يقول لنا أحد القراء: لماذا لا تكتبون عن القطاع الخاص وما يحدث فيه من فوضى الشائعات والأقاويل، حيث تستخدم هذه الحرب النفسية بدلاً من التنافس الشريف، وحيث غالباً ما تكون الصراعات مبنية على هذه الأفعال التي تدمر نفسية الموظف فلا يركز على الإنتاجية بقدر ما يركز على البقاء صامداً من أجل لقمة عيشه!
غالباً الشائعات في العمل سواء بالقطاع الحكومي أو الخاص تتخذ منحنيين، الأول، سيناريو مسؤول يشعر بالتهديد من قبل موظف جديد ذي كفاءة فيسعى لتهميشه ودفع الآخرين لاضطهاده من خلال نشر الشائعات عنه وتشويه سمعته أو بيان أنه غير كفؤ وغير منتج، والسيناريو الثاني، موظف حاقد على مسؤول يرى أنه لا يستحق منصبه أو أن يكون هذا الموظف غير ملتزم بالدوام والإنتاج وعندما يوجهه المسؤول يسعى لتشويه سمعته ونقل الكثير من الكلام المسيء عنه إلى المسؤول الأعلى عله بهذا التصرف يجعله يتجنب الاحتكاك به وغض النظر عن تسيبه الوظيفي!
هناك من يرى أن القطاع الحكومي تكثر فيه الشائعات بسبب ظاهرة البطالة المقنعة والناس «الفاضية»، «ملاقيف ما عندهم شي يسوونه غير تتبع الآخرين ومراقبة شؤونهم»، في حين هناك من يرى أن الشائعات في القطاع الخاص تتداول بشكل أكبر بسبب التنافس المهني الذي يحوله البعض إلى تنافس غير شريف بالمرة، خاصة إن كان المكان يضم مجموعة موظفين من جنسيات وأديان وثقافات مختلفة!
من أطرف ما قيل عن الشائعة أنها يطلقها الأشرار الخبثاء وينشرها الحساد وينقلها التافهون ويصدقها الأغبياء! إن من ينشرون الشائعات في أغلب الأحيان يدركون أنها شائعة وليست حقيقة ولكنهم يسعون لنشرها رغم ذلك مدعين جهلهم أنها غير حقيقية، فغالباً هذا الشخص يمارس الحيلة النفسية «الإنكار» التي تدفعه لفعل المستحيل لكي يؤكد لنفسه أن الشخص الذي روجت عنه الشائعة يستحقها ولكي ينكسر الإحساس بالذنب أنه ظلمه وشوه سمعته زوراً فيكذب على نفسه ويصدق الكذبة! إنه يريد أن يقنع نفسه أن الشخص الذي يحسده ويكيد له إنسان سيئ فعلاً ويستحق ذلك مهما كان الواقع الذي أمامه يؤكد له أن الشخص خلاف ما يقال عنه.
تقدمت الموظفة بطلب نقل إلى إدارة أخرى.. جملة من الأسباب دفعتها لذلك ولم تكن المضايقات التي تتلقاها داخل قسمها السبب الوحيد بل كانت أحد الأسباب.. بعد أن تمت الموافقة على نقلها وبعد التنسيق فوجئت بأحد المسؤولين يتكلم عنها للموظفين بأنها نقلت نقلاً تأديبياً وأنها «راعية مشاكل!» فلما توجهت إلى مكتبه وواجهته علق قائلاً «فهمت من طريقة نقلك أنه نقل تأديبي!»، فلما وضحت له أنها هي من طلبت النقل وأنه بالأصل لا بد أنه قرأ الأوراق التي وصلته ومن ضمنها ورقة طلب النقل الخاصة بها، وأثناء المناقشة معه فهمت أن هذا الشخص لديه «حساسيه منها» رغم أنه يعمل في قسم شؤون الموظفين، ومن المفترض في حال كانت فعلاً نقلت نقلاً تأديبياً، عليه ألا يسرب أسرار الموظفين فهذا صميم عمله، فما بالكم بمن يكون هو مؤلف الشائعات داخل بيئة العمل؟ قدمت شكوى إلى المسؤول الأعلى منه، كما اتجهت لمديره واشتكت تشويه سمعتها فأخبروها أن الكل يعلم أنه شخص «يطلع سوالف»، لايزال هذا المسؤول رغم انتقالها إلى وظيفة منذ أكثر من سنة يخبر الجميع عنها ذلك ويسعى جاهداً لتزوير حقيقة نقلها وتشويه سمعتها مهنياً!
