يزداد الحديث في أروقة الأمم المتحدة عن عملية بحث عن بديل للوسيط الدولي في سوريا، الأخضر الإبراهيمي، الذي رجحت مصادر دبلوماسية تقديم استقالته في المستقبل القريب، وذلك بعد أن أبدى الرجل انزعاجه من ترشح الأسد للانتخابات الرئاسية، باعتبار ذلك يقضي على أي فرص لحل الأزمة السورية بالطرق الدبلوماسية.يذكر أن فكرة الاستقالة تراود الإبراهيمي منذ فترة، حيث كان قد صرح بذلك قبل حوالي عام، ومنذ ذلك الوقت وشائعات الاستقالة تلاحقه، ويتردد في الأيام الماضية أن تلك الشائعات ستتحول إلى واقع خلال أيام.وسرب دبلوماسيون غربيون أن الدبلوماسي الجزائري الذي يناهز الثمانين عاماً، بات يشعر بالإحباط لعدم قدرته على تحقيق أي خرق يذكر خلال مهمته التي تسلمها قبل نحو عامين، وهي مهمة لم يصمد فيها سلفه كوفي عنان أكثر من ستة أشهر، حيث غادر قبله وشعور الإحباط نفسه كان رفيقه.إحباط الإبراهيمي فاقمه على ما يبدو إصرار بشار الأسد على الترشح لولاية ثالثة في الانتخابات المقبلة في يونيو، ومنعه المعارضين في الخارج من خوض هذه الانتخابات.ورغم جهود الإبراهيمي الكبيرة وصبره الطويل لمحاولة الجمع بين المعارضة والنظام في اجتماعات جنيف-2، فقد فشل في التقريب بين وجهات النظر. ليس هذا فقط، بل تسبب باستقطاب انتقادات كثيرة من كل الأطراف بسبب مقاربته لإنهاء الأزمة.فالمعارضة والغرب انتقدوا إصراره على دعوة إيران إلى مؤتمر جنيف-2، فيما النظام اتهمه بأخذ طرف في المفاوضات والخروج عن مهمته.كل هذا يبدو أنه أوصل الإبراهيمي إلى قناعة بأن مهمته قد فشلت، ولم يبق أمامه إلا تحديد موعد للاستقالة، فيما يعود عبء البحث، وإن شكلياً، عن حل للأزمة السورية إلى أحضان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من دون دعم مجلس الأمن المعطل من قبل روسيا.ويطرح اسم وزير الخارجية التونسي الأسبق، كمال مرجان، الذي بقي في منصبه لسبع سنوات حتى الإطاحة بالرئيس بن علي، ليكون الوسيط الدولي رقم ثلاثة، ولكن مثل عنان والإبراهيمي، فالوسيط الثالث سيعين من دون دعم دولي كاف، ولا آليات لتطبيق ما قد ينجح بالتوصل إليه.
International
أنباء عن استقالة وشيكة للإبراهيمي
01 مايو 2014