«بإمكانك أن تنظر إلى الساعة كما تريد.. لكنك لن ترحل أبداً»، هذه الكلمات مقطع من أغنية «فندق كاليفورنيا» ربما تبدو مجرد كلمات لشاعر رومانسي، لكن آخرين جعلوا منها منهجاً لنهضة أمة.
عدالة التوزيع، التنمية المستدامة، التعليم، وباقي وصفات التنمية المعلومة للجميع، تنجح في دول وتفشل في أخرى والأسباب كثيرة لكن أهمها المنهج المتبع، قادة النهضة وخبراء التنمية في ماليزيا ذلك البلد الناهض الذي أصبح نموذجاً لتجربة تنموية ناجحة يتحدثون عن أسباب نجاح تجربتهم والمنهج الذي اتبعوه، فيقولون نفذنا مسحة من أغنية «فندق كاليفورنيا»، فأنشأنا معامل، وهي عبارة عن غرف نضع فيها الخبراء، ونقول لهم لدينا المشكلة الآتية ونغلق عليهم الباب ولا نسمح لهم بالخروج حتى يتوصلوا إلى حلول لتلك المشاكل التي أنشأت من أجلها تلك المعامل، وبعد أن ينهوا عملهم ويتوصلوا إلى حلول ندعو الماليزيين للتعرف على تلك الحلول، فندعو الناس البسطاء وغيرهم وأحزاب المعارضة وأعضاء البرلمان والمنظمات غير الحكومية وسائقي سيارات الأجرة، ندعو جميع فئات المجتمع، وبعد أن يطلعوا على الحلول نستمع إليهم ونهتم بأفكارهم إذا أضافت شيئاً، وعلى هذا الأساس لدينا معامل للسياحة ولتجارة الجملة والتجزئة، وأخرى للبترول والغاز والطاقة، والتعليم والخدمات المعرفية والقطاعات الاقتصادية المختلفة، حتى الجريمة والفساد لدينا معامل لها، فكانت وسيلتهم للتنمية تمر عبر تجميع الأفراد لإيجاد الحلول ومنهجهم يتمثل في عدم السماح لهم بالخروج والتفرق ما لم يجدوا الحل، أي أنهم يحبسون أولئك الخبراء لأنهم في محنــــة وهم يعلمون أن الخروج منها مفتاحه إيجاد الحل ولذلك سيتعاون الجميع ويتشارك حتى تظهر الحـــلول، والواقع أن المحن تصنع البشر وتعدهـــم إعداداً جيداً.
والسؤال هنا، هل يصلح هذا المنهج لكل المجتمعات أم أنه خاص بالماليزيين ويتناسب مع طبائعهم وطريقة حياتهم؟ الحقيقة أن هناك أمثلة كثيرة تدل على أن هذا المنهج يرتبط بالإنسان ولا علاقة له بفئة أو مجتمع معين، فأمريكا مثلاً استخدمت هذا المنهج في حل إحدى المشاكل المتعلقة بأزمة الصواريخ الكوبية التي حدثت خلال الحرب الباردة، وكادت تدخل العالم في حرب نووية، إذ جمعت العباقرة وغريبي الأطوار في غرفة وأغلقت عليهم الأبواب ولم يسمح لهم بالخروج حتى قدموا الحل.
أما عن العالم العربي، فهناك أمثلة أيضاً، ففي العراق مثلاً كان التصنيع العسكري يقاد بهذا المنهج، فإذا ما أرادوا تطوير سلاح معين أو إنتاج شيء جديد يجمع المهندسون والخبراء ويمنعون من الخروج من أماكن عملهم حتى يتوصلوا إلى الحلول وإن طال بقاؤهم أياماً وأسابيع، لكن الأمر لم يبلغ إلى حد النهضة والتنمية، هناك للظروف السياسية والاقتصادية غير الطبيعية المحيطة بالعمل والبلد، إلا أن الناتج منها إذا ما تمت مقارنته بالإمكانات المتاحة كان يعد نجاحاً كبيراً.
