لولوة المحميد:

يعد الشهر الفضيل في البحرين مناسبة لإحياء عادات أصيلة والتقاليد تميز بها المجتمع البحريني على مر الأجيال، فيحيي قيم المحبة والتواصل الديني والترابط الاجتماعي، ويستذكر بعضهم التقاليد الجميلة التي كانت منتشرة مع قدوم هذا الشهر. فريد المحميد واحد من هؤلاء الذين تحفظ ذاكرتهم بعبق الماضي، يقول في حديثه للوطن، يستعد الناس قديماً قبل أيام من دخول الشهر الكريم وذلك عن طريق إعداد لوازم الطبخ مثل البهارات، إذ يتم شراؤها من السوق ويتم تنظيفها، وبعد ذلك تطحن وكل بيت بحسب خلطته الخاصة، كما يتم طحن الأرز لصنع المحلبية، إضافة إلى طحن النخي لعمل الكباب البحريني .

ويضيف المحميد: يمر (الصفار) على المنازل قبل شهر رمضان، حيث يقوم بتنظيف أواني المطبخ وخصوصاً المصنوعة من النحاس بسبب قلة استخدامها طوال العام، فتتكون عليها طبقة خضراء وذلك لتأكسد النحاس من الجو.

وأضاف فريد إن في ليلة رمضان يخرج الأطفال والشباب إلى الطرقات حيث يرحبون بالشهر من خلال بعض الأناشيد الفلكلورية مثل ( حياك الله يا رمضان أبا القرع والبيديان). أما العادات السائدة طوال أيام الشهر الكريم هي تبادل صحون الفطور وما تحتويه من مأكولات كالهريس، والكباب البحريني، والخنفروش، واللقيمات، وفي وقت المغرب يتجمع أفراد العائلة على مائدة الطعام المكونة من الهريس، الأرز، والتمر.

وذكر المحيميد أن المساجد تمتلئ بالمصلين كباراً وصغاراً لأداء صلاة التراويح، وبعد الصلاة يذهب الأطفال لممارسة الألعاب الشعبية مثل (الصعقير)، فينقسم الأطفال إلى فريقين فالأول يختبئ والثاني يبحث وفي حالة تم الإمساك بأحد أعضاء الفريق الأول يتم تبادل الأفرقة، أما بالنسبة للبنات فلهن ألعابهن الخاصة مثال (السكينة، الخبصة، الثعلب فات فات، بإضافة إلى نط الحبل) .

وأشار في حديثه عن العادات التي اختفت تقريباً من بعض المناطق هي (المسحر)، حيث يمر على المنازل بالطبل يوقظ الناس للسحور قبل أذان الفجر. وفي منتصف شهر يحتفل الأطفال بالقرقاعون حيث يطوفون على المنازل للحصول على بعض المكسرات أو على مبلغ بسيط من النقود. وبالنسبة إلى الشباب الأكبر سنا فيصنعون (الفريسة) وهي بالعبارة عن حصان خشبي يغطى بقطعة قماش يدخل فيه أحد الشباب للرقص على نغمات الطبل والطار .

وتابع فريد كلامه وفي آخر أيام الشهر الكريم يخرج الأطفال والشباب إلى الطرقات حيث يودعون شهر رمضان الكريم بأناشيد الفلكلورية مثل (يا الوداع ). أما يوم العيد فيذهب الرجال والأطفال إلى المسجد وهو عبارة عن مساحة مفتوحة خارج العمران ( أي بعيدة عن مناطق السكن)، فيتجمع أهالي المنطقة لصلاة العيد ويتبادلون التهاني بالعيد السعيد، وعند الانتهاء من الصلاة يقوم بعض الناس بزيارة المقبرة للدعاء لموتاهم وهذه هي العادة في هذه المناسبات. ثم يمر الأطفال على بيوت الجيران للمعايدة عليهم وإسلام العيادي، وبعد الجيران يذهب الأطفال لزيارة أقاربهم ومعايدتهم بالعيد، وبعد جمع العيادي من الأقارب والجيران يذهب الأطفال لشراء الحلويات والآيسكريم.