأنت تسعى لإخراجه إلى الواقع ورؤيته يكبر أمام عينيك".
لم تتخيل هذه الطالبة أن تتحول نزهاتها في شواطئ قريبة من مدينة الدار البيضاء عام 2015، إلى فكرة مشروع سيغير حياتها.
تتذكر قائلة ":كنت أشاهد كيف تقاسي زوجات الصيادين في تنظيف قنافذ البحر. الأشواك كانت تدمي أياديهن وقد تتطور الإصابات إلى أمراض يجهلن خطورتها". استرعى انتباهها غياب مؤسسات تعنى بتلك الفئة الاجتماعية، لتبدأ في التفكير بكيفية إدماجهن في منظومة مهنية تكفل لهن حقوقهن.
فكرة استغلال جلد السمك كانت الحل بالنسبة لها بالنظر إلى تخصصها الهندسي، وبعد تجارب مخبرية، اهتدت إلى محاليل قادرة على دبغ جلد السلمون وسمك موسى.
تعمل معها الآن في مشروع Sea Skin ست سيدات، يحصلن على جلود الأسماك من مصانع ومطاعم محلية
تشرح طريقة العمل موضحة "يجفف جلد السمك بعد تنظيفه لمدة 24 ساعة قبل أن يُنقع في المحلول لمدة 20 يوما، ولا تنبعث منه أي رائحة إطلاقا. إنها طريقة تحترم البيئة".
في غرفتها بالمدرسة الوطنية لصناعة النسيج والألبسة، تنكب علوي على دراسة الجوانب المالية والتجارية للمشروع، وإعداد مخططات للمنتوج. قد تضطر للتغيب عن بعض الحصص الدراسية للاطمئنان على سير الأمور على النحو الذي تخطط له.
"المدرسة تتفهم انشغالاتي، وحظيت بالدعم والمساندة من مؤطرين تربويين لإنجاح حلمي"، تضيف.منتوجات علوي تتضمن أحذية ومحفظات وأحزمة لاقت إقبالا لدى عدد من المغاربة الذين تحمسوا للفكرتصف الطلبيات التي تصلها من الزبائن قائلة "الكثيرون رفعوا التحدي بأن مقاومة جلد السمك ضعيفة، لكن عندما جربوا المنتوج تغيرت فكرتهم تماما".