وصف البيت الأبيض العمل الذي قتل فيه مئات المدنيين في جنوب السودان بالمقيت، وأنه يمثل خيانة للثقة التي وضعها شعب جنوب السودان في قادته، ودعا إلى وضع حد لدائرة العنف التي تعاني منها البلاد منذ فترة طويلة جداً.وتبادل أطراف النزاع في جنوب السودان الاتهامات بالتسبب في المجزرة التي راح ضحيتها مئات المدنيين في منطقة بانتيو الغنية بالنفط.ويأتي ذلك في وقت أعلنت فيه هيئة التنمية الحكومية لشرق إفريقيا (إيقاد) تأجيل الجولة الثانية من محادثات السلام، بين حكومة رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، والمتمردين بزعامة رياك مشار إلى 28 من الشهر الجاري، بعد أن كان مقررا انطلاقها يوم الثلاثاء.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، في بيان له: "روَّعتنا التقارير التي وصلت من جنوب السودان، والتي تفيد بأن مقاتلين تابعين لزعيم المتمردين رياك مشار ذبحوا مئات المدنيين الأبرياء الأسبوع الماضي في بانتيو".وأضاف كارني: "الصور والروايات عن الهجمات تهز الضمير، وأكوام الجثث التي عثر عليها داخل مسجد، وقتل المرضى داخل المستشفى، كما قتل عشرات آخرون بالرصاص في الشوارع، وفي كنيسة أيضاً - فيما يبدو ذلك بسبب انتمائهم العرقي والقومي - بينما بث خطاب الكراهية في إذاعة محلية".وقال المتحدث إن الجرافات دفنت القتلى في مقابر جماعية، وإن عدد الأشخاص الذين يلتمسون الحماية في مجمع الأمم المتحدة في بانتيو زاد ثمانية آلاف.وأوضح كارني أن المسؤولين الأميركيين روّعهم أيضاً هجوم مسلح تم الأسبوع الماضي على بعثة الأمم المتحدة في بور بجنوب السودان، وأسفر عن مقتل 48 مدنياً على الأقل وإصابة عشرات آخرين.وشدد كارني على أنه ينبغي على كير ومشار توضيح أن الهجمات على المدنيين غير مقبولة، وأن المسؤولين عن أعمال العنف على الجانبين لابد من تقديمهم للعدالة.وأعلن قائد قوة المتمردين التي سيطرت على مدينة بانتيو، أمس الثلاثاء، أن من قتلوا في المدينة هم مسلحون تابعون لحركة العدل والمساواة السودانية، وكانوا يقاتلون إلى جانب القوات الموالية للرئيس سلفاكير ميارديت.وصرحت هيئة "إيقاد" التي تتوسط بين أطراف الصراع في جنوب السودان بأنه تم تأجيل الجولة الثانية من محادثات السلام إلى الـ28 من الشهر الجاري، وكان من المقرر انطلاقها، يوم الثلاثاء.