في الذكرى السادسة لانتحار شقيقها، تعتقد جيسيكا نوتارو، مدربة الدلافين والمرشحة السابقة لملكة جمال إيطاليا، أنها سوف تموت أيضا هي الأخرى.

وكانت نوتارو عادت إلى منزلها من العشاء مع الأصدقاء في 10 يناير، وكان عمرها بلغ 28 سنة في ذلك اليوم، عندما قام صديقها السابق "خورخي إدسون تافاريس" (29 سنة) بإلقاء مادة حارقة على وجهها.

وأدى الهجوم إلى إصابتها بالتشوه الكبير في الوجه وشبه العمى من خلال تعطيل عين واحدة، وتدعي الآن أن مهاجمها اختار التاريخ بدقة ليقوم بفعلته هذه: "لقد كان يدرك جيداً أنها كانت الذكرى السنوية لوفاة أخي".

وصرحت بذلك لصحيفة "المراقب" الإيطالية في منزلها في ريميني، على ساحل البحر الأدرياتيكي في إيطاليا. وبعد أن قضى تافاريس 3 أشهر في الحبس لا يزال ينكر أنه متورط في الهجوم، وذلك في المحكمة التي ظهر فيها الأسبوع الماضي.

وكشفت نوتارو عن إصاباتها المروعة للمرة الأولى عندما ظهرت وقالت للمشاهدين: "أريد منكم أن تروا ما فعل لي. هذا ليس حباً".

ارتفاع جرائم الحمض الحارق

واستحوذت القضية على اهتمام الرأي العام، حيث ارتفع معدل هذا النوع من الجرائم في السنين الأخيرة بسبب رخص هذا النوع من السوائل التي ترش على الوجه وفاعليته في التشوية السريع.

وكان هناك 27 اعتداء مسجل في عام 2016، مقارنة مع ثمانية اعتداءات في عام 2013، وفقا للبيانات التي قدمتها الشرطة إلى "سوس"، وهي منظمة أنشئت لدعم ضحايا التحرش في إيطاليا.

وهذا الرقم قد يكون ضعيفاً مقارنة ببريطانيا، حيث هناك 545 هجوماً من هذا النوع في لندن وحدها خلال عام واحد، لكن الرقم يعتبر كبيراً في سياق ارتفاع معدل قتل الإناث في إيطاليا، فقد قتلت 116 امرأة من قبل شركائهن أو من الشركاء السابقين بين يناير ونوفمبر من العام الماضي، وفقاً للأرقام الصادرة عن وكالة الإحصاءات الوطنية الإيطالية، ما يجعل هذه الظاهرة مثيرة للقلق.

وقال لورينزو بوغليسي، وهو محام ومؤسس "سوس ستالكينغ": "إن إنجلترا تختلف تماماً عن إيطاليا، فالعديد من الحالات هناك تجري بين عصابات الشباب".

ويوضح أكثر: "لكن هنا في إيطاليا فحوالي 90% من الهجمات الحمضية ضد النساء، تتم من قبل أصدقائهن السابقين الذين لا يستطيعون قبول مسألة أن العلاقة بين الطرفين، قد انتهت".

ويضيف: "فالحمض هو سلاحهم الأكثر تدميرا، فهم يقولون إذا لم تكن لي فلن تكون لأحد آخر.. وهي جزئيا مشكلة ثقافية، لأن الكثير من الناس ما زالوا ينظرون إلى المرأة، على أنها من ضمن الأشياء التي يملكها الرجال".

ملكة الجمال من الهيام إلى الرفض

وتوجت نوتارو ملكة الجمال في منطقة "إميليا رومانيا" في عام 2007 قبل الذهاب للمشاركة في نهائيات مسابقة ملكة جمال إيطاليا، وفي تلك الفترة وقعت في حب تافاريس عندما أحضره معهم عدد من الأصدقاء الذين تجمعوا في منزلها عام 2013.

وتقول إنها عثرت على وظيفة لتافاريس ليظل بجانبها، وذلك بـ "دولفيناريوم ريميني" - حديقة الدلافين بمدينة ريميني - حيث بدأت المشكلة في أغسطس الماضي، عندما رفضت اقتراحه بالزواج منها، وانتهت العلاقة.

وأعقب ذلك أن قام بمضايقتها بشتى السبل من مكالمات هاتفية مستمرة وسيل من الرسائل وتتبع كل حركاتها لمدة ستة أشهر متواصلة، مما سبب لها نوبات من الذعر، وقالت إنه قام بعملية انتحار وهمية خارج المنزل حتى يستجر تعاطفها معه.

وقالت: "في تلك الفترة كنت قد فقدت والدي وأخي، وقد عشت فعليا كوابيس ليلية بفعل سخافات هذا الرجل".

وقامت نوتارو بإبلاغ الشرطة التي وجهت إنذاراً إلى العشيق السابق، ويبدو أنه اختار الحمض الحارق كسلاح مفضل للانتقام، وقد كانت تشعر بذلك لذا احتفظت بخوذة في سيارتها تلبسها ليلاً وهي تتخذ طريقها لداخل البيت من موقف السيارات في الخارج.

وفي الليلة التي تم فيها الهجوم كانت قد نسيت لبس الخوذة، وزعمت أن تافاريس قام بسكب زجاجة حارقة بأكملها فوقها، في اللحظة التي كانت تفتح فيها باب السيارة لأخذ حقيبتها.

وتقول: "كان تفكيري الأول هل فعلا فعل ذلك؟ يا إلهي! كنت أتوقع ذلك ولكن لم أصدق أنه حدث". وفي الحال بدأ وجهها يحترق، وتجلت المحنة المروعة مع فقدانها البصر.