الترحيب الخليجي والعربي وحتى العالمي بالضربة العسكرية التي وجهها الجيش الأمريكي لنظام سفاح القرن الـ21 بشار الأسد، دليل قوي على وجود شبه إجماع دولي على أن نظام بشار الأسد لا بد أن يزول في أقرب وقت.
الجرائم التي ارتكبها هذا النظام المجرم كثيرة جداً، فمنذ قرابة سبع سنوات وإلى الآن وهذا النظام يبيد الشعب العربي السوري بأبشع وسائل الإبادة وباستخدام أسلحة فتاكة محرمة دولياً، ولكن هذا النظام ومن يقف خلفه من الروس والإيرانيين أحلوا كل ما هو محرم شرعاً وقانوناً وإنسانية، فنصبوا المذابح للأطفال والشيوخ والنساء قبل الرجال، وشردوا ملايين السوريين لدرجة أنه لم تتبقَ بقعة في أرض الله الواسعة إلا ووجدت عليها روح لمواطن سوري هرب بجلده وجلد أهل بيته من عصابات الأسد المجرمة.
ولكن جاءت «الفرحة» للكثير من الدول العربية وغيرها المرحبة بالضربة الأمريكية وإطلاق 59 صاروخ توماهوك على قاعدة الشعيرات وهي التي انطلقت منها طائرات النظام لشن الهجوم الكيماوي على المدنيين في منطقة خان شيخون بريف إدلب ليخلف مشاهد تصعب على «الكافر»، فهذا الاعتداء الهمجي من النظام السوري هو بلا شك تأكيد لاستمراره في انتهاك كل المواثيق الدولية والإنسانية، وللتأكيد على أن بشار فاقد للشرعية وليس له مستقبل في سوريا.
وبين ليلة وضحاها تغيرت الأولويات بالنسبة للولايات المتحدة فأصبح رحيل بشار ضرورة اليوم بعدما كان قبل يومين ليس كذلك، بالرغم من أن أمريكا تعلم جيداً فظائع جرائم بشار ومن يقف معه خاصة الروس والإيرانيين، وانتهاك هذا النظام ولسنوات كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية والتي راح ضحيتها مئات الآلاف وملايين المشردين من أبناء الشعب السوري، وما حدث في خان شيخون لم يكن أول حادثه من نوعها لنظام بشار المجرم، فهل يصح القول إن ضمير أمريكا «صحا» بعد مشاهدة اختناق أطفال سوريا بغاز السارين في خان شيخون؟ أم توجد هناك «فاتورة» يجب أن تدفع لأمريكا التي «ضحت» بـ59 صاروخ توماهوك والتي تبلغ كلفتها نحو 88.5 مليون دولار، علماً بأن كلفة إطلاق الصاروخ الواحد منها تصل إلى 1.5 مليون دولار، وفقاً لما أشارت إليه عدة وسائل إعلام، أم يوجد هناك نوع من التنازلات المستقبلية للإدارة الأمريكية عن «شيء ما» قد يتضح قريباً؟
لا أعتقد أن أمريكا وجهت الضربة العسكرية من تلقاء نفسها، خاصة إذا ما علمنا أن ترامب نفسه هو من أمر بهذه الضربة دون الرجوع إلى الكونغرس أو مراجعته، بل اتخذها في ليلة قبل أن يأتي ضحاها، وفي وقت صرح فيه قبل يومين مسؤولون بإدارته بأن رحيل بشار ليس أولوية، فما الذي حدث؟
نعلم أن ترامب في الأصل «رجل أعمال» ورجال الأعمال لا يلقون بالأموال هكذا دون أن يتأكدوا من تحقيق مصالحهم بالدرجة الأولى، ثم إننا نتذكر أن ترامب خلال فترة ترشيحه للرئاسة كان من المنتقدين للحروب التي خاضتها أمريكا في السنوات الماضية، بل إنه أكد وبعلانية أن الجيش الأمريكي لن يحمي أحداً بالمجان، وأن هناك ثمناً لا بد من دفعه لمن يطلب الحماية من أمريكا، وأن هناك مستحقات للجيش الأمريكي لم تدفع له بعد.
ولكن في المقابل، لو ابتعدنا عن سيناريو «الأموال»، وسلمنا بأن ترامب أطلق صواريخه «بالمجان»، فأعتقد هنا أنه كان يرغب في توجيه رسالتين، الأولى إلى روسيا، والثانية إلى الشعب الأمريكي، ورسالة روسيا تفيد بأن أمريكا استعادت هيبتها ودورها القيادي في العالم وتحديداً في قضايا الشرق الأوسط، بعدما فقدت الشيء الكثير من تلك الهيبة في عهد أوباما، أما رسالته للشعب الأمريكي فهي تأكيده بأن روسيا ليست «صاحبة فضل عليه» بعدما أشيع عن تلاعبها في انتخابات الرئاسة الأمريكية -بشكل أو بآخر- لصالح ترامب، وقلب كل التوقعات التي كانت تشير وبقوة لفوز منافسته هيلاري كلينتون، وأن توجيه الضربات العسكرية لحليف روسيا هو أكبر دليل على ذلك، وربما الأيام القليلة القادمة كفيلة بتبيان صورة أوضح عن أمريكا وروسيا ومصير سوريا.
