اعتبر صاحب الجلالة الملك خوان كارلوس ملك مملكة أسبانيا الزيارة التي يقوم بها حالياً لمملكة البحرين تلبية لدعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين تأسيساً هاماً لمزيد من لبنات التنسيق و التعاون الفاعل في مختلف المجالات الحيوية التي تهم البلدين. وفي كلمة لجلالته خلال المنتدى الأسباني البحريني بقصر الشيخ حمد في القضيبية بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، أعرب جلالته عن سعادته للقيام بهذه الزيارة الهامة التي يرافقه فيها وفد رسمي رفيع المستوى ونخبة من ممثلي قطاع الأعمال في أسبانيا، منوهاً بما تم عقده من اجتماعات هامة وتوقيع اتفاقات هامة تمهد الطريق و تفتحه واسعاً لتحقيق الطموحات المقترنة بالمسار المميز للعلاقات البحرينية الأسبانية الوثيقة و الوطيدة. و أشار جلالته الى اهتمام وحرص بلاده لتعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، و في هذا السياق أكد على ما تحوزه مملكة البحرين من أهمية في هذا الإطار نظراً لما تحوزه من موقع في قطاعات الأعمال والأنشطة والمصرفية المالية والخدمات، مضيفاً جلالته أنه ومع تنامي مستويات التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ إلا أن هناك تطلعاً للوصول إلى مستويات أعلى من العلاقات والتنسيق. وأعرب جلالته عن الرغبة في تشجيع الشركات و المؤسسات الأسبانية لتعزيز حضورها في مملكة البحرين و تسخير خبرتها العريقة للتبادل الفعال في مختلف المجالات و منها الطاقة و المياه و تقنية المعلومات و البنى التحتية.وقال جلالته إن أسبانيا أدت بجهودها الدؤوبة إلى التعامل الفعال مع مختلف المتغيرات و المتحديات مما أدى لتعزيز موقعها الاقتصادي و ما تستطيع تقديمه في مختلف القطاعات الحيوية.وأكد جلالته على قرب أسبانيا من العالم العربي و إدراكها لقضاياه و شؤونه و تشجيعها لنجاحه و نمائه، مشيراً إلى أن الشراكة بين أسبانيا كعضو في الاتحاد الأوروبي و مملكة البحرين كعضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو ما يستوجب أن تستمرا في العمل معاً إلى جانب المجتمع الدولي في التعامل الجاد مع القضايا التي تهم العالم العربي، منوهاً في هذا المجال بالدور الذي يضطلع حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى و ثقته برؤيته القيادية في هذا المجال.ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء كلمة أشار فيها إلى ما تشكله العلاقات الثنائية الوطيدة الممتدة بين مملكة البحرين و مملكة أسبانيا من أرضية خصبة لتفعيل المزيد من فرص و إمكانيات النماء و الفوائد المتبادلة، مما لا يرتكز فقط على البعد السياسي بل يمده كذلك بالدعم و الإسناد التواصل على الصعيدين الثقافي و الإنساني و ترفده العلاقات و الاقتصادية بشريان حيوي من التنسيق و التعاون المشترك البنّاء.ورحب سموه مجدداً بمقدم جلالة الملك خوان كارلوس ملك أسبانيا لمملكة البحرين ، واعتبر سموه في كلمته خلال المنتدى القطاع الخاص في البلدين عنصراً محورياً في تدعيم أسس هذه العلاقات و الإسهام بشكل ملموس في تلبية الطموح لرفع مستويات العلاقات الثنائية، في إطار ما تدركه قيادتي البلدين من جدوى بناء جسور العمل المشترك و التنسيق.وتطرق سموه خلال الكلمة إلى مسار العلاقات الثنائية منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعين عاماً بين مملكة البحرين ومملكة أسبانيا وما شهدته من النماء مستمداً من أسس الصداقة العزيزة و مسار التعاون و التنسيق المشترك عوامل تعزز تواصل تطوره منذ ذلك الحين في عدد من المحطات وصولاً إلى عام 2008 إذ تم توقيع اتفاقية لحماية التعاون الاقتصادي والتجاري وقد نتج ذلك عن أمثلة كثيرة للشراكة البحرينية الأسبانية مصحوبة بتجاوز التبادل التجاري قيمة المائتي مليون دولار أمريكي، و لكن مع كل ما تحقق تبقى هناك أفق واسعة تحمل فرصاً و حوافز أكبر.