فارق كبير بين الموقف الجميل الذي سجله الإعلامي البحريني علي حسين والمواقف التي يسجلها آخرون يقدمون أنفسهم للعالم على أنهم «مواطنون بحرينيون» لكنهم يعملون على الإساءة إلى البحرين. علي حسين كان في دورة إعلامية بالولايات المتحدة وشهد خلال وجوده في ولاية بوسطن انفجارين كبيرين تمكن من تصوير أحدهما، ولأنه كان الوحيد الذي تمكن من ذلك لذا انهالت عليه العروض السخية والمغرية من محطات التلفزيون المحلية هناك ومن فضائيات عالمية شهيرة فور وضعه الفيديو في حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي، لكنه رفضها كلها وقرر أن يوفر ما ظفر به من مادة إعلامية مهمة بالمجان للجميع شرط أن يحفظوا حقه الأدبي ويشار عند بثها إلى اسم مملكة البحرين. علي اهتم بمسألة الإعلاء من شأن البحرين في العالم فأكد بموقفه الموجب هذا حبه لهذا الوطن ولم ينظر إلى أنه كان يمكن أن يفقد حياته أثناء تصويره للانفجار أو أنه يمكن أن يكسب المال باتفاقه مع من يدفع أكثر، بينما أولئك اهتموا بمسألة الإساءة إلى البحرين فأكدوا بغضهم وحقدهم ووفروا بذلك الدليل على كرههم لهذا الوطن وأنهم إنما يسعون لتحقيق مآرب أخرى.
الفضائيات في الولايات المتحدة لا يهمها حجم المبالغ التي تدفعها لمن يوفر لها فرصة السبق والتميز، فالمهم عندها هو أن تسبق وأن ينقل الآخرون عنها، لذا فإن فرصة تغير الحال إلى أحسن حال كانت متاحة بسخاء أمام الإعلامي علي حسين، لكنه آثر أن يستفيد الوطن مما حدث قبل أن يستفيد هو فاتخذ قراره الجريء وأعلن أن المادة التي كانت ملكه مشاعة لكل من يوافق على شرطيه.
بالتأكيد ليس الإعلامي علي حسين البحريني الوحيد الذي سجل ويسجل مثل هذا الموقف، فهناك الكثيرون من أمثاله ممن لا يترددون لحظة عن التصرف بإيجابية ورفع راية الوطن لو صاروا في مواقف مشابهة، وبالتأكيد لم يفعل هذا الإعلامي -ولا يفعل غيره- مثل هذا الفعل ليزايدوا على الوطن ويبيعوه مثل هذا الموقف، فهم ليسوا تجاراً وليس مثل هذا الموقف بضاعة يستغلونها وإلا لانتفت قيمة الوطنية. وهنا يبرز الفارق بينه وأمثاله وبين أولئك الذين تختلف نظرتهم للوطن وتختلف درجة ارتباطهم به وانتمائهم إليه والذين يعتبرون الإساءة إليه مكسباً.
الصعوبة ليست في الإساءة للوطن، فهذا أمر يتحقق فور أن يقرر «المواطن» بيع نفسه للآخر الذي يحوله إلى أداة يوظفها كيف يشاء، الصعوبة هي في الإعلاء من شأن الوطن وخدمته والعمل على جعل رايته عالية خفاقة، لهذا فإن التميز والوطنية تكونان في هذا وليس في ذاك.
أي وطنية وأي تعبير عن حب الوطن ذاك الذي ينتج عن إقامة معرض صور الغرض منه الإساءة إلى البحرين وأهلها؟ وأي وطنية وتعبير صادق ذاك الذي ينتج عن لي عنق الحقيقة وتعمد إظهار البحرين وكأنها بلاد تعيش خارج كوكب الأرض ولا تمت إلى الإنسانية بصلة؟
المفارقة التي تدهش مريدي السوء لهذا الوطن هي أن العالم يقدر موقفاً كالذي اتخذه الإعلامي علي حسين الذي آثر اسم البحرين وسعى من خلال رفض مكسب مالي مضمون إلى الإعلاء من شأن وطنه وليس تلك المواقف السالبة التي صار يشك في صحتها وصدقها بسبب المبالغات وأسلوب التهويل الذي يتبعه أصحابه.
