ريانة النهام
رمضان ضيف يحل علينا كل عام ليكون لنا منتفس في لج الحياة يعودُ ليملأنا إيماناً ويقيناً وعملاً صالحاً، تستقبله البلدان العربية بالفرح والبهجة وبطقوسها وعاداتها المشتركة، والعراق إحدى تلك الدول التي تتقاسم جزءاً كبيراً من عاداتها في شهر رمضان مع البلدان العربية الأخرى.
وفي حوار لنا مع تبارك الطائي من العراق بينت لنا مدى التقارب بين عادات البلدين في هذا الشهر.
وحول الاستعدادات لشهر رمضان قالت الطائي: "إن معظم الأسر تخرج لقضاء حاجاتها من الأطعمة والمشروبات قبل عدة أيام، لتكرس بعدها هذا الشهر للعبادات والطاعات، وأن كثيراً ما تهتم العائلات العراقية بتزيين البيوت والأحياء بالفوانيس والمصابيح قبل حلول الشهر لتعيش من خلالها الأجواء الرمضانية، وتقوم المساجد بالتهليل والتكبير معلنه بدء الشهر الفضيل، وتتبادل الناس التهاني بمناسبة حلول الشهر".
وأضافت الطائي: "إن من أهم ما يميز رمضان في العراق هو تجمع العائلات بعد صلاة التراويح في بيت الجدة أو الجد، لتبادل الأحاديث واحتساء الشاي وأكل الحلوى، وإن من أبرز العادات الرمضانية هو تبادل الأطباق والأكلات مع الأهل والجيران"، مشيرة إلى أشهر الأكلات العراقية التي يتم إعدادها في شهر رمضان وهي الدليمية (عبارة عن لحم وأرز وشعيرية ومكسرات)، وباقلاء وهو عبارة عن (فول)، والدولمة (وهي عبارة عن محاشي)، وبرياني (وهو عبارة عن أرز ودجاج)، وتبسي الباذنجان (وهو عبارة عن باذنجان وخضروات)، والسمك المسكوف (وهو عبارة عن سمك مشوي)، والباجه (وهي عبارة عن سلق أرجل ورأس وأحشاء وحوايا الخروف)، وأما الحلويات فهي البقلاوة والزلابية العراقية.
وأردفت الطائي: "إنه في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان يحتفل الأطفال بتقليد عراقي يطلق عليه (ماجينا)، حيث يقوم الأطفال في هذه الليلة بالتردد على المنازل وإطلاق الأهازيج والأناشيد مثل "ماجينا يا ماجينا.. حلي الكيس واعطينا"، وذلك من أجل الحصول على السكاكر والحلويات، وهذا التقليد أشبه بـ"القرقاعون" في مملكة البحرين، فيما يلعب الشباب لعبة (المحيبس) وهي عبارة عن لعبة جماعية شعبية تمارس في المقاهي والأحياء، وتتكون اللعبة من فريقين يقوم فيها الفريق الأول بتخبئة المحبس (الخاتم) في يد أحد أعضاء فريقه ومن ثم يحاول الفريق الثاني أن "يحزر" في أي يد تم تخبئته للحصول على النقطةـ ومن ثم يأتي دور الفريق الثاني وتستمر اللعبة هكذا حتى وصول أحد الفريقين لعدد النقاط المتفق عليه مسبقاً، والهدف من هذه اللعب هو زيادة المحبة والمودة بين أبناء الحي".
وقالت الطائي: "إن الثلث الأخير من شهر رمضان له طعم آخر في العراق، ففي هذه الأيام تمتلئ المساجد بالمصلين من مختلف الأعمار، وتلتزم الناس بالقيام بالشعائر الرمضانية، ومن ناحية أخرى يستعد الناس للعيد بتزيين منازلهم وشراء ملابس العيد وإعداد الحلويات والمعجنات وخاصة (الكليجة) - وهي إحدى أنواع المعجنات العراقية المحشوة بالتمر والتي يتم إعدادها في الأعياد، وتستقبل الناس العيد بالتكبيرات ومن بعدها البدء بذبائح العيد، وزيارة الجيران والأقارب".