أوضح مدير عام مجموعة الاستثمار في الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار مايكل بويد ان "الحكومة البريطانية تعتزم تطبيق خطط جديدة لجذب رجال الأعمال الخليجيين، تتضمن خفض ضريبة الشركات إلى 20 بالمئة بحلول العام المقبل، وتقديم قروض متوافقة مع الشريعة الإسلامي، واستحداث (تأشيرة رواد الأعمال)، ما يسهّل على مبتكري الأفكار تأسيس أعمالهم في بريطانيا".وذكر بويد، في تقرير إن استقطاب رواد الأعمال من مختلف أقطار العالم إلى المملكة المتحدة، ومن بينها دول الخليج، يندرج ضمن استراتيجية الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار، إذ "تسهم في توفير فرص العمل، واجتذاب الاستثمارات الأجنبية وإحداث تأثير تراكمي كبير على الاقتصاد ككل."وأضاف في التقرير المقرر نشره على موقع وزارة الخارجية البريطانية بالعربية الاسبوع المقبل، ان "المملكة المتحدة ما زالت تحتفظ بمكانتها كمقر لتأسيس وتداول الأعمال وكوجهة أولى للاستثمارات الأجنبية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص، ففي حين انخفضت هذه الاستثمارات بنسبة 18 بالمئة في العالم في عام 2013، شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في المملكة المتحدة بنسبة 22 بالمئة للعام نفسه".وفي هذا السياق: "تبنت الحكومة البريطانية خطوات تنافسية تمثلت في تخفيض تدريجي للضريبة التجارية لتصل إلى 20 بالمئة بحلول نيسان/ابريل 2015، لتصبح الأدنى في الدول الصناعية السبع الكبرى، كما توفر أيضاً مجموعة من (البرامج الاستثمارية للشركات) برسوم ضرائبية مخفضة، وبرنامج (باتنت بوكس) الخاص بالبراءات المودعة لدى المملكة المتحدة، حيث ستخضع الأرباح المستمدة من هذه البراءات لضريبة بنسبة 10 بالمئة فقط لمدى الحياة، بدلا من المستوى الحالي المحدد بـ 21بالمئة".كما تحظى شركات الأبحاث والتطوير في المجالات التقنية والرقمية المتطورة، بخصومات ضريبية، حيث أن مقابل كل جنيه استرليني تقوم بإنفاقه، يتم خصم 2.25 جنيه من مستحقاتها الضريبية.وأشار التقرير إلى أن "تأسيس مشروع في بريطانيا يستغرق 13 يوماً فقط، تعززه بيئة تطويرية قوية للمشاريع الناشئة، تزخر بـ 300 حاضنة أعمال، و100 مجمّع للعلوم، وعدد هائل من مسرّعات الأعمال مثل (ليفل 39) و(رينميكينج) في لندن، وهي تُعنى بنقل المشاريع من صغيرة إلى متوسطة وكبيرة ، وتوفر لندن 70 مساحة مكتبية لتأسيس الأعمال، منها (حرم جوجل) الذي يضم نحو الف شركة حديثة المنشأ تسجل نجاحا بنسبة 25 بالمئة".وأشار الى أن "من بين أبرز المبادرات الحكومية التي يمكن أن يستفيد منها رواد الأعمال الخليجيون، بدعم الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار برنامج (سيريوس)، و برنامج رواد الأعمال العالمي".ويهدف برنامج "سيريوس" الذي تم إطلاقه في أيلول/سبتمبر 2013، والممتد على مدى عامين، إلى استقطاب أكثر الخريجين إبداعاً، للمساعدة في تحويل أفكارهم إلى مشاريع ناجحة، كما أفادت باولا كانيو، مديرة حملات برنامج "سيريوس" لدى الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار، والتي أشارت إلى أنه تم استلام 72 طلبا من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أما برنامج رواد الأعمال العالمي فيهدف لجذب أفضل المشاريع المطوّرة والمستدامة، لإنشاء مقر أعمالها في بريطانيا، ولا يوفر البرنامج دعما ماليا إنما يساعدهم على تنمية وتسريع مشاريعهم.وكشف التقرير عن "إنجاز آلية حكومية لتقديم قروض تأسيس الأعمال متوافقة مع الشريعة الإسلامي، وباستطاعة الراغبين بالحصول على تمويل إسلامي تقديم طلب عبر برنامج (قروض تأسيس الأعمال) للبدء بإعداد خطط أعمالهم".وقال ديفيد سلاتر، مدير تطوير الأعمال الدولية في شركة "لندن آند بارتنرز" إنه مع ازدهار "مدينة لندن التقنية"، مركز الإعلام والتكنولوجيا في شرق لندن والذي يضم أكثر من 250 شركة عالمية في مجال التقنية الحديثة، "أصبح الامر أسهل بالنسبة لرجال الأعمال العرب، لتداول وتأسيس الأعمال، والتواصل عن كثب مع أهم المقاولين والمستثمرين العالميين، بعد أن كانوا يتوجهون الى (سيليكون فالي) في كاليفورنيا".وأشار ديفيد إلى أن "رواد الأعمال الخليجيين الذين يرغبون بتأسيس مشاريع في بريطانيا لا يحصلون فقط على تدريب عال وخبرة متميزة، لاختلاطهم بمجموعة من كبار رجال الأعمال والخبراء المتمرسين من مختلف أقطار العالم، بل يطورون مهارات تخوّلهم العودة إلى ديارهم برؤية عالمية ونقل حصيلة خبراتهم المكتسبة إلى بلدانهم، وبالتالي المساهمة بشكل فعال في دعم وتطوير اقتصادهم المحلي".