د.عبير/ وزارة الصحة:
بمناسبة يوم الصحة العالمي والذي يصادف 7 أبريل أطلقت منظمة الصحة العالمية هذا العام حملة دعونا نتحدث عن الاكتئاب لتكون حملة لمدة عام كامل تحت شعار"دعونا نتحدث عنه".
الاكتئاب مرض يمكن أن يصيب جميع الناس بجميع أعمارهم ولكنه أكثر تأثيراً في الفئات الثلاث التالية وهم الأشخاص بين 15 و24 عاماً، والنساء في سن الإنجاب (وخاصةً عقب الولادة)، والمسنون، ويعد السبب الرئيس الثاني للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، والاكتئاب مرض نفسي شائع يمكن علاجه والوقاية منه، وهو ليس كما قد يعتقد البعض بسبب ضعف الشخصية.
ويتميز الاكتئاب بالشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي يتمتع بها الشخص عادةً، والعجز عن أداء الأنشطة اليومية لمدة أسبوعين على الأقل، إضافة إلى أن المصابون به يشكون من فقدان الطاقة، وتغير الشهية، والنوم لفترات أطول أو أقصر، والشعور بالقلق، وتدني مستوى التركيز، والاضطراب، والشعور بعدم احترام الذات أو بالذنب أو باليأس، والتفكير في إيذاء النفس أو الانتحار في أسوأ الأحوال.
ولكن بفضل الله تعالى يمكن علاج الاكتئاب والوقاية منه بأخذ الأدوية المضادة له وبالتحدّث عنه.. لذا دعونا نتحدث عنه أكثر.
إن التحدّث عن الاكتئاب هو صلب هذه الحملة لأنه من الركائز الأساسية للتعافي من المرض، ولأن الوصمة الناجمة عن الإصابة بالأمراض النفسية والاكتئاب تقف حاجزاً في طلب المساعدة للعلاج في جميع أنحاء العالم.
إن التحدّث عن الاكتئاب، مع أحد أفراد الأسرة أو مع صديق أو مع متخصص يساعد في التشافي، لأن التحدث للآخرين حول المشاعر السلبية يحد من تأثيرها، والتحدث عن هذه المشاعر يساعد في إيجاد حلول لها، كما يساعد التحدث أيضاً مع الاختصاصي النفسي في تحديد درجة الاكتئاب وتقديم المساعدة المناسبة.
كما أن التحدث عن الاكتئاب في الإعلام والتجمعات الأكبر أمر ضروري ومهم للغاية، لأنه يسهم في تحطيم الوصمة والشعور بالعار المتعلق بالأمراض النفسية ومنها الاكتئاب، لذا فإنه من المهم أن نتحدث عنه في المدارس وأماكن العمل ووسائل التواصل الاجتماعي، والمدونات الإلكترونية، والذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة طلب المساعدة في التخلّص منه والتشافى منه.
ولهذا الغرض أعدت منظمة الصحة العالمية مواد توعوية مفيدة جداً يمكن أن يستفيد منها الجميع للمشاركة في الحملة وهي متاحة على موقع المنظمة وعلى موقع وزارة الصحة، وتوضح ماذا يجب أن يفعل الشخص إذا أراد مساعدة شخص مصاب بالاكتئاب أو في حالة الشعور بالاكتئاب ماذا يفعل الشخص لمساعدة نفسه؟
وهذه خمس خطوات لمساعدة شخص مصاب بالاكتئاب أو تعتقد بأنه يحتاج لمساعدة:
وضِّح نيتك في مد يد العون والإصغاء من دون إصدار أحكام وشجعه على التركيز على الجوانب الإيجابية.
اعرض الدعم اللازم وشجعه على طلب المساعدة المتخصصة، واطلب أن ترافقه في حضور مواعيد الزيارات النفسية.
إذا وُصِف له دواء، فاحرص على مساعدته في تناوله بحسب الوصفة الطبية، وتحلَّ بالصبر؛ فإن الأمر عادة ما يستغرق بضعة أسابيع لكي يشعر المرضى بتحسن.
ساعد الشخص المصاب في أداء المهام اليومية وفي اتباع نظام صحي بشأن الأكل والنوم والانتظام في ممارسة التمارين الرياضية والانخراط في الأنشطة الاجتماعية.
لا تتركه لوحده إذا كان يفكر في إيذاء نفسه، واحرص على طلب المساعدة من الطوارئ، وتخلص من الأدوية والأدوات الحادة.
والأهم أن تعتني بنفسك أنت أولاً، فالصحة في مفهومها الشامل تؤكد التمتع بحالة التعافي الجسدي والنفسي والاجتماعي وليس الخلو من المرض فقط.
وهذه حزمة مفاتيح لصحتك وسعادتك فاحرص على حملها معك دائماً:
تكلم مع نفسك بإيجابية وتفاؤل كل يوم، تقبل الواقع برضا وابتعد عن طلب الكمال والمثالية.
واجه مشكلاتك وتعامل معها على أنها تحديات ستكسبك الخبرة والصبر في الحياة وانظر إلى الجانب المشرق والخير المختبئ وراء المشكلة.
خصص وقت لتمارس ما تحب ويفرحك واستمتع بهواياتك، بالضحك، والاسترخاء، والتأمل واعتنِ بنفسك بأن تكافئها بهدية.
عبر عن الحب والمشاعر الإيجابية وعبر كذلك عن الغضب والحزن.
نظم وقتك ووازن بين العمل والراحة والعائلة والأنشطة الاجتماعية والخلوة مع النفس.
اسع لتنمية علاقاتك الاجتماعية خاصة مع الإيجابيين المتفائلين، وتقبل الآخرين كما هم واجعل مهمتك هي تغيير نفسك للأحسن.
خصص على الأقل نصف ساعة لممارسة الرياضة بشكل يومي فمادة الأندورفين تفرز مع الرياضة وتزيدك إشراقاً وسعادة.
تناول غذاء صحياً متوازناً غنياً بالخضراوات والفواكه والأسماك والحبوب الكاملة والمكسرات النيئة وأكثر من شرب الماء وسترى الفرق في حيويتك ومزاجك.
وختاماً فإن الحياة رحلة فاجعلها سعيدة لك وللآخرين من حولك، وهذه دعوة لك لتشارك بنفسك في هذه الحملة أي موقع تكون فيه في البيت والحي والعمل والمجتمع في أنشطة مبتكرة، أو يمكنك مشاركتنا في في فعاليات وزارة الصحة والتي سيعلن عن أنشطتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي للوزارة، أسعدنا الله وإياكم وأمدكم بالصحة العافية.