دبلوماسي من إحدى الدول الخليجية يقول في مداخلة تويترية مؤخراً إنه لا يصح أن نعادي إيران من أجل مصالح الغير، داعياً إلى اعتماد مبدأ الحوار والتفاهم مع «الجارة» إيران.
المشكلة أن قصير النظر هذا حين يتحدث عن الغير يفقد بوصلته، فالغير حسب سياق كلامه هو دول الخليج الأخرى التي يفترض أن ما يربط دولته بها هو روابط الأخوة والتاريخ والدم والمصير المشترك، ولعل أبسط ما يعنيه ذلك هو أن «عدو أخي هو عدوي» أم أن مفهوم الأخوّة عند سعادته لا ينطبق إلا على تيارات سياسية معينة ومصالح تجا-دينية تصب جميعاً في اتجاه إيران!
لكن القضية الأخطر في هذا الكلام هي الدعوة إلى الحوار والتفاهم مع إيران، وهنا أسأل سؤالاً منطقياً بسيطاً: من الذي ابتدأ العداء؟ ومن الذي يفترض أن يبرهن على حسن نيته ويطلب الحوار والتفاهم؟ عندما تطالب دول الخليج بأن تختار الحوار والتفاهم فهذا يعني مباشرة أنك تتهم دول الخليج بأنها هي التي اعتدت على إيران وتحرشت بها واحتلت أراضيها وهددت أمنها، فهل يا ترى يوجد عاقل على وجه الأرض يصدق مثل هذه الفرضية المختلة؟
هنالك فرق جوهري بين أن تطلب دول الخليج الحوار، وبين أن تطلبه إيران، لأن طلبه من قبل إيران يعني اعترافاً ضمنياً بجرائمها تجاه دول الخليج، واستعداداً ولو مبدئياً لتغيير نمط علاقاتها وأسلوب تعاملها مع جاراتها الست، ولكن متى كانت إيران، سواء في عهد الشاه أو عهد الملالي، في وارد هكذا اعتراف أو اعتذار؟ هل رأينا من إيران في يوم من الأيام أي شيء غير المكابرة بالباطل والإصرار على العدوانية والعنصرية والطائفية وترديد مقولات قديمة لا تسمن ولا تغني من جوع؟!
دعوني أذكركم بشيء، فالثورة الخمينية في إيران غيرت كل شيء كان موجوداً في عهد الشاه باستثناء شيئين: الأول هو التعامل العنصري والعدواني مع الدول العربية عموماً ودول الخليج خصوصاً، والثاني هو شبكة الجواسيس والعملاء التي كان الشاه قد جندها في دول المنطقة عبر جهاز السافاك «على وزن الشاباك الإسرائيلي». ولك أن تتخيل أن يأتيك من يدعو للحوار مع نظام بهذه الخلفية!
لا يا عزيزي! وإذا كانت خبرتك الدبلوماسية لم تسعفك بفهم الواقع المرير فدعني أذكرك بمثال حي ألا وهو موقف النظام الإيراني المتصلف والمتعنت والمتصلب في مسألة الجزر الإماراتية المحتلة، ففي كل مرة تطالب دولة الإمارات العربية المتحدة إيران بالحوار وقبول التحكيم والتباحث في مسألة الجزر المحتلة، يكون الجواب هو المزيد من التعنت والصلف والغرور، ورفض حتى مجرد الحديث في الموضوع، أما المثال الثاني الذي ينساه هذا الدبلوماسي، فهو ببساطة مسألة تخص بلده، وخصوصاً حقل الغاز المشترك مع إيران، فالتعديات الإيرانية متواصلة منذ أيام الشاه، وتحريك علامات الحدود المائية مستمر. وهنا أسأل سعادة الدبلوماسي الذي يدعونا للحوار: هل احترمت إيران اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعت بين البلدين في يناير 2010؟ «حك رأسك» وتذكر جيداً قبل أن تدعونا للحوار وعدم معاداة إيران من أجل مصالح الغير، فنحن هنا نتحدث عن مصالح بلدك وليس مصالح أشقائك في الخليج.
نحن لسنا دعاة حرب، لم نكن ولن نكون. ولو أردنا، فكما شكلنا تحالفاً دولياً ضد عراق صدام حسين حين احتل الكويت عام 1990، لأمكننا أن نشكل تحالفاً مماثلاً ضد إيران، وهناك الكثير من الدول التي سيسرها المشاركة، إن لم يكن من أجل عيوننا أو من أجل استثماراتنا، فعداء لإيران. لكننا كنا دائماً نقدم لغة العقل والمنطق لكي لا نسمح للإيراني أن يحدد لنا أجنداتنا وأن يجرنا لأحلامه الشريرة. لكن العقل له حدوده، فلا يعقل أن نطلب الحوار من طرف مغرور يعتبر كل مبادرة سلمية ضعفاً وكل تعقلٍ تراجعاً ولا يرى إلا طرف أنفه الذي نسي كم شرمناه في معارك كثيرة من ذي قار إلى عاصفة الحزم.
