جاء بابا الفاتيكان فرنسيس الذي يزور مصر للمرة الأولى حاملا معه رسالة سلام وتسامح، وبحفاوة بالغة تم استقباله في القاهرة، مبدياًَ أسفه بشأن حقيقة "تصاعد الأشكال الغوغائية للشعبوية" في إشارة محتملة للأحزاب اليمينية التي انتعشت في أوروبا في السنوات الأخيرة من خلال تشجيع أجندة مناهضة للهجرة.
وفي مشيخة الأزهر شارك الرجل في المؤتمر العالمي للسلام بصحبة شيخ الجامعة الإسلامية العريقة. وفي عهد سلفه، بندكت السادس عشر، شاب التوتر العلاقة بين الفاتيكان والأزهر، بعد أن ربط البابا السابق بين الاسلام والعنف، لكن العلاقات بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر بدت اليوم في أفضل صورها.
وقال البابا: "لنكرر معا، من ھذه الأرض، أرض اللقاء بين السماء والأرض، وأرض العھود بين البشر وبين المؤمنين، لنكرر - لا - قويّة وواضحة لأي شكلٍ من أشكال العنف، والثأر والكراھية يرتكب باسم الدين أو باسم الله".
بينما قال شيخ الأزهر: "يلزمنا العمل على تنقية صورة الأديان مما علق بها من فهوم مغلوط، وتطبيقات مغشوشة وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف".
أما المحطة التالية فكانت مؤتمرا موسعا بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي شدد على أهمية مكافحة الفكر المتطرّف كجزء من الحرب على الاٍرهاب.
وقال السيسي: "أؤكد من جديد أن القضاء نهائيا على الإرهاب يستلزم مزيدا من التنسيق والتكاتف بين كافة القوى المحبة للسلام في المجتمع الدولي".
وأضاف: "يتطلب الأمر جهدا موحدا لتجفيف منابع (الإرهاب) وقطع مصادر تمويله سواء بالمال أو بالمقاتلين أو السلاح. يحتاج القضاء على الإرهاب إلى استراتيجية شاملة لا تأخذ في الاعتبار فقط العمل العسكري والأمني، بل الجوانب الفكرية والسياسية والتنموية".
أما المحطة الأخيرة في اليوم الأول لزيارة بابا الفاتيكان إلى مصر فكانت في الكاتدرائية المرقسية، مقر البابا تواضروس، رأس الكنيسة المصرية.
استعدادات أمنية مكثفة أحاطت بزيارة البابا فرنسيس، فهي تأتي في وقت تواجه فيه الدولة المصرية تحديات أمنية كبيرة، وبعد 3 أسابيع من تفجيرين انتحاريين استهدفا كنيستين، وأوديا بحياة العشرات.