برلين - (أ ف ب): بلغت الازمة في العلاقات بين ألمانيا واسرائيل في أعقاب أشهر من التوتر مستويات غير مسبوقة حاليا بعد أكثر من نصف قرن من الروابط الوثيقة خصوصا بسبب مسؤولية برلين في المحرقة اليهودية. وألغى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا مع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال بسبب تمسك الاخير بلقاء ممثلي منظمتين اسرائيليتين غير حكوميتين توجهان انتقادات محرجة للحكومة لا سيما بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال الوزير الالماني "يؤسفني هذا كثيرا". من جهتها، عبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن "أسفها" لالغاء نتنياهو اللقاء مع وزير الخارجية الالماني. وقال ستيفن سيبرت الناطق باسمها خلال مؤتمر صحافي في برلين ان "المستشارة تأسف هي ايضا لعدم انعقاد اللقاء". وأكد الناطق ان "برامج زيارات المستشارة يشمل أيضا بانتظام لقاءات مع منظمات غير حكومية وممثلين عن المجتمع المدني ويفترض ان يكون ممكنا في بلد ديمقراطي للزوار الاجانب التحدث مع ممثلين عن المجتمع المدني الذين لديهم مواقف منتقدة، بدون ان يسبب ذلك مشاكل". ويساهم هذا الخلاف الدبلوماسي في تشويه "العلاقات الخاصة"، وفق تعبير ألمانيا التي تربطها باسرائيل بعد 70 عاما على المحرقة التي ذهب ضحيتها أكثر من 6 ملايين يهودي ابان الحقبة النازية. وقد تشكل الأزمة نقطة تحول في العلاقة التي لم يعد يمليها فقط وخز الضمير الألماني. وكتبت مجلة "دير شبيغل" أن "المعاملة الخاصة لاسرائيل لأسباب تاريخية بلغت حدها مع حكومة نتنياهو". واضافت ان "خطأنا التاريخي لا يمكنه أن يدفع ألمانيا الى قبول أن تبتعد الحكومة الإسرائيلية أكثر فأكثر عن القيم التي كانت مشتركة حتى الان".
ويعبر إلداد باك، مؤلف كتاب "ميركل وإسرائيل واليهود" عن اعتقاده "ان الاتجاه في المانيا منذ عشرين عاما يميل نحو "تطبيع" العلاقات مع إسرائيل، و"التطبيع" يعكس عموما دلالة إيجابية، لكنه هنا يعني العكس، اي إنهاء وضع العلاقة الفريدة من نوعها مع إسرائيل". ويقول هذا الخبير في العلاقات الألمانية الإسرائيلية، ان الامر يتعلق بتغيير عميق في المجتمع الألماني، وخصوصا جيل الشباب الذي "يريد إنهاء هذه الشوائب التي تمنعه من أن يكون أمة مثل غيرها". وغداة الحرب العالمية الثانية، كانت الدولة اليهودية الشابة قررت مقاطعة ألمانيا الغربية الى حين توقيع "اتفاق التعويض الاقتصادي" العام 1952 ثم اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين العام 1965. واقيمت في الذكرى الخمسين لهذه الصداقة عام 2015 احتفالات في برلين والقدس. وكانت مناسبة لألمانيا كي تجدد دعمها الراسخ لاسرائيل التي قالت أنغيلا ميركل عام 2008 ان وجودها "جزء من اسباب وجود الدولة الألمانية".
وقد ظهرت بوادر التصدع الأولى في يناير عندما أعربت وزارة الخارجية الألمانية للمرة الاولى عن "شكوكها" في رغبة نتنياهو في تحقيق حل الدولتين بعد تصويت الكنيست على قانون يسمح لإسرائيل بتملك أراض جديدة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. وفي اعقاب ذلك، أعلنت حكومة ميركل في فبراير إلغاء المشاورات السنوية بين الحكومتين عازية الامر رسميا الى مشاكل في التوقيت. وقال فولكر بيك، وهو رئيس لجنة برلمانية ألمانية حول العلاقات مع إسرائيل، انه لأسباب دبلوماسية، "تم تقديم تأجيل مشاورات الحكومة باعتباره مشكلة فنية، هناك رغبة في عدم السماح بتصعيد المسالة". من جهته، قال خبير الشؤون الالمانية موشي زيمرمان من الجامعة العبرية في القدس ان "ميركل حاولت أن تكون مهذبة، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تلتقط الاشارة". وفي الوقت نفسه في ألمانيا، تعرض اصرار وزير الخارجية على الالتقاء بممثلي منظمات غير حكومية مثيرة للجدل لانتقادات ايضا. وكتبت صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" المحافظة "عندما نكون في زيارة فاننا نلتقي منظمات غير حكومية معارضة في ظل حكم استبدادي، وليس في ديمقراطية حليفة". وحتى إذا كانت العلاقة متعثرة على المستوى السياسي، فان التعاون العملي ما يزال مستمرا. وكان السفير الاسرائيلي لدى ألمانيا ياكوف هداس هاندلسمان قال الاسبوع الحالي لوكالة ألانباء الالمانية ان "النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ليس في صلب العلاقات الألمانية الإسرائيلية". وأضاف "هناك تعاون اقتصادي وتجاري وفي مجال البحوث، وهو استثنائي". وعلى سبيل المثال، فان إسرائيل على عجلة من أمرها لتوقيع مذكرة تفاهم، تم تاجيلها مرارا، لشراء ثلاث غواصات دولفين من ألمانيا مع خصم ثلث تكلفة الإنتاج في ضوء المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل.