هو في حيرة، كيف يكيد له بطريقة تجعل الموظفات ينبذنه، يشعر بالاهتزاز كلما رآه وكلما لامس مدى الاهتمام والحفاوة التي يستقبل بها من قبل الموظفين والموظفات الذين يحبونه، لم يجد غير إطلاق شائعة أنه متزوج بالسر من موظفة تعمل في إدارة أخرى تتبع جهة العمل التي يعملون بها وأنه «راعي نسوان» عله يضرب عصفورين بحجر، لم يكترث وهو ينشر هذه الشائعة ويحاول تأكيدها ويفكر في عواقبها وأنها من الممكن أن تتسبب في هدم منزله قبل لقمة عيشه! مطلق الشائعة دائماً ما يحاول تدمير الشخص بأي طريقة دون الاكتراث بنتائج فعلته، لذا فالإسلام كان عادلاً في تحديد الجرم الذي يسببه.
لأنهم في شركة خاصة تتطلب دائماً المنافسة حيث البقاء والتقدم للأكثر إنتاجاً وتطوراً، فقد كان يشعر بالتهديد الداخلي دائماً، إضافة لكونه مقيماً فقد كان يرتبك من الموظف الجديد الذي عين، أخذ يسعى لتشويه سمعته بأي طريقة وكان يعمد إلى تحويل المعاملات التي يدرك أنها ستتعطل أو غير قابلة للإنجاز إليه، كان يضعه في ظروف عمل سيئة جداً ليجد فرصة مناسبة للحديث والشكوى عنه. يحاول دائماً أن يبين للمسؤول الكبير لديهم أن هذا الموظف يقول كلاماً مسيئاً عن الشركة أو ينقل كلاماً له بتصرف، حتى عندما تقدم بطلب للدراسة حاول عرقلة تمرير الطلب بكل الطرق من خلال تأليف القصص المسيئة عنه حتى لا يتطور أكاديمياً ويصبح في نفس مستواه الأكاديمي إلى أن اضطر الموظف لتقديم استقالته أمام جملة الحروب النفسية التي رآها منه وانتقل لوظيفة أخرى أقل منها بالراتب، فقط لأجل أن يرتاح من الشائعات التي يتعرض لها.
* إحساس عابر:
هناك حاجة ضرورية لإيجاد تشريعات أكثر تشدداً وسرعة في إجراءات البت فيها وتحكمها لوائح وقوانين تتبع ديوان الخدمة المدنية بشأن الشائعات التي تطلق داخل بيئة العمل لأجل تشويه سمعة الموظف مهنياً والتأثير عليه.
غالباً الشائعات في العمل سواء بالقطاع الحكومي أو الخاص تتخذ منحنيين، الأول، سيناريو مسؤول يشعر بالتهديد من قبل موظف جديد ذي كفاءة فيسعى لتهميشه ودفع الآخرين لاضطهاده من خلال نشر الشائعات عنه وتشويه سمعته أو بيان أنه غير كفؤ وغير منتج، والسيناريو الثاني، موظف حاقد على مسؤول يرى أنه لا يستحق منصبه أو أن يكون هذا الموظف غير ملتزم بالدوام والإنتاج وعندما يوجهه المسؤول يسعى لتشويه سمعته ونقل الكثير من الكلام المسيء عنه إلى المسؤول الأعلى عله بهذا التصرف يجعله يتجنب الاحتكاك به وغض النظر عن تسيبه الوظيفي!
هناك من يرى أن القطاع الحكومي تكثر فيه الشائعات بسبب ظاهرة البطالة المقنعة والناس «الفاضية»، «ملاقيف ما عندهم شي يسوونه غير تتبع الآخرين ومراقبة شؤونهم»، في حين هناك من يرى أن الشائعات في القطاع الخاص تتداول بشكل أكبر بسبب التنافس المهني الذي يحوله البعض إلى تنافس غير شريف بالمرة، خاصة إن كان المكان يضم مجموعة موظفين من جنسيات وأديان وثقافات مختلفة!
من أطرف ما قيل عن الشائعة أنها يطلقها الأشرار الخبثاء وينشرها الحساد وينقلها التافهون ويصدقها الأغبياء! إن من ينشرون الشائعات في أغلب الأحيان يدركون أنها شائعة وليست حقيقة ولكنهم يسعون لنشرها رغم ذلك مدعين جهلهم أنها غير حقيقية، فغالباً هذا الشخص يمارس الحيلة النفسية «الإنكار» التي تدفعه لفعل المستحيل لكي يؤكد لنفسه أن الشخص الذي روجت عنه الشائعة يستحقها ولكي ينكسر الإحساس بالذنب أنه ظلمه وشوه سمعته زوراً فيكذب على نفسه ويصدق الكذبة! إنه يريد أن يقنع نفسه أن الشخص الذي يحسده ويكيد له إنسان سيئ فعلاً ويستحق ذلك مهما كان الواقع الذي أمامه يؤكد له أن الشخص خلاف ما يقال عنه.
