أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية، الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، أن التوجه نحو إنشاء وتنفيذ المدن الإسكانية الحديثة هو هدف تضعه الحكومة نصب عينها للارتقاء بالمستوى المعيشي والاجتماعي للأسرة البحرينية.
وقال نائب رئيس مجلس الوزراء: "إن ارتفاع عدد المدن الإسكانية النموذجية من اثنتين وهما مدينتا عيسى وحمد إلى 5 مدن قيد التنفيذ تغطي جميع محافظات المملكة، ومراعاة تزويدها بجميع مقومات الخدمات والمرافق الصحية والتعليمية والتجارية والاجتماعية، ما هو إلا دليل صادق على رغبة الحكومة في استمرار نهجها الراسخ منذ ستينيات القرن الماضي في توفير سبل العيش الرغيد للمواطنين".
وكان الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة زار صباح الأربعاء مشروع المدينة الجنوبية، حيث ترأس اجتماع اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية، بحضور الوزراء أعضاء اللجنة وعدد من المسؤولين من الوزارات والجهات الحكومية الخدمية ذات العلاقة.
واستعرضت اللجنة البنود المدرجة على جدول أعمال الاجتماع الذي تم تخصيصه للاطلاع على سير العمل في المشاريع الإسكاني عموماً، ومنها البرنامج الزمني لمراحل جاهزية الوحدات السكينة في المدينة الجنوبية التي ستوفر أكثر من 4500 وحدة سكنية.
وأشار الشيخ خالد بن عبدالله إلى أن مشروع المدينة الجنوبية يعتبر ركناً أساسياً من أركان تنفيذ الأمر السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، ببناء 40 ألف وحدة سكنية والتي يندرج من بينها توفير 25 ألف وحدة سكنية في برنامج عمل الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء، ومؤازرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء.
وأضاف الشيخ خالد بن عبدالله: "يعد مشروع المدينة الجنوبية نموذجاً حياً لتطبيق أحدث المعايير والمواصفات الفنية من حيث تصاميم البناء الحديثة التي روعي مزجها بنمط العمارة البحرينية التراثية، وكذلك من حيث اتساع الشوارع الرئيسة والفرعية والتي تم اعتماد مواصفاتها في تصميم شبكات الطرق المستقبلية على مستوى المملكة، وتوفير مسارات للمشاة والدراجات الهوائية، وساحات داخلية بين الوحدات السكنية، فضلاً عن الخدمات والمرافق الرئيسة، وأعمال التشجير والتجميل لإضفاء طابع حضارياً في أرجاء المدينة، وهي أمور تفصيلية يجري تنفيذها للمرة الأولى على مستوى المدن الجديدة في البحرين".
واطمأن رئيس مجلس الوزراء إلى تزامن تنفيذ الوحدات بالتوازي مع تنفيذ أعمال البنية التحتية، الأمر الذي يعكس التزام الوزارات والجهات الحكومية الخدمية بتوجيهات اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية بتكثيف التنسيق والتكامل بينها من أجل تحقيق هذا الهدف على نحو يساهم في إنجاز المشاريع في مواعيدها المحددة.
وأعرب الشيخ خالد بن عبدالله عن جزيل شكره للصندوق السعودي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وصندوق أبوظبي للتنمية، على دعمها وتمويلها السخي للمشاريع الإسكانية ومشاريع البنية التحتية الأخرى التي يجري تنفيذها في مملكة البحرين ضمن برنامج التنمية الخليجي، موجهاً شكره في الوقت نفسه gوزير الإسكان ولجميع منتسبي الوزارة على جهودهم المبذولة بالتعاون مع الوزارات والجهات الحكومية الخدمية الأخرى في سبيل تحقيق رؤية القيادة الحكيمة في التعاطي مع الملف الإسكاني.
ويقع مشروع إسكان المدينة الجنوبية في جنوب شرق البحرين على مساحة تقدر بأكثر من 730 هكتاراً في المنطقة الواقعة بين قريتي عسكر وجو، وهو ممول من الصندوق السعودي للتنمية ضمن برنامج التنمية الخليجي بقيمة تقدر بحوالي 200 مليون دولار، وسبق لوزارة الإسكان أن أسندت إلى مؤسسة الأمير تشارلز الخيرية البريطانية مهام إعداد المخططات العامة والتفصيلية لمدينة حديثة مستدامة والتي من المقرر أن تستوعب أكثر من 42 ألف نسمة.
فيما قدم وزير الإسكان، باسم الحمر، الشكر والعرفان إلى القيادة الحكيمة والحكومة على ما يحظى به الملف الإسكاني من رعاية فائقة، مثمناً في الوقت نفسه مبادرة الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة بنقل اجتماع اللجنة الوزارية للإعمار والبنية التحتية إلى موقع إسكان المدينة الجنوبية، ما يعكس الدور الكبير الذي تضطلع به اللجنة الوزارية برئاسته، وكذلك حرصه على تحقيق أعلى درجات التكامل والتناغم بين الجهات ذات العلاقة بهدف ضمان وصول الخدمات الرئيسة للمشاريع الإسكانية بما يسهم في تسليم تلك المشاريع للمستفيدين في أقصر مدة ممكنة.