جوبا - (د ب أ): تخوض ماريا نياموكا في المياه الموحلة التي تصل إلى أعلى ركبتيها في مستنقعات النيل الأبيض بدولة جنوب السودان، بحثا عن زنابق المياه لإبقاء أسرتها على قيد الحياة.
وقالت ماريا "28 عاما" وهي أم لثلاثة أبناء في ولاية الوحدة إحدى أسوأ المناطق تضررا من المجاعة "دائما ما يشكو الأطفال من أنهم جوعى.. لكن ليس لدي شيء أعطيه لهم".
وعادة ما تكون زنابق المياه "فصيلة من الأعشاب تنبت بالمسطحات المائية ويطلق عليها اسم "ييل" بلغة قبيلة النوير المحلية" مجففة ومطهوة، لكن الآباء بالمنطقة عادة ما يطعمون أطفالهم براعم خام لتجنب آلام الجوع.
وتتناول معظم الأسر الطعام في المساء، ذلك أن النوم يجافي عيون الأطفال عندما يضطرون للذهاب للفراش وهم جوعى.
ويواجه مئة ألف شخص في جنوب السودان مجاعة وشيكة، وسط حرب أهلية تحتدم.
ويحقق الغذاء الذي تسقطه الطائرات بعض الارتياح، لكن في غياب اتفاق سلام يسمح بإمكانية وصول كل المساعدات الدولية تضطر الكثير من الأسر لتناول أوراق الأشجار والجذور لتبقى على قيد الحياة.
وأعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة في أجزاء من ولاية الوحدة نهاية فبراير الماضي، وهي أول مجاعة يُعترف بها رسميا في مختلف أنحاء العالم منذ عام 2011.
ويحذر ستيفانو تيمبورين مدير المساعدات الاجتماعية لجنوب السودان بالأمم المتحدة من أنه "إذا لم يستجب المجتمع الدولي الآن فستمتد المجاعة للكثير من المناطق في البلاد".
وفي مختلف أنحاء البلاد، يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية إلى حد أنهم لن يتمكنوا أبدا من النمو بشكل كامل، مما يهدد جيلا ضائعا بأكمله في المستقبل.
والوضع أكثر خطورة بمنطقتي ماينديت ولير الشماليتين في ولاية الوحدة حيث تم الإعلان عن مجاعة شاملة. لكن نظرا لأن القوات الحكومية والمتمردين يقاتلون هناك بشكل نشط، فإن الجهات التي تقدم المساعدة لا تتمكن من الوصول بسهولة إلى المحتاجين.
وقال الطبيب الكيني جيلداه موكيرا من اللجنة الدولية للإنقاذ "ليست المشكلة في الجوع وحده. فأجهزة المناعة لدى الأشخاص تضعف وتحدث العديد من أشكال العدوى الأخرى بسبب الجوع".
والإسهال والملاريا وأمراض أخرى يمكن أن تكون مميتة، لاسيما بالنسبة للأطفال الضعفاء، ويزداد الوضع سوءا بسبب انتشار الكوليرا والبحث اليائس للعثور على أي قوت.
وأشار موكيرا إلى أنه "في الوقت الحالي، يحاول الناس تناول أي شيء يمكن أن يجدونه".
وهناك دول أخرى بشرق أفريقيا مثل إثيوبيا والصومال تعاني حاليا من أزمات الجوع الناجمة عن الجفاف، إلا أن الأزمة بجنوب السودان من صنع الإنسان.
فقد بدأ صراع على السلطة في ديسمبر 2013 بين الرئيس سلفاكير ميارديت الذي ينتمي لقبيلة الدينكا ونائبه حينذاك رياك مشار من قبيلة النوير، سقط خلاله عشرات الآلاف ضحايا لعنف بدوافع عرقية.
