صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر طبعة جديدة من كتاب الدكتور مهند مبيضين استاذ التاريخ الحديث في الجامعة الاردنية ، الذي يبحث في دور اهل القلم في الحياة الثقافية في مدينة دمشق خلال الفترة (1172-1121هـ / 1758-1708م) .
تقصد هذه الدراسة البحث في جوانب متعددة من الحياة الثقافية بمفهومها الشامل ، ابتداءً من أماكن تلقي العلم ، ووظائف العاملين في هذا المجال ، ومناهج التدريس ، والطلبة في المدارس ، ثم البحث في أصحاب الوظائف الدينية والقلمية في القضاء والافتاء ، ونقابة الأشراف وإدارة الأوقاف ونظارتها ، وانتهاءً بالعاملين في ديوان الولاية من الدفتردارية وأرباب الأقلام والمحاسبات، وتنتقل الدراسة إلى البحث في نتاج تلك الفترة في فنون ومعارف متعددة ، من أجل النظر في معارف تلك الفترة من حيث المؤلفات الجديدة ، ودواعي التأليف وأشكاله ، وتنتهي بدراسة علاقة أهل القلم مع محيطهم المحلي الإسلامي .
تبدو سمات أهل القلم خلال فترة الدراسة كمجموعة من المدرسين والائمة والخطباء والكتاب ، الذين نهضوا بوظائف دينية وتعليمية كانوا يتقاضون أجورهم عليها من الأوقاف ، مع ما يقدمه الولاة لهم من هبات وما يدفعه الطلبة من أجر على دروسهم ، كما نجدهم في مواقع مختلفة في القضاء والإفتاء ونقابة الأشراف وإدارة الأوقاف ، وكذلك الحال مع شيوخ الطرق الصوفية الذين عينوا في وظائف دينية وتعليمية الى جانب خلواتهم وحلقات ذكرهم التي قاموا بها في الزوايا ، ولا تقف هذه السمات عند هؤلاء ، بل تتعداهم لتشمل بعض زعماء العسكر الذين تحولوا من مهامهم ومواقعهم العسكرية الى ملازمة المتصوفة والمدرسين والاباء ، فصار منهم الشاعر والمتصوف والمدرس .