تحوي الطبقات الجوفية في العالم مياهاً تعود إلى آلاف السنين على ما أظهرت دراسة نشرت الثلاثاء تحذر من مخاطر التلوث على هذه المخزونات القيمة.

على عمق يراوح بين 250 متراً وكيلومتر تحت الأرض، تتغذى الآبار خصوصاً من مياه متساقطات سجلت قبل أكثر من 122 ألف سنة أي قبل بداية عصر الهولوسين على ما جاء في الأعمال التي قدمت الثلاثاء في فيينا أمام الاتحاد الأوروبي لعلوم الأرض.

ويسجل وجود هذه المياه "الأحفورية" على عمق أقرب من سطح الأرض أيضاً.

وحلل الباحثون 6455 طبقة مياه جوفية في أوروبا والولايات المتحدة فضلاً عن اليابان والهند والسنغال مستخدمين التأريخ بالكربون المشع.

وبحسب المناطق فإن 42 إلى 85% من المياه المخزنة في الكيلومتر الأول تحت الأرض، تعود إلى أكثر من 12 ألف سنة مع تراجع بنسبة 10 إلى 633% كلما قل عمق الطبقة الجوفية عن 100 متر، على ما أظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة "نيتشر جيوساينس".

وشدد سكوت جاسيشكو من جامعة كالغاري على أن "جزءاً كبيراً من المياه العذبة في العالم أحفورية. وقسم ضئيل من المياه الجوفية حديث العهد أي سنوات أو عقود قليلة".

إلا أن هذا المورد القديم الذي يوفر اليوم المياه العذبة أو يسمح على سبيل المثال بري حقول كاليفورنيا أو سهل الصين الشمالية الكبير، يعاني من الهشاشة.

وأكد معدو الدراسة "غالباً ما نتصور أن هذه المياه لا يطالها التلوث الحديث" إلا أن الوضع غير ذلك.

وأشار هؤلاء إلى أن "مياه الآبار "الأحفورية" أكثر عرضة للتلوث بالملوثات العصرية مما كنا نظن".

وقال جاسيشكو إن "ضمان التزود بالمياه العذبة يبقى تحدياً لمئات ملايين الأفراد".

وشدد المشرفون على الدراسة على ضرورة "إدارة هذه الموارد الجوفية بطريقة مستدامة والسهر على نوعيتها" في وقت يبرز ميل إلى استخدام المياه الجوفية أكثر مع تزايد مواسم الجفاف.