مواقف وطنية كثيرة تحدث يومياً، أصحابها مواطنون يستحقون الثناء والتقدير من الجميع، أغلبها لا يتم الكشف عنها برغبة أصحابها الذين يقومون بها كجزء من واجبهم تجاه هذا الوطن، لكنها دونما شك تستحق أن ترصد وتجمع ويتم وضعها بين دفتي كتاب يوفر للأجيال التالية أمثلة لمواطنين رايتهم بيضاء عبروا بمواقفهم عن انتمائهم لهذا الوطن.
الفضائيات في الولايات المتحدة لا يهمها حجم المبالغ التي تدفعها لمن يوفر لها فرصة السبق والتميز، فالمهم عندها هو أن تسبق وأن ينقل الآخرون عنها، لذا فإن فرصة تغير الحال إلى أحسن حال كانت متاحة بسخاء أمام الإعلامي علي حسين، لكنه آثر أن يستفيد الوطن مما حدث قبل أن يستفيد هو فاتخذ قراره الجريء وأعلن أن المادة التي كانت ملكه مشاعة لكل من يوافق على شرطيه.
بالتأكيد ليس الإعلامي علي حسين البحريني الوحيد الذي سجل ويسجل مثل هذا الموقف، فهناك الكثيرون من أمثاله ممن لا يترددون لحظة عن التصرف بإيجابية ورفع راية الوطن لو صاروا في مواقف مشابهة، وبالتأكيد لم يفعل هذا الإعلامي -ولا يفعل غيره- مثل هذا الفعل ليزايدوا على الوطن ويبيعوه مثل هذا الموقف، فهم ليسوا تجاراً وليس مثل هذا الموقف بضاعة يستغلونها وإلا لانتفت قيمة الوطنية. وهنا يبرز الفارق بينه وأمثاله وبين أولئك الذين تختلف نظرتهم للوطن وتختلف درجة ارتباطهم به وانتمائهم إليه والذين يعتبرون الإساءة إليه مكسباً.
الصعوبة ليست في الإساءة للوطن، فهذا أمر يتحقق فور أن يقرر «المواطن» بيع نفسه للآخر الذي يحوله إلى أداة يوظفها كيف يشاء، الصعوبة هي في الإعلاء من شأن الوطن وخدمته والعمل على جعل رايته عالية خفاقة، لهذا فإن التميز والوطنية تكونان في هذا وليس في ذاك.
أي وطنية وأي تعبير عن حب الوطن ذاك الذي ينتج عن إقامة معرض صور الغرض منه الإساءة إلى البحرين وأهلها؟ وأي وطنية وتعبير صادق ذاك الذي ينتج عن لي عنق الحقيقة وتعمد إظهار البحرين وكأنها بلاد تعيش خارج كوكب الأرض ولا تمت إلى الإنسانية بصلة؟
المفارقة التي تدهش مريدي السوء لهذا الوطن هي أن العالم يقدر موقفاً كالذي اتخذه الإعلامي علي حسين الذي آثر اسم البحرين وسعى من خلال رفض مكسب مالي مضمون إلى الإعلاء من شأن وطنه وليس تلك المواقف السالبة التي صار يشك في صحتها وصدقها بسبب المبالغات وأسلوب التهويل الذي يتبعه أصحابه.
مواقف وطنية كثيرة تحدث يومياً، أصحابها مواطنون يستحقون الثناء والتقدير من الجميع، أغلبها لا يتم الكشف عنها برغبة أصحابها الذين يقومون بها كجزء من واجبهم تجاه هذا الوطن، لكنها دونما شك تستحق أن ترصد وتجمع ويتم وضعها بين دفتي كتاب يوفر للأجيال التالية أمثلة لمواطنين رايتهم بيضاء عبروا بمواقفهم عن انتمائهم لهذا الوطن.