الواقع أن الراحة والاسترخاء الدائمين لا يمكن أن يحققا الإنتاج والتنمية والنهضة، ما لم يتعرض الإنسان إلى شدة ومحن تحفزه على العمل وإن كانت تلك المحن مصطنعة.
عدالة التوزيع، التنمية المستدامة، التعليم، وباقي وصفات التنمية المعلومة للجميع، تنجح في دول وتفشل في أخرى والأسباب كثيرة لكن أهمها المنهج المتبع، قادة النهضة وخبراء التنمية في ماليزيا ذلك البلد الناهض الذي أصبح نموذجاً لتجربة تنموية ناجحة يتحدثون عن أسباب نجاح تجربتهم والمنهج الذي اتبعوه، فيقولون نفذنا مسحة من أغنية «فندق كاليفورنيا»، فأنشأنا معامل، وهي عبارة عن غرف نضع فيها الخبراء، ونقول لهم لدينا المشكلة الآتية ونغلق عليهم الباب ولا نسمح لهم بالخروج حتى يتوصلوا إلى حلول لتلك المشاكل التي أنشأت من أجلها تلك المعامل، وبعد أن ينهوا عملهم ويتوصلوا إلى حلول ندعو الماليزيين للتعرف على تلك الحلول، فندعو الناس البسطاء وغيرهم وأحزاب المعارضة وأعضاء البرلمان والمنظمات غير الحكومية وسائقي سيارات الأجرة، ندعو جميع فئات المجتمع، وبعد أن يطلعوا على الحلول نستمع إليهم ونهتم بأفكارهم إذا أضافت شيئاً، وعلى هذا الأساس لدينا معامل للسياحة ولتجارة الجملة والتجزئة، وأخرى للبترول والغاز والطاقة، والتعليم والخدمات المعرفية والقطاعات الاقتصادية المختلفة، حتى الجريمة والفساد لدينا معامل لها، فكانت وسيلتهم للتنمية تمر عبر تجميع الأفراد لإيجاد الحلول ومنهجهم يتمثل في عدم السماح لهم بالخروج والتفرق ما لم يجدوا الحل، أي أنهم يحبسون أولئك الخبراء لأنهم في محنــــة وهم يعلمون أن الخروج منها مفتاحه إيجاد الحل ولذلك سيتعاون الجميع ويتشارك حتى تظهر الحـــلول، والواقع أن المحن تصنع البشر وتعدهـــم إعداداً جيداً.
والسؤال هنا، هل يصلح هذا المنهج لكل المجتمعات أم أنه خاص بالماليزيين ويتناسب مع طبائعهم وطريقة حياتهم؟ الحقيقة أن هناك أمثلة كثيرة تدل على أن هذا المنهج يرتبط بالإنسان ولا علاقة له بفئة أو مجتمع معين، فأمريكا مثلاً استخدمت هذا المنهج في حل إحدى المشاكل المتعلقة بأزمة الصواريخ الكوبية التي حدثت خلال الحرب الباردة، وكادت تدخل العالم في حرب نووية، إذ جمعت العباقرة وغريبي الأطوار في غرفة وأغلقت عليهم الأبواب ولم يسمح لهم بالخروج حتى قدموا الحل.
أما عن العالم العربي، فهناك أمثلة أيضاً، ففي العراق مثلاً كان التصنيع العسكري يقاد بهذا المنهج، فإذا ما أرادوا تطوير سلاح معين أو إنتاج شيء جديد يجمع المهندسون والخبراء ويمنعون من الخروج من أماكن عملهم حتى يتوصلوا إلى الحلول وإن طال بقاؤهم أياماً وأسابيع، لكن الأمر لم يبلغ إلى حد النهضة والتنمية، هناك للظروف السياسية والاقتصادية غير الطبيعية المحيطة بالعمل والبلد، إلا أن الناتج منها إذا ما تمت مقارنته بالإمكانات المتاحة كان يعد نجاحاً كبيراً.
الواقع أن الراحة والاسترخاء الدائمين لا يمكن أن يحققا الإنتاج والتنمية والنهضة، ما لم يتعرض الإنسان إلى شدة ومحن تحفزه على العمل وإن كانت تلك المحن مصطنعة.