أطلق صندوق رعاية المباني الأثرية العالمية ومنظمتان غير حكوميتين لبنانيتان مساء الثلاثاء في باريس، مبادرة تسعى إلى إنقاذ الإرث الثقافي والطبيعي في بيروت.

وقالت أليسندرا بيروتسيتو خبيرة الشرق الأوسط في الصندوق "إشراك السكان المحليين أساسي"، مشددة على أن المنظمة الدولية اختارت موقعين لحملة التوعية هذه هما قصر حنينة ودالية الروشة.

ومن المرتقب إقامة سلسلة من الفعاليات المتمحورة على هذين الموقعين في بيروت بين 19 و21 مايو بغية توعية السكان على أهمية الحفاظ على هذا التراث.

وقصر حنينة ودالية الروشة مدرجان في قائمة التراث المعرض للخطر لصندوق رعاية المباني الأثرية العالمية. وهذا الصندوق هو منظمة مستقلة لا تبغى الربح أسست سنة 1965 في نيويورك بهدف إنقاذ المواقع والمعالم الأثرية في العالم.

وتأتي هذه المبادرة في وقت بدأ منذ أسبوع هدم مصنع بيرة "لذيذة" في حي مار ميخايل في شرق بيروت الذي يعد من أقدم مصانع البيرة في الشرق الأوسط ومن أهم الأبنية الأثرية في بيروت، ليحل محل هذه العمارة التي شيدت عام 1930 مجمع سكني فاخر.

وقال أنطوان عطالله نائب رئيس جمعية "أنقذوا تراث بيروت" خلال عرض هذه المبادرة في جامعة سوربون في باريس إن "كل السياسيين في لبنان هم مقاولون "عقاريون" أو مقربون من مقاولين عقاريين. نحن لا نعرف مفهوم تضارب المصالح".

وقصر حنينة في زقاق البلاط الذي يعود للقرن التاسع عشر "معرض للخطر لأن مالكه يتركه يتداعى، في حين أنه مدرج في قائمة المعالم التاريخية منذ 20 عاماً"، بحسب عطالله.

وفي مداخلة عبر الفيديو، قالت سارة ليلي ياسين، إحدى مؤسسات الحملة الأهلية للحفاظ على دالية الروشة، إن "النفاذ إلى البحر لم يعد ممكنا في بيروت بسبب العمارات" وإن العاصمة اللبنانية لم تعد تضم "سوى أقل من متر مربع واحد من المساحات الخضراء لكل فرد".

وأوضح منير بوشناقي مستشار اليونسكو أنه "من الممكن إيجاد توازن بين مبادرات الحفاظ على التراث ومشاريع التنمية، ونحن نعارض عمليات الهدم"، مشيراً إلى أن المغرب هو البلد الوحيد في العالم العربي "الذي نجح في قلب دوامة الهدم". وخسرت بيروت جزءاً كبيراً من عماراتها الأثرية التي تراجع عددها من 1200 سنة 1995 إلى 400 سنة 2010.

ويندد المدافعون عن التراث اللبناني وسكان بيروت منذ سنوات بمشاريع عمرانية لمبان جديدة تشيد على حساب عمارات تراثية وتؤثر على نوعية العيش في العاصمة اللبنانية.