حين قررت المملكة العربية السعودية تطوير منطقة العوامية وفتحها بتخطيط مدينة عصرية جديدة «المسورة»، فإنها تكون قد قررت دمج المواطنين السعوديين الذي كانوا أسرى الجماعات الدينية في الداخل، بأن تكسر الحصار الذي احتكر فيه الشيرازيون بشيخهم المقبور نمر النمر الجماعات الإحسائية.
سنوات من الانغلاق تراجعت فيها الدولة عن بسط سلطاتها احتراماً للخصوصية فكانت النتيجة هي أسر تلك الجماعات وعزلها عن الدولة، واليوم تعالج الدولة خطأها وتكسر ذلك الحصار وتفتح المناطق لإعادة دمجها مع بقية شركائها في المجتمع.
هذا الذي يجب أن نخطط له في مناطق الحصار في البحرين، في الدراز، وفي نويدرات، وفي بعض مناطق سترة، لا ينفع العلاج الأمني فقط، وتخليص تلك الكنتونات من مشايخ الإرهاب وفك الحصار، بل لا بد من إعادة تخطيطها بشكل عصري بحيث يخدم التخطيط خطط تفكيك التجمعات وإعادة دمجها الوطني من جديد.
لا ننسى أننا نتكلم عن وطن واحد وعن مواطنين دون النظر لمعتقداتهم الدينية، عن مواطنين حالهم حال أي مواطن لا يجب أن يكون خاضعاً تحت أي سلطة غير سلطة الدولة، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من وضع برامج للدمج تمنع وجود مراكز سلطوية غير تلك التابعة للدولة مرة أخرى، وعدم التهاون في الانغلاق العمراني الذي يلحقه انغلاق فكري وعزلة عن الدولة.
التخطيط العمراني كان أحد عوامل تسهيل الحصار والانغلاق، فتولدت في الداخل المنغلق زعامات شعبية سدت العقول مثلما سدت المنافذ، احتكرت المعرفة والمعلومة واحتكرت مقاعد الجنة للبسطاء، ومنعتها من الاندماج مع شركاء الوطن، تمهيداً لمنع سلطة الدولة عنهم.
منعت عليهم قراءة صحف أخرى، منعت عليهم مشاهدة محطات تلفزيونية محلية، منعت عليهم مصادر التنوير والتعليم والمعرفة وحتى الترفيه، ما كان ذلك ممكناً والتخطيط العمراني منفتح ويسمح أن تصل مراكز الانفتاح للداخل.
فالترفيه عند جماعته في المناسبات الدينية البسيطة جداً فلا يصل عدد الاحتفالات الدينية على مدار السنة إلا أياماً معدودة وبقيتها كانت مناسبات للحزن، والتثقيف مسموح في حدود من يرضى عليه ومن يخرج من تلك الحدود فيقصى من المكان والزمان ويحارب، والصحف التي يسمح بقراءتها أو بيعها داخل مناطقهم تلك التابعة له، والمدارس التي يؤمها أبناء تلك المناطق لا يرتادها غيرهم ولا يدرس فيها إلا أبناء مناطقهم.
مشاهد إزالة المخالفات من الدراز بينت إلى أي مدى كانت سهولة إغلاق العقول بقدر ما كانت سهولة إغلاق الشوارع الضيقة والملتوية، وهي التي سهلت على الزعمات الشعبية اعتبار تلك المنطقة دولتهم الخاصة وغلقها على الجماعات القاطنة هناك واحتكار السلطة فيها.
التفكيك الانغلاق والاحتكار عملية صعبة، وإعادة الدمج عملية أصعب، وإزالة الحواجز والسواتر لا تكون في الشوارع فقط، بل إزالتها من الشوارع ومن العقول معاً، الحواحز التي تحول بين المواطنين في تلك المناطق وإعادة دمجهم في الدولة ستلقى مقاومة أولها بتحوير هذا المقال من كتاب صحيفة الولي الفقيه، الذين سيعملون على تحوير القول وجعل هذا مقالاً «طائفياً» ومقالاً يدعو إلى إبادة وتهجير الشيعة إلخ.. من أدوات مقاومة غلق دكانهم، وذلك متوقع، فنحن ندعو إلى تجريدهم من الهيمنة والاحتكار، ونفضح مدى استغلالهم لمعاناة الآخرين، لكنها مهمة وطنية تستحق العناء وتستحق التعب وتستحق أي مبالغ مالية تكون كلفة لها.
