تبدأ الخميس أولى الفعاليات المشتركة التي تقام بالتعاون بين هيئة البحرين للثقافة والآثار وحكومة سانت بطرسبروغ، حيث ينطلق عند الساعة 6:00 مساءً معرض صور فوتوغرافية لسانت بطرسبورغ بمركز الفنون.

ويقدم المعرض صوراً بانورامية خلابة لواحدة من أجمل مدن العالم، والتي تم التقاطها من أروقة كاتدرائية القديس إسحاق. والدعوة عامة للمعرض.

فيما يبدأ عند الساعة 8:00 مساءً العرض المسرحي لنجوم باليه سانت بطرسبورغ، وذلك على مسرح البحرين الوطني، حيث يقدم خلال السهرة عرضاً لمجموعة من أبرز راقصي الباليه المحترفين من مسرحَي "المارينسكي" و"الميخايلوفسكي"، إضافة إلى كوكبة من أشهر الراقصين ومصممي الرقصات والملحنين الذين سيقدمون مجموعة رائعة من العروض الكلاسيكية والتجريبية المذهلة.

وفيما يخص معرض الصور الفوتوغورافية فإن كل الطرق في مدينة سانت بطرسبورغ تُؤدي لكاتدرائية القديس إسحاق التي بنيت وفق تصاميم المهندس الفرنسي أوغست دي مونفيران الذي صممها سنة 1858. إذ تعتبر هذه الكاتدرائية الأكبر في مدينة سانت بطرسبورغ وهي فريدة من نوعها لأنها تحولت إلى متحف، وتفتح أبوابها للزوار القادمين من كل حدب وصوب باعتبارها متحفاً عالمياً يرحّب بمحبيه وزواره من جميع الأجناس والأديان.

وهذه الكاتدرائية هي الرابعة عالمياً من حيث الحجم، تأتي بعد كاتدرائية سانت بيتر في روما، كاتدرائية سانت بول في لندن وكاتدرائية سانت ماري في مدينة فلورانس الإيطالية.

ويبلغ ارتفاع كاتدرائية القديس إسحاق 101.5 متر. وتعتبر الكاتدرائية تحفة فنية بحد ذاتها في ديكورها الداخلي والخارجي، فهي الوحيدة التي تحتوي على أنواع مختلفة من أعمدة رخامية نادرة خاصة من حجر الملكيت وأيقونات بيزنطية قديمة لا تقدر بثمن.

كما استخدم في عملية بنائها 43 نوعاً من أحجار الزينة، وكسيت قاعدة المبنى بحجر الجرانيت.

كاتدرائية القديس إسحاق هي المكان الوحيد الذي يمكن الاستمتاع فيه بالمجموعة الفنية الفريدة واللوحات الروسية الاستثنائية الدينية والتاريخية للفترة بين 1840-1850، حيث يشاهد الزائر في الداخل عشرات اللوحات الفنية والفسيفساء من إبداع مشاهير الرسامين.

وهي تحتوي أيضاً على 24 ملاكاً من البرونز على سلم درابزين القبة الرئيسة، وقد أصبغت عليها منحوتات الفنان جوزيف هيرمان سنة 1839 رونقاً ملائكياً، وإن المنظر البديع لمدينة سانت بطرسبورغ الذي يمكنك الاستمتاع به فقط من على شرفات هذه الكاتدرائية جعلها وجهةً لمشاهير الفن الفوتوغرافي في العالم.

أوجيني موخوروف كان من بين هؤلاء الفنانين حيث قام بالتقاط مجموعة من الصور من على شرفات الكاتدرائية في صيف 2011. فقد كان الفنان خلال ليالي شهر يونيو يصعد لارتفاع 61 متراً لالتقاط صور للمدينة من هذا الموقع، مجسداً اللحظة التي عبر عنها أمير شعراء روسيا ألكسندر بوشكين "... التي يُسارع فيها الفجر للبزوغ بعد الغروب – نصف ساعة لليل ترك ولا عجوب".

ويقدم معرض الصور الفوتوغرافية انعكاساً لعلاقة الهندسة المعمارية لعاصمة الشمال من خلال عدسات الكاميرا، والتناغم الكبير بين المدينة والدلالة الرمزية السحرية لقصائد وأشعار العصر الفضي.

هذا المعرض يعكس التنوع الحاضر في هذه المدينة، وهو بمثابة لوحة ألوان قوس قزح للتناقضات الفكرية العميقة للحالات النفسية والمزاجية، كما أنه يُبرز الأبعاد والعوالم الميتافزيقية لعاصمة الشمال.

أما حفل الباليه الروسي فهو ثمرة من ثمار مذكرة التعاون بين محافظة العاصمة بمملكة البحرين ومدينة سانت بطرسبورغ، والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الطرفين في شتى المجالات، من بينها التعاون الثقافي بما يصب في صالح إثراء الخبرات وتعزيز الاستثمار.

ويهدف الحفل إلى إبراز ثراء وتنوع ثقافة روسيا المتأصلة والعريقة إلى الجماهير حول العالم.

يذكر أن الفعاليات الثقافية المشتركة تتضمن أيضاً أمسية موسيقية لفناني الموسيقى الشعبية من مدينة سانت بطرسبورغ بمشاركة عازفين منفردين من مسرح المارينسكي، وذلك يوم الأحد 14 مايو في الصالة الثقافية. إذ يعيد الموسيقيون الشباب من سانت بطرسبورغ تقديم مجموعةٍ من أشهر الأعمال الموسيقية الروسية بأسلوبٍ معاصر وعن طريق العزف على الآلات الشعبية الروسية التقليدية.

وقد قدم جميع الموسيقيين المشاركين عروضاً مميزة داخل روسيا وخارجها، وعُرفوا بأدائهم الموسيقيّ النابض، والذي يترك لدى الجمهور انطباعًا لا ينسى.

وعبر جولاتهم حول العالم تمكن هؤلاء الفنانون والموسيقيون من نيل إعجاب أكثر من 10 آلاف متفرج شهدوا العروض الحية التي أقيمت في كل من كوستاريكا (مهرجان الفنون)، إسبانيا، استونيا، روسيا، والعديد من البلدان الأخرى. والدعوة عامة لهذه الأمسية.