^ «وصل الشعير.. ووصل التمر.. نقدم جزيل الشكر لأبينا الشيخ خزعل..»، جاءت هذه العبارات في رسالة شكر بعث بها المسؤولون الكويتيون إلى الشيخ خزعل أمير الأحواز (عربستان). في حادثة قل نظيرها حصل على هذه الرسالة أحد أحفاد الشيخ خزعل الذي كان آنذاك مقيماً بالبصرة وبأسلوب ملفت، حيث بعد ما تم الاستيلاء الفارسي على قصر الفيلية في المحمرة خرج العديد من أسرة الشيخ خزعل وتوجه عدد منهم إلى العراق، والبعض الآخر إلى الكويت، كما تبعت الشيخ إحدى زوجاته برفقة أولادها وعاشت في طهران حتى فارق الحياة الشيخ خلال مؤامرة حيكت له وهو في السجن حيث تم قتله في زنزانته. فأما عن كيفية الحصول على الوثيقة هذه ووثائق أخرى تم استخدامها في كتابة «تاريخ الكويت السياسي» بقلم حسين خلف الشيخ خزعل، ينقل؛ إن أحد أحفاد الشيخ خزعل كان مقيماً بالبصرة وبصدفة حصل على وثيقة في محل تجاري وسأل حينها صاحب المحل عن كيفية الحصول على هذه الوثيقة. فقال صاحب المحل إنه اشترى كمية كبيرة من الأوراق وبعض الكتب بسعر 30 روبية من امرأة. حينها طلب حفيد الشيخ خزعل من صاحب المحل أن يرى تلك الأوراق وبعد ما شاهد الأوراق اتضحت له الصورة أن كل ما هو متواجد من أوراق بحوزة صاحب المحل ما هو إلا قسم من أرشيف الديوان الأميري لقصر الفيلية بمدينة المحمرة عاصمة الأحواز آنذاك. قدم حينها حفيد الشيخ خزعل مبلغاً مضاعفاً لشراء جميع تلك الوثائق ونقلها إلى الكويت حيث تم استخدامها في كتابة كتاب «تاريخ الكويت السياسي» اعتباراً بأن الكثير من تلك الرسائل صور من وثائق ومراسلات الشيخ خزعل والشيخ مبارك الصباح مؤسس دولة الكويت وأمراء الخليج العربي وقنصليات بريطانيا والعثماني وغيرها من وثائق. لا شك تربط جميع الإمارات الخليجية والأحواز علاقات تاريخية بكل ما تعني الكلمة، لكن اليوم انعكست هذه العلاقات سلباً على الشعب العربي الأحوازي، وتحديداً بعد ما تم احتلال هذا البلد العربي الخليجي من قبل إيران الفارسية، حيث تخلت جميع الدول الخليجية عن الأحواز وتم تناسي تلك العلاقات الأخوية واندثارها، لذلك نرى المواطن الخليجي لا يعرف شيئاً عن الأحواز الذي لا تبعد عنه بضع أميال. في عصر المعلومة وفي زمن حرب «الكلمة» يعيش الشعب العربي الأحوازي أسوأ أيامه في تاريخ الاحتلال، حيث تنصب المشانق في الشوارع وتزامناً مع إعدام النشطاء الأحوازيين تصيح أبواق إيران وبصوت عال في بيوت الكثير من المواطنين العرب من موريتانيا وصولاً إلى عمان. وفي زمن تدعم بعض الدول العربية بعض الحركات السياسية هنا وهناك وحين تمد الكثير من المؤسسات الدولية بأموال عربية، المواطن الأحوازي يستغيث الإنسانية لإيصال صوته المكتوم إلى العالم الحر. حين نرى دخول أنياب الدولة الفارسية إلى أجساد العديد من الدول العربية وخاصة العراق ولبنان والكويت واليمن وسوريا وجزر القمر ومصر والبحرين والسعودية والخ.. نرى السكوت غير المبرر من جانب العرب وعلى وجه الخصوص من دول الخليج العربي تجاه ما يحدث في الأحواز. تستخدم طهران كل ما لديها وشتى أنواع اللعبة السياسية بما فيها العملية القذرة أي تهريب المخدرات إلى دول الخليج وإلى العراق وحين تنادي خمينيات (فضائيات) الدولة الفارسية وتغزي الوطن العربي نرى العرب يبذلون أموالهم خارج مصالح الأمن القومي لبلدانهم. أنا المواطن الأحوازي «نوري حمزة» أطالب دول الخليج أن تعيد لي سعر الشعير والتمر الذين كان يبعث بهم الشيخ خزعل سنوياً حتى أستطيع اليوم تأسيس وسيلة إعلامية محترفة للدفاع عن مصالح الشعب العربي الأحوازي وأعمل على إيصال صوت هذا الشعب الأعزل إلى العالم الحر.
أريد فلوس الشعير!
15 أبريل 2012