كشف انسحاب مسلحي تنظيم داعش من قرى في الموصل شمالي العراق، عن تكتيكات نادرة في إدارة المعركة مع القوات العراقية، من بينها استخدام بيوت قروية مراكز للقيادة ومنشآت مدنية لصناعة القنابل.
,استخدم تنظيم داعش قرية بادوش المهجورة، الواقعة على نهر دجلة، مركزا متقدما لإدارة عملياتهم للدفاع عن معقلهم في مدينة الموصل القريبة. وانتشرت جثث القتلى من مسلحي التنظيم على امتداد طريق بدءا من بيت كانوا يستخدمونه مركز قيادة في هذه القرية حتى ضفة النهر، بينما تصاعدت منها روائح تزكم الأنوف.
ولا يزال مصنع ضخم للأسمنت على مقربة من قرية بادوش يحتوي على عشرات الصواريخ والسيارات المفخخة، التي قتلت إحداها بعض أفراد وحدة المهندسين العسكريين لدى دخولهم المنشأة الأحد الماضي.
وتختلف طبيعة القتال في هذه القرية عن معارك الشوارع العنيفة التي تدور رحاها في مدينة الموصل في اتجاه الجنوب الشرقي، والتي تعد آخر المعاقل الكبرى للتنظيم في العراقK لكن ما أن تنتهي العمليات في الموصل، ستحتاج القوات العراقية لاستعادة مراكز ريفية مثل بادوش وتطهيرها وهي تتحرك غربا في اتجاه الحدود السورية، والهدف التالي هو مدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة التنظيم.
وقال المقدم علي جاسم، من الفرقة المدرعة التاسعة، إن بادوش "هي نقطة البداية لطريق الإمداد من غرب الموصل إلى تلعفر وباتجاه سوريا"، حيث سيضطر التنظيم قريبا للدفاع عن معقله في مدينة الرقة.
وتتضح الأهمية الاستراتيجية لمواقع مثل بادوش، مما تركه مقاتلو التنظيم وراءهم وهم ينسحبون، إذ تشغل حجرة المعيشة بكاملها في البيت المجاور للنهر خريطة حربية كبيرة ثلاثية الأبعاد للمنطقة صنعت من التراب والعصي والخيوط.
وفي الحديقة الصغيرة الملحقة بالبيت تؤدي فتحة عمودية عميقة إلى نفق تحت الأرض، قال مسؤول عسكري إنه يمتد قرابة 1.6 كيلومتر، وكان يستخدم في نقل الإمدادات أو المقاتلين حتى لا ينكشف أمرهم.
وكان أمام مسلحي داعش عامان لإعداد دفاعاتهم في القرى الواقعة غربي الموصل، وهم يشنون الآن هجمات انتحارية ويتركون خلفهم مفاجآت مزعجة للقوات العراقية.