تقدمت الموظفة بطلب نقل إلى إدارة أخرى.. جملة من الأسباب دفعتها لذلك ولم تكن المضايقات التي تتلقاها داخل قسمها السبب الوحيد بل كانت أحد الأسباب.. بعد أن تمت الموافقة على نقلها وبعد التنسيق فوجئت بأحد المسؤولين يتكلم عنها للموظفين بأنها نقلت نقلاً تأديبياً وأنها «راعية مشاكل!» فلما توجهت إلى مكتبه وواجهته علق قائلاً «فهمت من طريقة نقلك أنه نقل تأديبي!»، فلما وضحت له أنها هي من طلبت النقل وأنه بالأصل لا بد أنه قرأ الأوراق التي وصلته ومن ضمنها ورقة طلب النقل الخاصة بها، وأثناء المناقشة معه فهمت أن هذا الشخص لديه «حساسيه منها» رغم أنه يعمل في قسم شؤون الموظفين، ومن المفترض في حال كانت فعلاً نقلت نقلاً تأديبياً، عليه ألا يسرب أسرار الموظفين فهذا صميم عمله، فما بالكم بمن يكون هو مؤلف الشائعات داخل بيئة العمل؟ قدمت شكوى إلى المسؤول الأعلى منه، كما اتجهت لمديره واشتكت تشويه سمعتها فأخبروها أن الكل يعلم أنه شخص «يطلع سوالف»، لايزال هذا المسؤول رغم انتقالها إلى وظيفة منذ أكثر من سنة يخبر الجميع عنها ذلك ويسعى جاهداً لتزوير حقيقة نقلها وتشويه سمعتها مهنياً!
هو في حيرة، كيف يكيد له بطريقة تجعل الموظفات ينبذنه، يشعر بالاهتزاز كلما رآه وكلما لامس مدى الاهتمام والحفاوة التي يستقبل بها من قبل الموظفين والموظفات الذين يحبونه، لم يجد غير إطلاق شائعة أنه متزوج بالسر من موظفة تعمل في إدارة أخرى تتبع جهة العمل التي يعملون بها وأنه «راعي نسوان» عله يضرب عصفورين بحجر، لم يكترث وهو ينشر هذه الشائعة ويحاول تأكيدها ويفكر في عواقبها وأنها من الممكن أن تتسبب في هدم منزله قبل لقمة عيشه! مطلق الشائعة دائماً ما يحاول تدمير الشخص بأي طريقة دون الاكتراث بنتائج فعلته، لذا فالإسلام كان عادلاً في تحديد الجرم الذي يسببه.
لأنهم في شركة خاصة تتطلب دائماً المنافسة حيث البقاء والتقدم للأكثر إنتاجاً وتطوراً، فقد كان يشعر بالتهديد الداخلي دائماً، إضافة لكونه مقيماً فقد كان يرتبك من الموظف الجديد الذي عين، أخذ يسعى لتشويه سمعته بأي طريقة وكان يعمد إلى تحويل المعاملات التي يدرك أنها ستتعطل أو غير قابلة للإنجاز إليه، كان يضعه في ظروف عمل سيئة جداً ليجد فرصة مناسبة للحديث والشكوى عنه. يحاول دائماً أن يبين للمسؤول الكبير لديهم أن هذا الموظف يقول كلاماً مسيئاً عن الشركة أو ينقل كلاماً له بتصرف، حتى عندما تقدم بطلب للدراسة حاول عرقلة تمرير الطلب بكل الطرق من خلال تأليف القصص المسيئة عنه حتى لا يتطور أكاديمياً ويصبح في نفس مستواه الأكاديمي إلى أن اضطر الموظف لتقديم استقالته أمام جملة الحروب النفسية التي رآها منه وانتقل لوظيفة أخرى أقل منها بالراتب، فقط لأجل أن يرتاح من الشائعات التي يتعرض لها.
* إحساس عابر:
هناك حاجة ضرورية لإيجاد تشريعات أكثر تشدداً وسرعة في إجراءات البت فيها وتحكمها لوائح وقوانين تتبع ديوان الخدمة المدنية بشأن الشائعات التي تطلق داخل بيئة العمل لأجل تشويه سمعة الموظف مهنياً والتأثير عليه.