اخترنا السلام بإرادتنا وبقرارنا الحر السيد، ولكن إيران أول من يعرف أننا إذا فُرضت علينا الحرب... فنحنُ لها! ترى أين ستكون وقتها يا سعادة الدبلوماسي؟
المشكلة أن قصير النظر هذا حين يتحدث عن الغير يفقد بوصلته، فالغير حسب سياق كلامه هو دول الخليج الأخرى التي يفترض أن ما يربط دولته بها هو روابط الأخوة والتاريخ والدم والمصير المشترك، ولعل أبسط ما يعنيه ذلك هو أن «عدو أخي هو عدوي» أم أن مفهوم الأخوّة عند سعادته لا ينطبق إلا على تيارات سياسية معينة ومصالح تجا-دينية تصب جميعاً في اتجاه إيران!
لكن القضية الأخطر في هذا الكلام هي الدعوة إلى الحوار والتفاهم مع إيران، وهنا أسأل سؤالاً منطقياً بسيطاً: من الذي ابتدأ العداء؟ ومن الذي يفترض أن يبرهن على حسن نيته ويطلب الحوار والتفاهم؟ عندما تطالب دول الخليج بأن تختار الحوار والتفاهم فهذا يعني مباشرة أنك تتهم دول الخليج بأنها هي التي اعتدت على إيران وتحرشت بها واحتلت أراضيها وهددت أمنها، فهل يا ترى يوجد عاقل على وجه الأرض يصدق مثل هذه الفرضية المختلة؟
هنالك فرق جوهري بين أن تطلب دول الخليج الحوار، وبين أن تطلبه إيران، لأن طلبه من قبل إيران يعني اعترافاً ضمنياً بجرائمها تجاه دول الخليج، واستعداداً ولو مبدئياً لتغيير نمط علاقاتها وأسلوب تعاملها مع جاراتها الست، ولكن متى كانت إيران، سواء في عهد الشاه أو عهد الملالي، في وارد هكذا اعتراف أو اعتذار؟ هل رأينا من إيران في يوم من الأيام أي شيء غير المكابرة بالباطل والإصرار على العدوانية والعنصرية والطائفية وترديد مقولات قديمة لا تسمن ولا تغني من جوع؟!
دعوني أذكركم بشيء، فالثورة الخمينية في إيران غيرت كل شيء كان موجوداً في عهد الشاه باستثناء شيئين: الأول هو التعامل العنصري والعدواني مع الدول العربية عموماً ودول الخليج خصوصاً، والثاني هو شبكة الجواسيس والعملاء التي كان الشاه قد جندها في دول المنطقة عبر جهاز السافاك «على وزن الشاباك الإسرائيلي». ولك أن تتخيل أن يأتيك من يدعو للحوار مع نظام بهذه الخلفية!
لا يا عزيزي! وإذا كانت خبرتك الدبلوماسية لم تسعفك بفهم الواقع المرير فدعني أذكرك بمثال حي ألا وهو موقف النظام الإيراني المتصلف والمتعنت والمتصلب في مسألة الجزر الإماراتية المحتلة، ففي كل مرة تطالب دولة الإمارات العربية المتحدة إيران بالحوار وقبول التحكيم والتباحث في مسألة الجزر المحتلة، يكون الجواب هو المزيد من التعنت والصلف والغرور، ورفض حتى مجرد الحديث في الموضوع، أما المثال الثاني الذي ينساه هذا الدبلوماسي، فهو ببساطة مسألة تخص بلده، وخصوصاً حقل الغاز المشترك مع إيران، فالتعديات الإيرانية متواصلة منذ أيام الشاه، وتحريك علامات الحدود المائية مستمر. وهنا أسأل سعادة الدبلوماسي الذي يدعونا للحوار: هل احترمت إيران اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التي وقعت بين البلدين في يناير 2010؟ «حك رأسك» وتذكر جيداً قبل أن تدعونا للحوار وعدم معاداة إيران من أجل مصالح الغير، فنحن هنا نتحدث عن مصالح بلدك وليس مصالح أشقائك في الخليج.
نحن لسنا دعاة حرب، لم نكن ولن نكون. ولو أردنا، فكما شكلنا تحالفاً دولياً ضد عراق صدام حسين حين احتل الكويت عام 1990، لأمكننا أن نشكل تحالفاً مماثلاً ضد إيران، وهناك الكثير من الدول التي سيسرها المشاركة، إن لم يكن من أجل عيوننا أو من أجل استثماراتنا، فعداء لإيران. لكننا كنا دائماً نقدم لغة العقل والمنطق لكي لا نسمح للإيراني أن يحدد لنا أجنداتنا وأن يجرنا لأحلامه الشريرة. لكن العقل له حدوده، فلا يعقل أن نطلب الحوار من طرف مغرور يعتبر كل مبادرة سلمية ضعفاً وكل تعقلٍ تراجعاً ولا يرى إلا طرف أنفه الذي نسي كم شرمناه في معارك كثيرة من ذي قار إلى عاصفة الحزم.
اخترنا السلام بإرادتنا وبقرارنا الحر السيد، ولكن إيران أول من يعرف أننا إذا فُرضت علينا الحرب... فنحنُ لها! ترى أين ستكون وقتها يا سعادة الدبلوماسي؟