كشفت وزارة العدل الأمريكية عن اعتقال رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين ومحاكمته بالتحايل على العقوبات المفروضة عليه عن طريق تقديمه الدعم المالي لحزب الله، ومن المنتظر انعقاد جلسة الاستماع الاربعاء القادم 29 مارس الجاري.

ونقل موقع (سي ان ان العربية) عن وزارة العدل الأمريكية أن تاج الدين، البالغ من العمر 62 عاماً، اعتُقل في الخارج بتاريخ 12 مارس الجاري، ومثل أمام القضاء الأمريكي، الجمعة.

وأفاد بيان الوزارة الأمريكية أن الاعتقال والحكم كانا نتيجة تحقيق استغرق عامين، أجرته إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) بدعم من هيئة الجمارك الأمريكية وحماية الحدود (CBP). وكان ذلك جزءاً من العملية الأمنية الأمريكية المعروفة باسم "كاساندرا" والتي التي أدت إلى كشف الشبكة التابعة لحزب الله المتورطة في عمليات تهريب المخدرات إلى أمريكا وأوروبا والاستعانة بالأموال الناتجة عنها لتمويل قتال الحزب المصنف على قائمة الإرهاب في سوريا، وقد شاركت فيها أجهزة أمن من سبع دول على رأسها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا.

وقال القائم بأعمال مساعد النائب العام، كينيث بلانكو: "بسبب دعم (تاج الدين) لحزب الله، مجموعة إرهابية دولية كبرى، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على قاسم تاج الدين في عام 2009 منعته من ممارسة الأعمال التجارية مع الأفراد والشركات الأمريكية. هذه العقوبات هي أداة قوية في جهودنا الرامية إلى مكافحة الإرهابيين ومن يدعمونهم. وفي الواقع شكلت العقوبات تهديداً كبيراً لمصالح تاج الدين التجارية الواسعة التي بذل جهداً كبيراً من أجل تفاديها عن طريق إخفاء هويته عن الكيانات الأمريكية التي عمل معها، ومن الوكالات الحكومية المسؤولة عن فرض العقوبات. وبفضل العمل الدؤوب الذي قام به أعضاء النيابة العامة وشركاؤنا في إنفاذ القانون، اخترقنا شبكة الوسطاء التي استخدمها تاج الدين لإخفاء تورطه، وجُلب إلى الولايات المتحدة لمواجهة العدالة.

ووفقاً للائحة الاتهام يواجه تاج الدين تهمة التآمر عمداً لانتهاك قانون القوى الاقتصادية الطارئة الدولية ولوائح العقوبات الدولية المتعلقة بالإرهاب، وسبع تهم تتعلق بمعاملات غير مشروعة مع إرهابيين عالميين، وتهمة بالتآمر لغسل الأموال.

وتشير لائحة الاتهام أيضا إلى أن الحكومة ستسعى إلى مصادرة أموال مساوية لقيمة أي ممتلكات تشكل أو تستمد من العائدات التي يمكن تتبعها لهذه الجرائم.

ويترأس تاج الدين أعمالاً لتوزيع سلع تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات وتعمل أساساً في الشرق الأوسط وأفريقيا من خلال شبكة من الشركات المتكاملة رأسياً والشراكات والأسماء التجارية.

وتزعم لائحة الاتهام كذلك أن تاج الدين وآخرين شاركوا في مخطط مفصل للانخراط في الأعمال التجارية مع الشركات الأمريكية مع إخفاء تورط تاج الدين في تلك المعاملات.

كما ذكرت الوثائق الأمريكية الرسمية أنه بين يوليو 2013 وحتى الآن، استكمل المتآمرون بشكل غير قانوني ما لا يقل عن 47 تحويلات فردية، بلغ مجموعها ما يقرب من 27 مليون دولار، إلى أطراف في الولايات المتحدة.

وخلال نفس الفترة الزمنية تسبب المتآمرون في مغادرة عشرات الشحنات غير المشروعة من البضائع من الموانئ الأمريكية لصالح تاج الدين، دون الحصول على التراخيص المناسبة من وزارة الخزانة الأمريكية.

ونفى تاج الدين التهم الموجهة إليه، قائلاً إنه غير مذنب، وأمرت السلطات الأمريكية باحتجازه في انتظار جلسة الاستماع المقرر انعقادها في 29 مارس الجاري.