وبينما يكابد الجوعى من أمثال ماريا نياموكا بحثا عن زنابق المياه ليقيموا بها أودهم، فإن المستنقعات الواسعة للنيل مازالت تمثل أملا آخر لهم.
وقالت ماريا "28 عاما" وهي أم لثلاثة أبناء في ولاية الوحدة إحدى أسوأ المناطق تضررا من المجاعة "دائما ما يشكو الأطفال من أنهم جوعى.. لكن ليس لدي شيء أعطيه لهم".
وعادة ما تكون زنابق المياه "فصيلة من الأعشاب تنبت بالمسطحات المائية ويطلق عليها اسم "ييل" بلغة قبيلة النوير المحلية" مجففة ومطهوة، لكن الآباء بالمنطقة عادة ما يطعمون أطفالهم براعم خام لتجنب آلام الجوع.
وتتناول معظم الأسر الطعام في المساء، ذلك أن النوم يجافي عيون الأطفال عندما يضطرون للذهاب للفراش وهم جوعى.
ويواجه مئة ألف شخص في جنوب السودان مجاعة وشيكة، وسط حرب أهلية تحتدم.
ويحقق الغذاء الذي تسقطه الطائرات بعض الارتياح، لكن في غياب اتفاق سلام يسمح بإمكانية وصول كل المساعدات الدولية تضطر الكثير من الأسر لتناول أوراق الأشجار والجذور لتبقى على قيد الحياة.
وأعلنت الأمم المتحدة عن مجاعة في أجزاء من ولاية الوحدة نهاية فبراير الماضي، وهي أول مجاعة يُعترف بها رسميا في مختلف أنحاء العالم منذ عام 2011.
ويحذر ستيفانو تيمبورين مدير المساعدات الاجتماعية لجنوب السودان بالأمم المتحدة من أنه "إذا لم يستجب المجتمع الدولي الآن فستمتد المجاعة للكثير من المناطق في البلاد".
وفي مختلف أنحاء البلاد، يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية إلى حد أنهم لن يتمكنوا أبدا من النمو بشكل كامل، مما يهدد جيلا ضائعا بأكمله في المستقبل.
والوضع أكثر خطورة بمنطقتي ماينديت ولير الشماليتين في ولاية الوحدة حيث تم الإعلان عن مجاعة شاملة. لكن نظرا لأن القوات الحكومية والمتمردين يقاتلون هناك بشكل نشط، فإن الجهات التي تقدم المساعدة لا تتمكن من الوصول بسهولة إلى المحتاجين.
وقال الطبيب الكيني جيلداه موكيرا من اللجنة الدولية للإنقاذ "ليست المشكلة في الجوع وحده. فأجهزة المناعة لدى الأشخاص تضعف وتحدث العديد من أشكال العدوى الأخرى بسبب الجوع".
والإسهال والملاريا وأمراض أخرى يمكن أن تكون مميتة، لاسيما بالنسبة للأطفال الضعفاء، ويزداد الوضع سوءا بسبب انتشار الكوليرا والبحث اليائس للعثور على أي قوت.
وأشار موكيرا إلى أنه "في الوقت الحالي، يحاول الناس تناول أي شيء يمكن أن يجدونه".
وهناك دول أخرى بشرق أفريقيا مثل إثيوبيا والصومال تعاني حاليا من أزمات الجوع الناجمة عن الجفاف، إلا أن الأزمة بجنوب السودان من صنع الإنسان.
فقد بدأ صراع على السلطة في ديسمبر 2013 بين الرئيس سلفاكير ميارديت الذي ينتمي لقبيلة الدينكا ونائبه حينذاك رياك مشار من قبيلة النوير، سقط خلاله عشرات الآلاف ضحايا لعنف بدوافع عرقية.
وبينما يكابد الجوعى من أمثال ماريا نياموكا بحثا عن زنابق المياه ليقيموا بها أودهم، فإن المستنقعات الواسعة للنيل مازالت تمثل أملا آخر لهم.