زهراء حبيب:
رغم قتل العامل الآسيوي لشقيقه بطعنه بأداة حادة" المنقر" وتركه يغرق ببركة من الدماء، أكد كفيله أن القاتل قدم للبحرين قبل 3 أسابيع من الواقعة وكان رجلاً حسن السلوك والخلق، ويجهل تماماً سبب ارتكابه لتلك الجريمة البشعة.
وبكل هدوء وإيمان بالقضاء والقدر سرد الكفيل تفاصيل حادثة مقتل شقيقه على يد عامل في الورشة التي يملكها، والتي مازالت مشاهدها راسخه في عقله، وصولاً إلى لحظة توجيه العامل" المتهم" للمقتول" شقيقه" الطعنات في الخاصرة والرأس، حتى سقط على الأرض، فقلبه المتهم على بطنه لطعنه مرة واحدة في ظهره بذات الأداة الحادة، عند هذه اللحظة صمت الشاهد وشعر بالغصة، فأخذ يجيب على أسئلة القاضي بصوت خافت محاولاً السيطرة على دموعه.
وحاول القاضي إبراهيم الزايد معرفة الدافع والسبب المباشر لارتكاب المتهم لذلك الفعل، وإن كانت هناك خلافات بين الطرفين أسفرت عن هذه النتيجة، فكانت إجابة الشاهد بأنه مازال جاهلاً للسبب ولم يكن هناك أي نوع من الخلافات بينه وبين المتهم أو مع شقيقه.
وقال بأن العامل حضر لمملكة البحرين قبل حوالي 3 أسابيع من الواقعة، ويتعامل كأي إنسان طبيعي آخر، وهو رجل محترم، حسن السلوك، ولم يبدر منه أي فعل سلبي طوال تلك الفترة. وفي سؤاله إن كان قصد المتهم هو الاعتداء أم القتل؟، أكد الشاهد أن السلوك الصادر من المتهم وطعنه بهذا العنف والوحشية واستمراره في الطعن لحين سقوط المجني عليه على الأرض، وقيامه بقلبه على بطنه ثم طعنه بالظهر، هذا سلوك يؤكد على القصد هو القتل وليس الضرب. وأشار إلى أن المتهم حمل الأداة بيديه وركض نحو العامل الآخر" الصباغ" الذي استطاع الهروب بحكم صغر سنه، فركض نحوهما حتى استطاع الإمساك بشقيقه" المجني عليه" وأنهال عليه طعناً، وحاول الدفاع عنه لكنه عجز عن ذلك، إذ تعرض هو للطعن أيضاً. وتدخل عدد من العمال المتواجدين بالمكان بضرب المتهم بألواح خشبيه لكنهم عجزوا عن إفلات شقيقه من قبضة يده، ولخوفهم من الأداة المستخدمة بالجريمة، وفر المتهم هارباً من المكان تاركاً وراءه المجني عليه بلا حراك وسط بركة من الدماء.
وحاول الشاهد التحدث مع شقيقه بمسح الدم من على وجهه لحين قدوم سيارة الإسعاف ولم يستجب المجني عليه معه، وتوفى بمكان الحادثة. الواقعة ترجع إلى 16 نوفمبر 2016 عندما أقدم المتهم بالقتل عمداً المجني عليه بأن قام بطعنه بأداة النجار ( منقر) في أماكن متفرقة من جسمه قاصداً من ذلك إزهاق روحه فأحدث به الإصابة الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته والشروع في قتل شقيق المقتول، والاعتداء على سلامة شخص جسم آخر وهو عامل بالمحل. واعترف المتهم (37 سنة) في تحقيقات النيابة العامة بأنه طلب من شقيق كفيله السفر لموطنه بعد مرور 20 يوماً على قدومه للبحرين والعمل في ورشة نجارة، فطلب منه الانتظار لحين قدوم شقيقه ( صاحب الورشة) والتشاور معه بالأمر، فتوجه لغرفته كونه في مزاج سيء. وبعد فترة وجيزة زاره شخص آسيوي يتردد على الورشة وسأله عن سبب جلوسه بالغرفة، فأخبره بأنه يرغب بالسفر وهو يمر بمزاج غير جيد ولا رغبة له بالعمل اليوم.
وبعدها خرج المتهم من غرفته ودخن سيجارة وشرب كأساً من الشاي، وكان يشعر بحالة عصبية ويرغب في ضرب أي شخص أمامه، فأخذ المنقر وشاهد كفيله وشقيقة أمام ناظريه فركض نحوهما وهو حامل الأداة الحادة، وعندما شاهداه بهذه الحالة حاولا الهروب لكنه تمكن من الإمساك بالمجني عليه وطعنه عدة طعنات من البطن والظهر، حتى سقط على الأرض، ثم اعتدى على شقيقه بذات السلاح، وعلى شخص آخر. وأكد المتهم في اعترافاته أنه كان في مزاج سيء ويرغب بضرب أي شخص أمامه في ذلك اليوم.
وقررت المحكمة الكبرى الخامسة برئاسة القاضي إبراهيم الزايد وعضوية القاضيين محسن مبروك ومعتز أبوالعز وأمانة سر يوسف بوحردان، تأجيل قضية الآسيوي المتهم بقتل شقيق كفيله والشروع بقتل كفيله بطعنه بأداة النجارة ( المنقر) بعد شهر من قدومه للبحرين، إلى جلسة 2 مايو لاستدعاء بقية شهود الإثبات.