قال صاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية ، إن سياسات إيران منغص لأمن الخليج، وأن النزاعات المسيسة الدينية والطائفية تحد كبير يواجه دول "التعاون".وأكدالفيصل في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "الأمن الوطني والأمن الإقليمي لدول مجلس التعاون، :" على اهمية البعد عن كل ما يعطل تحقيق اهداف دول مجلس التعاون وأهداف شعوبها وما يعطل مسيرتها ويهدد امنها واستقراراها مشيرا الي أن أخطر ما يواجه دول الخليج اليوم هو هذا الشرخ الجديد فى العلاقات "الذى قد تتسلل منه الينا تداعيات ما يشهده اقليمنا من توترات لا تأتي بالخير لدولنا ومجلسنا ولمستقبلنا الواحد ". وقال سموه ان المنطقة الان بعد مضى نحو 4 اعوام على بدء احداث ما يسمي بالربيع العربى باتت في مرحلة مخاض شديد مشيرا الى ان ماجري يكشف مدي هشاشة الاوضاع فى كل المجالات فى العالم العربي عموما، وأن هذه الهشاشة كان مرده خطرا كبيرا برز من السياسات التى كانت متبعة فى مجالات التنمية كافة.وأضاف ان اهم ما كشفته مجريات الامور فى المنطقة أن الامن الوطنى ليس عسكريا فحسب لدرء المخاطر الخارجية بل هو أمن سياسى واقتصادى واجتماعي وثقافي واعلامي وان الاعتماد على تثبيت القوة فى الامن الوطني ليس ضمانة كافية لتحقيقه، وعليه فان الشرط الاول للحفاظ على امن دول الخليج ومجتعاتها هو زيادة تحصين هذه الدول من الداخل بسياسات تحافظ على علاقات سوية بين القيادات والشعوب. وأكد أن ما افرزته الاحداث ومانراه من احداثها وتداعياتها وظهور الاستقطاب الحاد الذى افرزته التحولات السياسية وظهور النزاعات المسيسة الدينية والطائفية والقبلية هى اكبر تحد يواجه دول مجلس التعاون ويهدد أمنها الوطني ما يعنى انها امام واقع مفتوح على كل الاحتمالات وتبعا لذلك فإن "على دولنا وشعوبنا ان تدرك خطورة هذه المخططات وأن لا تسمح بالانزلاق اليه مهما كانت التحديات".وأضاف انه فى الوقت الذى ينبغي ان نعي فيه الاهتمام الدولي بمنطقتنا وداوفعه ينبغى لنا العمل بشكل حثيث على تقوية اواصر مجلس التعاون لمواجهة كافة التحديات وتفادي اسباب الفرقة لمواجهة كل الاحتمالات بما فيها احتمال تغير النظرة الغربية الى اهمية هذه المنطقة.دول الخليج لا تكن اى عداء لايرانوقال الامير تركي الفيصل اننا فى هذا الجانب من الخليج نكن كل احترام ومحبة لاخوة لنا يقطنون الجانب الاخر من الخليج، معربا عن اسفه انه فى الوقت الذى تحمل دول الخليج هذه النظرة تجاه الجارة ايران أن تكون سياسات ايران منغصا للأمن الإقليمي نظرا للسياسات الايرانية المعادية فى منطقة الخليج وفى العالم العربي هذه سواء اكانت هذه السياسات هدفها فرض الهيمنة السياسية ام التدخل فى الشئون الداخلية لبلداننا عبر تأجيج الفتن الطائفية ومحاولة تصديرها الينا ام من خلال غموض نواياها بشأن خططها للمعرفة النووية وبالتالي امتلاك السلاح النووى ام من خلال احتلال الجزر الاماراتية ام بدعمها للحكم الطائفي فى العراق أو تدخلها العسكرى لدعم النظام السورى الاجرامي او التدخل لتفتيت اليمن مذهبيا.وقال ان سلبيية السياسة الايرانية تسيء لدول الخليج ولاسيما ان كل المحاولات التى جرت خلال ال 30 عاما الماضية لترشيد سياستها باءت بالفشل رغم ان دول الخليج لا تكن اى عداء لايران ولا تريد لها او لشعبها أى ضرر كجيران ومسلمين، و"لكن الضرورة للحفاظ على امننا تدفعنا الى العمل على ايجاد توازن معها بما فى ذلك المعرفة النووية والاستعداد لاى احتمالات فى الملف النووي الايراني". وأشاد الامير تركي الفيصل بدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود لتحقيق وحدة دول مجلس التعاون الخليجي كهدف استراتيجي مهم يضمن صيانة امننا الوطنى ويحصن كذلك امننا الالقليمى ويساعدنا على تحقيق التوازن مع ايران. وتوجه الفيصل بالشكر الى راعي المؤتمر سمو الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء على رعايته هذا المؤتمر الهام، كما توجه بالشكر الي سعادة الدكتور محمد عبدالغفار رئيس مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية على دعوته الكريمة للحديث خلال المؤتمر ولجميع العاملين والقائمين على تنظيم المؤتمر على جهودهم. وأشاد سمو الامير تركي الفيصل بموضوعات هذا المؤتمر والذى يتناول التحديات فى هذه المنطقة فى مرحلة دقيقة لدول مجلس التعاون الخليجي وكذلك بالنسبة لتوقيته مشيرا الى انه يأتى فى ظل ما تشهده منطقتنا من انكشاف استراتيجي فى أعلي مراحله على المستويين الوطنى والاقليمى فى الوقت الذى كان يجدر بنا بعد أكثر من 30 عاما من تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن نكون قد وصلنا الى أعلى درجات التنسيق والتعاون والوصول الى مرحلة الاتحاد لضمان أمننا واستقرارنا ورفاهية شعوبنا فى هذه المرحلة الصعبة.