الجرائم التي ارتكبها هذا النظام المجرم كثيرة جداً، فمنذ قرابة سبع سنوات وإلى الآن وهذا النظام يبيد الشعب العربي السوري بأبشع وسائل الإبادة وباستخدام أسلحة فتاكة محرمة دولياً، ولكن هذا النظام ومن يقف خلفه من الروس والإيرانيين أحلوا كل ما هو محرم شرعاً وقانوناً وإنسانية، فنصبوا المذابح للأطفال والشيوخ والنساء قبل الرجال، وشردوا ملايين السوريين لدرجة أنه لم تتبقَ بقعة في أرض الله الواسعة إلا ووجدت عليها روح لمواطن سوري هرب بجلده وجلد أهل بيته من عصابات الأسد المجرمة.
ولكن جاءت «الفرحة» للكثير من الدول العربية وغيرها المرحبة بالضربة الأمريكية وإطلاق 59 صاروخ توماهوك على قاعدة الشعيرات وهي التي انطلقت منها طائرات النظام لشن الهجوم الكيماوي على المدنيين في منطقة خان شيخون بريف إدلب ليخلف مشاهد تصعب على «الكافر»، فهذا الاعتداء الهمجي من النظام السوري هو بلا شك تأكيد لاستمراره في انتهاك كل المواثيق الدولية والإنسانية، وللتأكيد على أن بشار فاقد للشرعية وليس له مستقبل في سوريا.
وبين ليلة وضحاها تغيرت الأولويات بالنسبة للولايات المتحدة فأصبح رحيل بشار ضرورة اليوم بعدما كان قبل يومين ليس كذلك، بالرغم من أن أمريكا تعلم جيداً فظائع جرائم بشار ومن يقف معه خاصة الروس والإيرانيين، وانتهاك هذا النظام ولسنوات كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية والتي راح ضحيتها مئات الآلاف وملايين المشردين من أبناء الشعب السوري، وما حدث في خان شيخون لم يكن أول حادثه من نوعها لنظام بشار المجرم، فهل يصح القول إن ضمير أمريكا «صحا» بعد مشاهدة اختناق أطفال سوريا بغاز السارين في خان شيخون؟ أم توجد هناك «فاتورة» يجب أن تدفع لأمريكا التي «ضحت» بـ59 صاروخ توماهوك والتي تبلغ كلفتها نحو 88.5 مليون دولار، علماً بأن كلفة إطلاق الصاروخ الواحد منها تصل إلى 1.5 مليون دولار، وفقاً لما أشارت إليه عدة وسائل إعلام، أم يوجد هناك نوع من التنازلات المستقبلية للإدارة الأمريكية عن «شيء ما» قد يتضح قريباً؟
لا أعتقد أن أمريكا وجهت الضربة العسكرية من تلقاء نفسها، خاصة إذا ما علمنا أن ترامب نفسه هو من أمر بهذه الضربة دون الرجوع إلى الكونغرس أو مراجعته، بل اتخذها في ليلة قبل أن يأتي ضحاها، وفي وقت صرح فيه قبل يومين مسؤولون بإدارته بأن رحيل بشار ليس أولوية، فما الذي حدث؟
نعلم أن ترامب في الأصل «رجل أعمال» ورجال الأعمال لا يلقون بالأموال هكذا دون أن يتأكدوا من تحقيق مصالحهم بالدرجة الأولى، ثم إننا نتذكر أن ترامب خلال فترة ترشيحه للرئاسة كان من المنتقدين للحروب التي خاضتها أمريكا في السنوات الماضية، بل إنه أكد وبعلانية أن الجيش الأمريكي لن يحمي أحداً بالمجان، وأن هناك ثمناً لا بد من دفعه لمن يطلب الحماية من أمريكا، وأن هناك مستحقات للجيش الأمريكي لم تدفع له بعد.
ولكن في المقابل، لو ابتعدنا عن سيناريو «الأموال»، وسلمنا بأن ترامب أطلق صواريخه «بالمجان»، فأعتقد هنا أنه كان يرغب في توجيه رسالتين، الأولى إلى روسيا، والثانية إلى الشعب الأمريكي، ورسالة روسيا تفيد بأن أمريكا استعادت هيبتها ودورها القيادي في العالم وتحديداً في قضايا الشرق الأوسط، بعدما فقدت الشيء الكثير من تلك الهيبة في عهد أوباما، أما رسالته للشعب الأمريكي فهي تأكيده بأن روسيا ليست «صاحبة فضل عليه» بعدما أشيع عن تلاعبها في انتخابات الرئاسة الأمريكية -بشكل أو بآخر- لصالح ترامب، وقلب كل التوقعات التي كانت تشير وبقوة لفوز منافسته هيلاري كلينتون، وأن توجيه الضربات العسكرية لحليف روسيا هو أكبر دليل على ذلك، وربما الأيام القليلة القادمة كفيلة بتبيان صورة أوضح عن أمريكا وروسيا ومصير سوريا.