ويعبر إلداد باك، مؤلف كتاب "ميركل وإسرائيل واليهود" عن اعتقاده "ان الاتجاه في المانيا منذ عشرين عاما يميل نحو "تطبيع" العلاقات مع إسرائيل، و"التطبيع" يعكس عموما دلالة إيجابية، لكنه هنا يعني العكس، اي إنهاء وضع العلاقة الفريدة من نوعها مع إسرائيل". ويقول هذا الخبير في العلاقات الألمانية الإسرائيلية، ان الامر يتعلق بتغيير عميق في المجتمع الألماني، وخصوصا جيل الشباب الذي "يريد إنهاء هذه الشوائب التي تمنعه من أن يكون أمة مثل غيرها". وغداة الحرب العالمية الثانية، كانت الدولة اليهودية الشابة قررت مقاطعة ألمانيا الغربية الى حين توقيع "اتفاق التعويض الاقتصادي" العام 1952 ثم اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين العام 1965. واقيمت في الذكرى الخمسين لهذه الصداقة عام 2015 احتفالات في برلين والقدس. وكانت مناسبة لألمانيا كي تجدد دعمها الراسخ لاسرائيل التي قالت أنغيلا ميركل عام 2008 ان وجودها "جزء من اسباب وجود الدولة الألمانية".
وقد ظهرت بوادر التصدع الأولى في يناير عندما أعربت وزارة الخارجية الألمانية للمرة الاولى عن "شكوكها" في رغبة نتنياهو في تحقيق حل الدولتين بعد تصويت الكنيست على قانون يسمح لإسرائيل بتملك أراض جديدة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. وفي اعقاب ذلك، أعلنت حكومة ميركل في فبراير إلغاء المشاورات السنوية بين الحكومتين عازية الامر رسميا الى مشاكل في التوقيت. وقال فولكر بيك، وهو رئيس لجنة برلمانية ألمانية حول العلاقات مع إسرائيل، انه لأسباب دبلوماسية، "تم تقديم تأجيل مشاورات الحكومة باعتباره مشكلة فنية، هناك رغبة في عدم السماح بتصعيد المسالة". من جهته، قال خبير الشؤون الالمانية موشي زيمرمان من الجامعة العبرية في القدس ان "ميركل حاولت أن تكون مهذبة، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تلتقط الاشارة". وفي الوقت نفسه في ألمانيا، تعرض اصرار وزير الخارجية على الالتقاء بممثلي منظمات غير حكومية مثيرة للجدل لانتقادات ايضا. وكتبت صحيفة "فرانكفورتر الغيماينه تسايتونغ" المحافظة "عندما نكون في زيارة فاننا نلتقي منظمات غير حكومية معارضة في ظل حكم استبدادي، وليس في ديمقراطية حليفة". وحتى إذا كانت العلاقة متعثرة على المستوى السياسي، فان التعاون العملي ما يزال مستمرا. وكان السفير الاسرائيلي لدى ألمانيا ياكوف هداس هاندلسمان قال الاسبوع الحالي لوكالة ألانباء الالمانية ان "النزاع الفلسطيني الاسرائيلي ليس في صلب العلاقات الألمانية الإسرائيلية". وأضاف "هناك تعاون اقتصادي وتجاري وفي مجال البحوث، وهو استثنائي". وعلى سبيل المثال، فان إسرائيل على عجلة من أمرها لتوقيع مذكرة تفاهم، تم تاجيلها مرارا، لشراء ثلاث غواصات دولفين من ألمانيا مع خصم ثلث تكلفة الإنتاج في ضوء المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل.