الذي أحرق رجال الأمن في البحرين والذي فجر كنيسة الأقباط في مصر ذهب وهو مزود «بفتاوى» دينية تجيز له قتل النفس البشرية من أجل إنقاذ «الجماعة»، أقنعوه بطهارة عمله وقدسيته، وبأنه يخدم الدين، ما هي درجة تفكيره العقلي «IQ»؟ الاثنان اللذان قتلا في مصر أو البحرين، لا يزيدان عن كونهما مجرد أدوات يتم اختيارهم من ذوي الذكاء المتدني أي من «الأغبياء» الذين يسهل إقناعهم بهذه الفكرة الغبية، المضحك أن من يحركهم يظن نفسه أنه أذكى منهم ويستحق أن يقودهم، لكن الغبي لا يعرف أنه هو الآخر أداة، وهناك من هو أذكى منه وله مشروعه الذي لا يعرفه لا الغبي الذي قتل ولا قائده الذي وجهه للقتل.

التفجيرات في مصر لا تستهدف الأقباط بل تستهدف تحريكهم كجماعة ضد الدولة المصرية، فالدولة في مصر هي الهدف، والقاتل الذي دهس أو حرق رجل الأمن في البحرين لا يخدم الشيعة كجماعة بل يستهدف تحريكهم كجماعة ضد الدولة، ومن يقف ويدعم «الجماعات» أياً كانت تلك الجماعات، دينية كانت أم عرقية أم مذهبية، إخواناً كانوا أو سلفاً أو أقباطاً أو شيعة فهدف من يدعمهم هو تقوية «الجماعات» على حساب الدولة.

في البحرين من يظن أنه يقود مجموعة يدفعهم لقتل رجال الأمن أن اختياره لقيادة تلك المجموعات الغبية لأنه أذكى منهم فهو غير مدرك أنه أغبى منهم، وكلنا نعرف السيرة الذاتية ومستوى ذكاء من شارك في قتل رجال الأمن ومستوى قائد خليتهم!! آلاف من الأغبياء في عالمنا العربي ضالعون في اللعبة دون أن يدريون، بما فيهم دول عربية مع الأسف دخلت كممول وكداعم «للجماعات» تعتقد أنها أذكى من غيرها وأنها «كدولة» ستكون الطفل المدلل لاحقاً، وستنجو من مشروع إسقاط الدول العربية، إنما الواقع أنها هي الأخرى استغلت لغبائها وسذاجتها!! من يشارك في تقوية الجماعات على حساب الدولة ككيان في عالمنا العربي، مساهم مساهمة مباشرة في مشروع لا يخدم سوى إسرائيل وإيران، فهاتان الدولتان هما الطامعتان في إضعاف دولنا والانقضاض على فتاتها.

من يشارك في دعم «الجماعات» على حساب الدولة هو ضالع بذلك المشروع ويلعب دوراً قذراً بغباء منقطع النظير، أياً كان من يشارك ودرجة مشاركته، كأفراد أو كمجموعات أو حتى كدول، فلا أحد سيستفيد من ضعف «الدولة» في عالمنا العربي غير إسرائيل وإيران فقط.

وسواء كانت إيران محركاً أو إسرائيل محركاً أو كانت استخبارات دول غربية محركاً أو كان ضلوع دول عربية في إضعاف مصر أو البحرين أو السعودية أو لبنان فالمشروع المشترك بينهم هو إسقاط «الدولة» والأداة هو تقوية «الجماعات»،

إعادة تقسيم الدول العربية كان هدفاً ومشروعاً يخدم أمن ومصلحة إسرائيل وإيران بالدرجة الأولى، هدفاً يطيل من عمرهما حتى يصعب -أكثر مما هو عليه الآن- توحيد أي صف عربي في وجه إسرائيل أو إيران.

تحريك «الجماعات» سواء كانوا أقليات عرقية أو أقليات دينية في العالم العربي وتجييشهم ضد دولهم لا يهدف أبداً خدمة تلك الجماعات، إنما كانت هي الوسيلة الأمثل لهذا التقسيم لذا حركوا الشيعة والأكراد والأقباط.

أحداث العنف التي امتدت من البحرين إلى السعودية إلى الكويت إلى العراق إلى سوريا إلى مصر وتونس وليبيا واليمن ولبنان كلها رفعت تحت شعار «حقوق وحماية الأقليات» كلها أحداث تقود حراكها جماعات دينية، وقودها كانت شرائح يعمها الجهل وقيادات تلك الجماعات ظنت أنها الأكثر وعياً.

والأدوات التي كان من المفروض أنها ستنسق وستتواصل مع «صاحب المشروع» أي أجهزة الاستخبارات كانوا هم «قيادات» الجماعات الدينية فهم الأكثر تنظيماً والأقدر على تحريك الجموع.

ويوماً بعد يوم يتكشف حجم ضلوع قيادات الجماعات الدينية السنية والشيعية باستخبارات الدول الغربية، استدرجوهم لعلمهم بدرجة غبائهم وبدرجة «طموحهم»، واليوم حين فشل مشروعهم، كشفت الأوراق لحرقهم واحداً تلو الآخر، فلم يكونوا سوى مجموعة أغبياء يقودون من هم أكثر غباء.

ملاحظة:

أقباط مصر الأكثر ذكاء من جميع الأقليات في عالمنا العربي، أدركوا أبعاد المشروع مبكراً فعلا وارتفع صوت رفضهم الجماعي من رجال دين إلى مثقفين إلى فنانين إلى أكاديميين، كلهم أعلنوا بصراحة وبكل وضوح أنهم يقفون مع «الدولة المصرية» إنما الغبي هو من استهدف مصر الدولة.