يصوت النواب البريطانيون الاربعاء على اجراء انتخابات تشريعية مبكرة دعت اليها رئيسة الحكومة تيريزا ماي لتعزيز موقفها في المفاوضات حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي.

ويفترض ان تبدأ المناقشات البرلمانية حوالى الساعة 12,30 (11,30 ت غ) والا تستغرق اكثر من تسعين دقيقة ليجري التصويت حوالى الساعة 14,00.

وتحتاج ماي التي فاجأت الجميع الثلاثاء بدعوتها الى انتخابات مبكرة، الى موافقة ثلثي مجلس العموم لدعوة البريطانيين الى التصويت قبل ثلاث سنوات من الموعد المحدد للاقتراع.

وتبدو النتيجة محسومة لمصلحتها اذ أعلن جيريمي كوربن زعيم حزب العمال، اكبر تشكيلات المعارضة البريطانية، انه يؤيد هذه الفكرة، وان كان يجازف بذلك بموقعه. وفي الواقع تشير استطلاعات الرأي الاخيرة الى تقدم المحافظين بـ21 نقطة على العماليين.

وقال وين غرانت استاذ العلوم السياسية في جامعة ووريك انه اذا واجه حزب العمال "هزيمة قاسية فان كوربن سيرحل". وتريد ماي الاستفادة من نقطة الضعف هذه لتعزيز اغلبيتها البالغة حاليا 17 مقعدا في مجلس العموم.

وتفيد التقديرات الاولية ان المحافظين يمكن ان يعززوا اغلبيتهم لتصبح اكثر من مئة نائب من اصل 650 مقعدا في المجلس. وعنونت صحيفة "تايمز" ان "ماي في طريقها لفوز انتخابي ساحق".

خطوات تعطيل

يتهم منتقدو ماي رئيسة الوزراء التي نفت لاشهر احتمال تغيير مواعيد الاستحقاقات الانتخابية، بالعمل بانتهازية صرفة، لكنها اكدت ان معارضيها لم يتركوا لها اي خيار آخر.

وعلى الرغم من الدعم الذي قدمه البرلمان في آذار/مارس لبدء اجراءات الخروج من الاتحاد الاوروبي، قالت انها تخشى خطوات تعطيل ستضعف موقف لندن في المحادثات مع المفوضية التي يفترض ان تبدأ مطلع حزيران/يونيو.

وصرحت ماي لاذاعة "بي بي سي 4" ان "احزاب المعارضة تنوي عرقلة عملية بريكست".

واضافت ان انتخابات مبكرة "ستسمح بتعزيز الموقف في المفاوضات".

وقال دبلوماسي اوروبي ان "الامر الجيد في الجانب الاوروبي هو انها ستصبح اقل ضعفا لتقديم التنازلات التي يجب عليها تقديمها".

وذكرت صحيفة "ذي غارديان" ان ماي تريد بهذا الاقتراع المبكر ان تبرهن ان بريكست امر لا يمكن العودة عنه.

واضافت انه اذا حصلت على الغالبية التي تأمل فيها، فان ذلك "سيقضي على آخر الآمال في العودة عن القرار +الشاذ+ الذي اتخذ في يونيو الماضي".

سحق المخربين

يفضل تيم فارون زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي المؤيد للوحدة الاوروبية ان يرى في ذلك "فرصة لتغيير الاتجاه" الذي سلكته المملكة المتحدة "وتجنب كارثة بريكست قاس" يتطلب خروجا من السوق الموحدة.

وردا على ذلك، دعت صحيفة "ديلي ميل" الشعبية المعادية للتكامل الاوروبي الى "سحق المخربين" بينما رأت صحيفة "ذي صن" ان تيريزا ماي "ستسكت ايضا النواب المحافظين المتمردين".

واكدت صحيفة "ايفنينغ ستاندارد" ان اللعبة لا تخلو من المخاطر لماي وخصوصا في اسكتلندا حيث يمكن للحزب الوطني الاسكتلندي الحاكم "المحافظة على تقدمه وحتى تعزيزه". مما يمنحه مزيدا من المبررات لتنظيم الاستفتاء الذي يطالب به.

وقد تواجه ماي ناخبين يشعرون بالملل مع خوضهم رابع عملية اقتراع حاسمة لمستقبل المملكة المتحدة في اربع سنوات، بعد الاستفتاء على استقلال اسكتلندا في 2014 والانتخابات التشريعية في 2015 والاستفتاء على بريكست في يونيو 2016.

وتحولت مقابلة اجرتها البي بي سي مع سيدة تدعى بريندا وتقيم في بريستول الى رمز لهذا "الاقتراع الممل" واشعلت شبكات التواصل الاجتماعي.

وقالت بريندا للصحافي متسائلة "هل تمزح؟ مرة (انتخابات) جديدة؟ لا اصدق، لم اعد احتمل".

وبينما لم تطلق الحملة الانتخابية بعد، اثارت ماي جدلا واسعا باعلانها انها لن تشارك في مناظرة تلفزيونية مع رؤساء الاحزاب الآخرين الذين اتهموها "بالتنكر للديموقراطية".