(أ ف ب):
نفذ الجيش الاميركي بأمر من الرئيس دونالد ترامب فجر الجمعة ضربة صاروخية استهدفت قاعدة جوية عسكرية للنظام السوري، وذلك ردا على "هجوم كيميائي" اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه على بلدة خان شيخون في شمال غرب البلاد.
وسارع حلفاء واشنطن والمعارضة السورية الى الترحيب بالضربة، بينما ندد بها كل من ايران وروسيا، حليفي دمشق.
وأطلق الجيش الاميركي فجر الجمعة بالتوقيت المحلي، وليل الخميس بالتوقيت الاميركي، 599 صاروخا عابرا من طراز "توماهوك" استهدفت مطار الشعيرات العسكري في محافظة حمص في وسط البلاد.
وقال مسؤول أميركي ان المطار مرتبط ببرنامج الاسلحة الكيميائية السوري و"متصل مباشرة" بالاحداث "الرهيبة" التي حصلت صباح الثلاثاء في خان شيخون في محافظة إدلب.
وأتت الضربة العسكرية الاميركية بعيد فشل مجلس الامن الدولي في الاتفاق على قرار يدين الهجوم الذي أودى بحياة 86 شخصا على الاقل بينهم 30 طفلا.
7 قتلى
واعلن الجيش السوري في بيان ان الولايات المتحدة أقدمت "عند الساعة 03,42 فجر اليوم (00,422 ت غ) على ارتكاب عدوان سافر استهدف احدى قواعدنا الجوية فى المنطقة الوسطى بعدد من الصواريخ"، ما ادى الى "ارتقاء ستة شهداء وسقوط عدد من الجرحى واحداث اضرار مادية كبيرة".
ولم يحدد المتحدث ما اذا كان القتلى من المدنيين او العسكريين.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن مقتل سبعة عسكريين في الضربة الاميركية، في آخر حصيلة.
وقال المتحدث العسكري ان "هذا العدوان الأميركي المدان" يقوض "عملية مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الجيش العربي السوري"، و"يجعل الولايات المتحدة الأميركية شريكاً لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية".
تدمير المطار
وقال مسؤولون اميركيون ان القصف ألحق "اضرارا كبيرة" بالمطار و"دمّر طائرات" وبنية تحتية فيه، ما من شأنه ان "يقلل من قدرة الحكومة السورية على شن ضربات".
واستهدفت صواريخ التوماهوك بشكل اساسي "حظائر الطيران"، ومخازن الوقود والذخائر وقواعد دفاع جوي، ورادارات.
واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته ان "المطار دمر بشكل شبه كامل".
أعلن التلفزيون الروسي ان تسع طائرات تابعة لسلاح الجو السوري دمرت في الضربة الاميركية، وذلك خلال عرضه صورا للقاعدة المستهدفة. وتظهر الصور طائرتين على الاقل لا تزالان سالمتين في المرآب المصنوع من الاسمنت المسلح بينما غطت الارض قطع من الصفائح المعدنية وحطام غير محدد.
الامن القومي
ووجه ترامب خطابا الى الأمة نقلته شاشات التلفزة مباشرة من منزله في فلوريدا قال فيه "الثلاثاء، شن الدكتاتور السوري بشار الأسد هجوما مروعا بأسلحة كيميائية على مدنيين أبرياء".
واضاف "باستخدام غاز الأعصاب القاتل، انتزع الأسد ارواح رجال ونساء وأطفال لا حول لهم ولا قوة".
وتابع "الليلة أمرت بتنفيذ ضربة عسكرية محددة الهدف في سوريا على المطار الذي شن منه الهجوم الكيميائي. من مصلحة الأمن القومي الحيوية للولايات المتحدة منع وردع انتشار واستخدام الاسلحة الكيميائية القاتلة".
ودعا ترامب "كل الدول المتحضرة الى الانضمام إلينا في السعي الى انهاء المجزرة وسفك الدماء في سوريا والقضاء على الارهاب بكل انواعه واشكاله".
وأعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان الضربة العسكرية تنحصر بالرد على "الهجوم الكيميائي" في خان شيخون.
ردع الكيميائي
وقال متحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس لصحافيين ان الهدف هو "ردع النظام عن القيام بذلك (الهجوم الكيميائي) مجددا، ونأمل في ان ينجح في ذلك". وألمح الى ان العملية العسكرية ليست جزءا من عملية اكبر.
وقال "انها رد يتناسب" مع هجوم خان شيخون. واضاف "سيعود للنظام ان يقرر ما إذا كانت ستكون هناك ضربات أخرى، لان ذلك سيتقرر بناء على تصرفاته".
وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ان الضربة الصاروخية التي نفذتها واشنطن دليل على استعداد الرئيس الاميركي للتحرك عندما تقوم دول "بتجاوز الخط"، معتبرا ان موسكو فشلت في تحمل مسؤولياتها في سوريا.
وقف التعاون
واعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان الولايات المتحدة ابلغت روسيا مسبقا بالضربة.
الا ان موسكو ردت بعنف على الضربة الاميركية.
وأعلنت الجمعة تعليق الاتفاق مع واشنطن الرامي إلى منع وقوع حوادث جوية بين طائرات البلدين في الاجواء السورية بعد الضربة الصاروخية الأميركية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا أن بلادها طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي للنظر في الوضع، منددة بـ"نهج متهور" تتبناه واشنطن حيال النزاع في سوريا.
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الضربة الأميركية على قاعدة جوية للنظام السوري "عدوان على دولة ذات سيادة"، محذرا من أنها تلحق "ضررا هائلا" بالعلاقات بين واشنطن وموسكو.
ودانت إيران بدورها "بشدة" الضربة الأميركية على قاعدة عسكرية للنظام السوري.
في المقابل، رحب الائتلاف السوري المعارض وفصائل مقاتلة بالضربة الاميركية، ودعا المعارضون الى استمرار الضربات ضد نظام الاسد.
تأييد عربي وغربي
واعتبرت تركيا ان الضربة الصاروخية الاميركية "ايجابية" ودعت الى إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا.
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى مواصلة العملية الاميركية "على المستوى الدولي في إطار الأمم المتحدة إذا أمكن، بحيث نتمكن من المضي حتى النهاية في العقوبات على بشار الأسد ومنع هذا النظام من استخدام الأسلحة الكيميائية مجددا وسحق شعبه".
كما ايدت المانيا واليابان وبريطانيا الضربة الاميركية، وكذلك البحرين والسعودية الداعمة للمعارضة.
ودعت الصين إلى "تفادي أي تدهور جديد للوضع" في سوريا، منددة بـ"استخدام أي بلد" لأسلحة كيميائية.
وأثار الهجوم الذي استهدف الثلاثاء خان شيخون في محافظة إدلب تنديدا دوليا وصدمة في العالم.
وكانت الحكومة السورية وافقت في العام 2013 على تفكيك ترسانتها الكيميائية، بعد اتفاق روسي-اميركي أعقب تعرض منطقة الغوطة الشرقية، أبرز معاقل المعارضة قرب دمشق، لهجوم بغاز السارين في 21 اغسطس 2013 تسبب بمقتل المئات.
ووجهت أصابع الاتهام فيه الى دمشق. وجاءت الموافقة في ظل تهديد أميركي بقصف سوريا. وتم نقل الترسانة الكيميائية السورية او تدميرها بإشراف منظمة حظر الاسلحة الكيميائية.