أكد سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب، أنه وفي ضوء التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم حيث يمتاز باعتماده على التكنولوجيا، فإن اتجاه التعليم ينتقل من مراحله التقليدية المعتمدة على التلقين إلى مرحلة الابتكار والإبداع المعتمدة على التفاعل في بيئة إلكترونية رقمية متكاملة.
وأضاف سموه "أن هذا أمر نسعى إلى تكريسه في مدارسنا وتطويره ليشمل مختلف المراحل الدراسية تلبية لحاجات وأنماط التعليم المختلفة وضمان التعلم المرن للطلبة، والاستباقية والريادة في مجال التطور التكنولوجي، لنحقق ما نصبو إليه في عملية تطوير التعليم والتدريب".
ورعى سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة صباح الأحد في فندق السوفيتل، افتتاح مؤتمر "التعليم الإلكتروني" الذي تنظمه كلية البحرين التقنية "بوليتكنك البحرين" ويستضيف عدداً من الخبراء الدوليين في مجال التعليم الإلكتروني، بحضور عدد منالوزراء وكبار المسؤولين والمدعوين.
وأدلى سموه بتصريح عبر خلاله عن سعادته برعاية المؤتمر الهادف إلى عرض ومناقشة التطور التكنلوجي المتسارع والمستجدات والتغيرات التي طرأت على التعليم الإلكتروني، وتمكين الباحثين من عرض آخر ما توصلوا إليه من نتائج في هذا المجال.
وقال سموه إن "بوليتكنك البحرين"، التي هي إحدى مبادرات مشروع تطوير التعليم والتدريب، سعت منذ إنشائها إلى تخريج جيل مزود بالمعرفة وثقافة القرن الحادي والعشرين، التي يتطلبها ويحتاج إليها سوق العمل، والقادر على المنافسة في قطاع ريادة الأعمال والإنتاج والإبتكار.
وأكد سموه أن موضوع المؤتمر الذي يرتكز على التعليم الإلكتروني جاء ليواكب طبيعة عمل البوليتكنك ومنهجها القائم على التعليم التقني والتطبيقي، بما يعد إضافة نوعية للكلية في عملية التطوير المستمر، ويخلق الفرص لتبادل الأفكار الجديدة والتطبيقات والخبرات عن طريق المناقشة والحوار، فيما يخص التحول إلى التعليم الرقمي والإلكتروني والتميز فيه، وبالتالي الاستفادة من الأفكار المبتكرة، بما يؤدي إلى الارتقاء بالتعليم العالي في مملكة البحرين حتى يكون منافساً لمؤسسات التعليم العالي العالمية المرموقة.
وعبر سموه عن شكره وتمنياته للمشاركين في المؤتمر والقائمين على تنظيمه بالتوفيق والنجاح.
فيما قدم وزير التربية والتعليم د. ماجد النعيمي شكره لسمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة لرعايته للمؤتمر ودعمه واهتمامه الدائم بكل المبادرات الهادفة الى تطوير التعليم والتدريب في المملكة.
وأكد أن التعليم الإلكتروني أصبح يأخذ حيزاً مهماً في مختلف مجالات التعليم لما له من أثر هام على الواقع الاقتصادي، وأن التعليم الالكتروني هو انعكاس لثورة المعلومات حيث لم يعد الاهتمام بالتعليم الإلكتروني رفاهية بل ضرورة حتمية في عالم يشهد كل يوم المزيد من التطورات التكنولوجية، مشيراً إلى أن المملكة حققت نتائج متميزة عالمياً في التعليم وفي اهتمامها بالتعليم الإلكتروني وتطبيقة في كافة المراحل الدراسية.
في حين ألقى الرئيس التنفيذي لبوليتكنك البحرين د.جيف زابودسكي كلمة شكر فيها سموه على تفضله برعاية المؤتمر ورحب بالمشاركين متمنياً أن يتمكنوا من تقديم طروحات وأفكار ومناقشات تثري عملية التوجه نحو التعليم الإلكتروني.
رئيس المؤتمر إيما جناحي، أكدت في كلمة أهمية الموضوعات التي سيتم طرحها في المؤتمر مشددة على أن هناك الكثير من التساؤلات والطروحات حول التعليم الإلكتروني حيث سيعمل المؤتمر على تقديم اجابات وحلول للكثير منها، مشيرة إلى المحاور الرئيسة لكلية البحرين التقنية وهي التعليم عن طريق حل المشكلات ومهارات التوظيف بالتوازي مع الاستخدام الفاعل للتكنولوجيا داخل الصفوف التعليمية.
وقدمت الرئيس التنفيذي لأكاديمية التعليم العالي في المملكة المتحدة البروفيسور ستيفاني مارشال، عرضاً حول أهمية التعليم الإلكتروني ومميزاته وبرامجه خاصة التي تعنى بتطوير الأستاذ الأكاديمي وضمان عملية تعليمية مرنة تلبي حاجات الطلبة.
كما قدم مدير ادارة التعليم في شركة مايكروسوفت بمنطقة الخليج العربي أحمد عاشور، عرضاً حول البرامج الإلكترونية والتصاميم والتطبيقات التي قامت الشركة بتطويرها والتي تسهل عملية التعليم وتساعد الطلبة على التفاعل مع الاساتذة وتمكنهم من المعرفة والمعلومات والاستزادة منها بسهولة.
بعد ذلك تفضل سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء بتكريم المتحدثين الرئيسيين والجهات الراعية للمؤتمر. ثم تجول سموه في معرض التعليم الالكتروني الذي يضم عدداً من الشركات المعنية بالتعليم الإلكتروني وتقنيات التعليم.
ويتطرق المؤتمر إلى العديد من العناوين منها التعليم الإلكتروني وتصميم البرامج الأكاديمية وعملية التقييم وتطوير الأستاذ الأكاديمي وعلم أصول التدريس والتعلم الإلكتروني والتطبيقات والأنظمة، التي من شأنها أن تسهم في زيادة الوعي بفرص التعلم الافتراضي وضمان التعلم المرن للطلبة تلبية لحاجات وأنماط التعلم المختلفة، وضمان الاستباقية والريادة في مجال التطور التكنولوجي في مجال التعليم والذي بات يشكل نقطة ارتكاز في مجال التعليم في عالم اليوم.