جاءت الشريعة الإسلامية بما يناسب الإنسان وفطرته، فكل تشريع شرعه الله سبحانه وتعالى لحكمة قد تكون ظاهرة وقد تكون خفية، علمها من علم وجهلها من جهل، وبعض الناس لا يعي كثيراً من الحقائق الشرعية حتى تقع له، ويلمسها لمس اليد، ولكن بعد ماذا!! كما يقول الناس: “بعد أن وقع الفأس بالرأس”، أو “بعد خراب البصرة”.. كما يقال..والحقيقة التي قد نغفل عنها أو نتغافل هي أن للجسد نداءً ورغبة ولا يشك في ذلك عاقل، فقد فطر الله سبحانه الرجال على التعلق بالنساء، وفطر النساء على التعلق بالرجال، وما ذاك إلا ابتلاءً وامتحاناً، ومن رحمته بنا شرع لنا ما نحصن به أنفسنا ألا وهو الزواج، ولأنه سبحانه عليم بنا فرض علينا جملة من الأمور تجنبنا الوقوع في المحظور، مثل الاختلاط، والخلوة المحرمة، والسفر من دون محرم، والحجاب، وغض البصر وغيرها، لأن الغريزة الجنسية مقرونة بلحظة الضعف، فإذا اجتمعت شهوة وضعف سوف يقع المحظور غالباً، وقد تجد من النساء من تقول: “أنا واثقة من زوجي”! وهو يصول ويجول بين النساء.. مواعيد.. مكالمات.. مسجات.. وسفرات! وقد تجد من يقول: “أنا واثق من زوجتي”! وهي تختلي بالرجال وتسافر معهم وكأن كل الرجال إخوتها..!إخواني أخواتي: الثقة مطلوبة، بل إذا فقدت الثقة بين الزوجين وحل الشك مكانها فقد حل الدمار والخراب، لكن الثقة شيء والأحكام الشرعية شيء آخر، فالحكم الشرعي مطلوب امتثاله من البر والفاجر على حدٍ سواء، من أجل أن يُمنع الفاجر من أن يُؤذي أعراض الناس ومن أجل أن لا يَزل العفيف، لأن الإنسان مخلوق ضعيف قال تعالى (وخلق الإنسان ضعيفا)، فهذا نبي الله يوسف عليه السلام يدعو الله أن يصرف عنه هذا الأمر (إلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن وأكن من الجاهلين)، وما شرع الله لنا كل هذه الاحتياطات إلا لأنه أعلم بنا من أنفسنا (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير). ودمتم على طريق السعادة..