وقال سموه إن انعقاد هذا المنتدى اليوم كإحدى جوانب زيارة جلالة الملك خوان كارلوس يؤكد على الدور الهام للاقتصاد و العلاقات التجارية للانتقال إلى مرحلة أكثر فاعلية و أوسع نطاقاً من تحقيق المصالح المشتركة للبلدين على مستويات أعلى أثراً و تأثيراً مما يضفي المزيد من الحيوية و الديناميكية لمردود تعزيز جسور التواصل معها.و اعتبر سموه إن الاهتمام المتبادل المتمثل في هذا الجمع بين البلدين يحفزه إدراك مشترك للامكانات و الفرص التي تحملها أفق العلاقات الثنائية من إحترام و تقدير للمكانة الحضارية و التاريخية و الثقافية للبلدين و ما يجمعهما من إقبال على الانفتاح و التواصل البنّاء في جميع المجالات.و أكد سموه أن مملكة البحرين تثمن قيمة الشراكات مع الأصدقاء مثل أسبانيا، التي برهنت أن قوة الأوطان لا تكمن في تفادي الصعوبات و حسب بل في كيفية التعامل الفعال معها حال حدوثها.و أشار سموه إلى أن البلدين على إطلاع بما يمكن أن يؤدي إليه حضور التطرف في المجتمعات من آثار مؤسفة تعجز حتماً عن تحقيق أي مردود يفيد الأوطان، لكن البلدين بتجربتهما الحضارية الراسخة ملميّن أيضاً بالمردود المثمر لمد جسور التوافق و التواصل و التفاهم لتدعيم الوحدة و الأطر الوطنية و سيادة القانون، مع الأخذ بعين الاعتبار ان احترام الاختلاف و الفروقات يثري الأمم. وقال سموه إن مملكة البحرين مستمرة في خطاها نحو المزيد من تحقيق الرؤى التي ينشدها الوطن بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الرامية لمستويات أكثر تقدماً من الازدهار و التنمية في مختلف المجالات.واعتبر سموه ان ذلك يتحقق بعزم جاد من القيادة يقوي إقدامه ما يتحلى به البحرينيون من مسؤولية وطنية تشجعهم على مزيد من الانتاجية و إثبات قدراتهم في مختلف المواقع العامة و الخاصة، مشيراً سموه في هذه الصدد الى إن مسيرة التطور في مملكة البحرين التي كانت أول دولة خليجية يكتشف فيها النفط استوعبت أهمية التركيز على قوة الموارد البشرية إلى جانب استثمار الموارد الطبيعية.كما تناول سموه في كلمته الدور المؤثر الذي اضطلع به الراحل رئيس الوزراء الأسباني السابق أدولفو سواريز غونزالز إسهاماً في بناء أسبانيا الحديثة بمقوماتها المتينة المشهود لها، مشيراً سموه في ختام كلمته إلى تطلعه أن يتم تبادل الزيارات بين الجانبين بزخم أكبر ينسجم مع المستوى المتقدم للعلاقات بين البلدين.ثم شهد المنتدى كلمات من الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة وزير شؤون الدفاع وبيدرو مورينيس ايولات وزير الدفاع الأسباني وخوزيه مانويل سوريا لوبيز وزير الصناعة و الطاقة و الاقتصاد وحسن بن عبدالله فخرو وزير الصناعة و التجارة وآنا ماريا باستور جوليان وزيرة الأشغال العامة و المواصلات وعصام خلف وزير الأشغال ورشيد بن محمد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي، تم فيها تناول معطيات و آفاق التعاون و التنسيق في القطاعات التي ضمن مسؤولياتهم. ثم جرت جلسة نقاش في مجال الأعمال و الاستثمار ضمت كلا من جواد الحواج نائب رئيس مجلس إدارة غرفة البحرين للتجارة و الصناعة و د. عصام فخرو رئيس مجلس إدارة عبدالله يوسف فخرو و أولاده وعبدالرحمن جواهري رئيس شركة البحرين للبتروكيماويات ومحمود الكوهجي الرئيس التنفيذي لممتلكات و د. سامر الجشي المدير التنفيذي لشركة بي اف جي انترناشيونال و من الجانب الأسباني خافيير مونزون رئيس شركة اندرا و بابلو فزكويز فيغا رئيس شركة انيكو و خوان بيجار الرئيس التنفيذي لشركة اف سي سي. واختتم المنتدى بمداولات بين ممثلي قطاعات الأعمال في البلدين.