سنوات من الانغلاق تراجعت فيها الدولة عن بسط سلطاتها احتراماً للخصوصية فكانت النتيجة هي أسر تلك الجماعات وعزلها عن الدولة، واليوم تعالج الدولة خطأها وتكسر ذلك الحصار وتفتح المناطق لإعادة دمجها مع بقية شركائها في المجتمع.
هذا الذي يجب أن نخطط له في مناطق الحصار في البحرين، في الدراز، وفي نويدرات، وفي بعض مناطق سترة، لا ينفع العلاج الأمني فقط، وتخليص تلك الكنتونات من مشايخ الإرهاب وفك الحصار، بل لا بد من إعادة تخطيطها بشكل عصري بحيث يخدم التخطيط خطط تفكيك التجمعات وإعادة دمجها الوطني من جديد.
لا ننسى أننا نتكلم عن وطن واحد وعن مواطنين دون النظر لمعتقداتهم الدينية، عن مواطنين حالهم حال أي مواطن لا يجب أن يكون خاضعاً تحت أي سلطة غير سلطة الدولة، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من وضع برامج للدمج تمنع وجود مراكز سلطوية غير تلك التابعة للدولة مرة أخرى، وعدم التهاون في الانغلاق العمراني الذي يلحقه انغلاق فكري وعزلة عن الدولة.
التخطيط العمراني كان أحد عوامل تسهيل الحصار والانغلاق، فتولدت في الداخل المنغلق زعامات شعبية سدت العقول مثلما سدت المنافذ، احتكرت المعرفة والمعلومة واحتكرت مقاعد الجنة للبسطاء، ومنعتها من الاندماج مع شركاء الوطن، تمهيداً لمنع سلطة الدولة عنهم.
منعت عليهم قراءة صحف أخرى، منعت عليهم مشاهدة محطات تلفزيونية محلية، منعت عليهم مصادر التنوير والتعليم والمعرفة وحتى الترفيه، ما كان ذلك ممكناً والتخطيط العمراني منفتح ويسمح أن تصل مراكز الانفتاح للداخل.
فالترفيه عند جماعته في المناسبات الدينية البسيطة جداً فلا يصل عدد الاحتفالات الدينية على مدار السنة إلا أياماً معدودة وبقيتها كانت مناسبات للحزن، والتثقيف مسموح في حدود من يرضى عليه ومن يخرج من تلك الحدود فيقصى من المكان والزمان ويحارب، والصحف التي يسمح بقراءتها أو بيعها داخل مناطقهم تلك التابعة له، والمدارس التي يؤمها أبناء تلك المناطق لا يرتادها غيرهم ولا يدرس فيها إلا أبناء مناطقهم.
مشاهد إزالة المخالفات من الدراز بينت إلى أي مدى كانت سهولة إغلاق العقول بقدر ما كانت سهولة إغلاق الشوارع الضيقة والملتوية، وهي التي سهلت على الزعمات الشعبية اعتبار تلك المنطقة دولتهم الخاصة وغلقها على الجماعات القاطنة هناك واحتكار السلطة فيها.
التفكيك الانغلاق والاحتكار عملية صعبة، وإعادة الدمج عملية أصعب، وإزالة الحواجز والسواتر لا تكون في الشوارع فقط، بل إزالتها من الشوارع ومن العقول معاً، الحواحز التي تحول بين المواطنين في تلك المناطق وإعادة دمجهم في الدولة ستلقى مقاومة أولها بتحوير هذا المقال من كتاب صحيفة الولي الفقيه، الذين سيعملون على تحوير القول وجعل هذا مقالاً «طائفياً» ومقالاً يدعو إلى إبادة وتهجير الشيعة إلخ.. من أدوات مقاومة غلق دكانهم، وذلك متوقع، فنحن ندعو إلى تجريدهم من الهيمنة والاحتكار، ونفضح مدى استغلالهم لمعاناة الآخرين، لكنها مهمة وطنية تستحق العناء وتستحق التعب وتستحق أي مبالغ مالية تكون كلفة لها.