يبدو أن الحرب الدولية على تنظيم "داعش" ستنتقل إلى شاشات التلفزيون من خلال الدراما الرمضانية التي تعرض بالعالم العربي لهذا العام، وبالأخص على شاشة MBC 1، من خلال مسلسل من 30 حلقة.

"غرابيب سود".. هو اسم المسلسل الذي يبدأ عرضه مع بداية شهر رمضان، المتوقع أن يبدأ نهاية شهر مايو/آيار، بحسب تصريح لعلي جابر، مدير التلفزيون في مجموعة MBC، نقلته عنه صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

فالدراما تتمحور حول داعش، ذلك التنظيم الإرهابي، الذي تديره مجموعة من القادة الفاسدين والمنافقين، وكيف يتم تجنيد المقاتلين الذين يظهرون كضحايا، كما يتم إلقاء الضوء على بطولة بعض النساء اللواتي يتحدين إرهابيي التنظيم الإجرامي.

ففي إحدى حلقات المسلسل، تظهر سيدة إيزيدية يتم تكليفها بتنظيف غرفة أحد مقاتلي "داعش"، حيث تتعرف على زوجته التي تشعر بالملل. وإذا بالزوجة تعرض الطعام على الفتاة الإيزيدية كما تعرض عليها مشاركتها في مشاهدة أحد الأفلام أو المسرحيات، لكن الفتاة الإيزيدية تطلب منها أن تخرج لترى كيف يقتل زوجها أهلها وعشيرتها، وأنه في الخارج يمكنها أن ترى "أفلام رعب" عديدة.

ويتناول المسلسل الرمضاني عدة قصص خاصة بالسيدات، بحسب منتجي العمل.

وفي إحدى الحلقات، يظهر مقاتلو "داعش" وهم يجندون الأطفال ويدربونهم للدخول في صفوفهم.



وكما هو الحال بالنسبة لتنظيم "داعش"، يضم المسلسل مجموعة كبيرة من الفنانين الذين يمثلون مختلف دول العالم العربي، حيث يلقي الضوء على مدى 30 حلقة على الفظائع والجرائم التي يرتكبها التنظيم الإرهابي.

ففي إحدى حلقات المسلسل، يظهر صحافي تنضم خطيبته إلى صفوف التنظيم المتطرف وتقوم بعملية انتحارية، بعد تركها عقيدتها المسيحية، وتقدم على تفجير كنيسة.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن الممثلة سمر علام قولها، من خلال اتصال هاتفي، إن تجسيد الشخصية أصابها بالاكتئاب، إلا أنها أعربت عن أمنيتها أن تصل فكرة المسلسل إلى المشاهدين بطريقة أفضل مما توصله التقارير الإخبارية عن "داعش".

وأضافت: "داعش يمثل خطراً على الإنسانية"، مضيفة أن المسلسل مكنها من "إظهار كراهيتي وإدانتي لهذا التنظيم، والتعبير عنها بطريقة قوية".

وفي نموذج آخر، تجسد الممثلة السعودية مروة محمد شخصية زوجة تقتل زوجها الذي خانها، وتهرب لتنضم إلى صفوف "داعش" مع ولديها. إلا أنه بعد أن يتعرض أحد أبنائها للقتل والآخر للتحرش الجنسي، تقرر أن تهرب.

الفنانة السعودية قالت إنه "من المهم أن يتم إيقاظ الناس وتعريفهم بأن الإسلام ليس كذلك"، مضيفة أنه على الرغم من فكرة الدراما السوداوية، إلا أنها مليئة بالقصص الإنسانية، مشيرة إلى أنه "ليست كلها إرهابا وحربا.. هناك العديد من القصص الدرامية".

وتتناول الدراما تغطية لما يرتكبه تنظيم "داعش" من فظائع، بما في ذلك التفجيرات والعمليات الانتحارية التي تخلف العديد من الضحايا والجثث المقطعة، كما يلقي المسلسل الضوء على الأشخاص الذين يجبرون على العيش تحت راية ذلك التنظيم الإرهابي.



وبحسب علي جابر، فإن المسلسل يسخر تأثير شاشة التلفزيون على المشاهدين في إظهار طرق التنظيم المتطرف في استقطاب مقاتليه بطريقة درامية.

وأضاف جابر: "نعتقد أن (داعش) ما هو إلا وباء.. مرض يجب أن نحشد كل الشجاعة لمواجهته ومحاربته".

وترى "نيويورك تايمز" أن إنتاج مسلسل تلفزيوني عن "داعش" في أكثر مناطق العالم التي تضررت من ذلك التنظيم، يحمل الكثير من المجازفة، مضيفة أن مسلسلاً كوميدياً عرضته شاشة MBC تحت اسم "سيلفي"، وسخر من "داعش"، نتج عنه إرسال مجموعة من التهديدات بالقتل لبطل العمل، الفنان السعودي ناصر القصبي.

وبحسب جابر، فإن المعلنين قد يترددون في ترويج منتجاتهم أثناء عرض ذلك المسلسل، مشيراً إلى أن عملاً درامياً كهذا قد يحدث نوعاً من الانبهار والبلبلة والتصنيف الجيد "إلا أنه لن يجلب أي مكاسب".

يذكر أن الكثير من الأعمال الدرامية قد ألقت الضوء على ممارسات تنظيم "داعش"، إلا أن "غرابيب سود" يعتبر من أوائل الأعمال الدرامية التي تغوص في عالم الإرهاب بعمق، بحسب ريبيكا جوبين، أستاذ مساعد للدراسات العربية بجامعة "دافيدسون"، المتخصصة في البرامج التلفزيونية في المنطقة العربية.

وأضافت جوبين أن معظم الدراما التلفزيونية التي تعرض خلال شهر رمضان تدور حول قصص خفيفة، حيث إن "الكثير من الناس يحبون ذلك"، إذ إن الناس لا تفضل أن ترى دراما تلفزيونية تتناول ما تتناوله نشرات الأخبار.

إلا أن منتجي مسلسل "غرابيب سود" على يقين أن المسلسل سيحصد نسبة مشاهدات عالية، خصوصاً أن MBC 1، من أعلى القنوات التلفزيونية مشاهدة في العالم العربي، خصوصاً خلال شهر رمضان.

يذكر أن الدراما التلفزيونية في الوطن العربي عادة ما تصل ذروتها خلال شهر رمضان.

وبحسب ما نقلت "نيويورك تايمز" عن مازن حايك، المتحدث الرسمي باسم مجموعة MBC، فإن شهر رمضان هو "الوعاء الأكبر على مدار 30 يوماً".

وتأمل شبكة MBC أن يتم إنتاج نسخة باللغة الإنجليزية من مسلسل " غرابيب سود " من أجل انتشار أوسع.