لم يدر في خلد المعلم السعودي عبد الخالق خضران الزهراني أن "مزحة" عبر جروب "واتساب" بتصحيح رسالة لـ وزير التعليم لجنود الحد الجنوبي ، ستنتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكر الزهراني لـ"العربية.نت" أنه بعد انتشار قصاصة وزير التعليم، تداولها الزملاء عبر غروب المعلمين في المدرسة، وكانت تلك الفترة فترة تصحيح للامتحانات، فأخذت القصاصة وصححتها بقلم الجوال، والذي يدقق فيها يلاحظ أن الخط رديء جدا، ثم نشرتها على الغروب.

وقال: "بعد نصف دقيقة طلبت من الزملاء عدم نشرها خارج نطاق المجموعة، لأنه سيحرج المدرسة ويحرجنا، ولكن أبلغني أحدهم أنه قام بنشرها، فساءني أنه نشرها، وتناقلتها بعد ذلك وسائل التواصل الاجتماعي، على غير إرادة مني وعلى غير قصد".

وأضاف: "كتبت في تغريدة أنها كانت مزحة ولكنها انتشرت، وهناك ناس عملوا منها هاشتاغ، ووصل المنشور للوزير، ولكن لم يحدث أي ردة فعل من الوزير، لأنه أكبر من أن يشارك أهل الشك في ظلمهم".

وعن زيارة الوزير لمدرستهم يوم الاثنين، أوضح أنه لم يلتق الوزير، رغم أنه زار معظم الفصول بالمدرسة، وقال: "علمت بالزيارة عن طريق الصدفة عندما رأيت حركة غير معتادة بالممرات والأدوار".

وأضاف: "عندما خرجت أستقصي الخبر، قال لي أحد المعلمين إن الوزير يقوم بجولة تفقدية للمدرسة ومن المحتمل أن يزور الفصول التعليمية، ولأنني مرتبط بالدرس دخلت فصلي وكان الدرس عن التوكيد بنفس وعين، فجهزت الطلاب أنه إذا مر الوزير سأطلب منهم عمل جملة توكيدية عن حضور الوزير، لكنني تفاجأت بعدم زيارة الوزير لفصلي، ولم يحدث بيننا لقاء، وكنت سأتشرف به كما تشرف به غيري".

وأوضح أن الوزير كان يعلم أن المعلم الذي صحح له الرسالة بمدرسة نعيم بن مسعود، وحتى الرسالة التصحيحية والاعتذار قد وصله: "لكن لا أعرف ما السبب، وهل الزيارة تفقدية أم تقصدية، كما قال البعض، ولكنني لا أظنها تقصدية". وتابع أن الدرجة التي منحها للوزير كانت على سبيل الدعابة، والقيادة لم تضعه بهذا المكان إلا لأنه كفؤ.

وذكر أنه رجل غيور على اللغة العربية: "مظلومة في زمننا هذا من تعليمنا وصحافتنا، ولي مشاركات في الدفاع عن اللغة العربية في المنتديات والمواقع المتعددة، ولي أيضا مشاركات بالدفاع عن الوطن بالشعر الفصيح، ولي قصيدة فصيحة قمت بالرد فيها على شاعر حوثي، وكانت بقافية صعبة.. وللأسف الشاعر الحوثي جاء على قصيدته ما يقارب 170 ريتويت، في حين لم تحصد قصيدتي لأنها بالفصحى سوى ريتويتين أحدهما أخي، والآخر جاري".

وفي قصيدته التي رد بها على الحوثي، قال: شاعر حوثي يُهدِّدُ بلادي، يقول:

‏ديونٌ بأعناقنا ( للرياض )

وقد قرَّرَ الشعبُ إيصالَها

فمِن شأنكُم تبدأون الحروبَ

ونحنُ نُحدِّدُ آجالَها !!

فقلتُ:

تمنَّوا تمنّوا كما ترغبون

وكونوا لإيران أذيالَها

غضبنا لأنّا أسود الشرى

فزُلزِلت الأرضُ زلزالَها

بغالُ اليهودِ فتعسًا لكم

شربتُم من الرجس أبوالَها

يذكر أن المعلم عبدالخالق خضران الزهراني تخصصه ماجستير أدب من جامعة أم القرى، ويعمل معلما منذ 17 عاما، وهو شاعر فصيح، ووالده رئيس محكمة الاستئناف في مكة.