تعكس ملصقات النساء بعيون مكحلة وأظافر مطلية بألوان زاهية على واجهات صالونات التجميل في كابول صورة زاهية لكنها بعيدة عن الواقع اليومي المعقد للأفغانيات اللواتي ما زلن يعانين جراء القيود المفروضة عليهن. فبعد إسقاط حكم طالبان سنة 2001 إثر الغزو الأميركي الدولي لأفغانستان، انتشرت هذه الصالونات بدرجة كبيرة في العاصمة الأفغانية. وتنتشر هذه المواقع على شوارع بأكملها في وسط المدينة حيث تغطي واجهات المحال صور لنساء متبرجات مع شعر مصفف بتصاميم حديثة، فيما يحجب ستار عازل الرؤية عند المدخل. في هذه المحال البعيدة عن اليوميات المضطربة للسكان، يمكن لكل امرأة أن تحلم بالتشبه بنجمات هوليوود بعيدا عن أنظار الرجال ووصايتهم. فالصالونات مناطق محرمة على الرجال.

وباستثناء حديقة النساء في كابول، تعد مثل هذه الأماكن نادرة جدا في أفغانستان. بعد اجتياز عتبة المحل، تخلع النسوة حجابهن أو البرقع ليلتقين بأخريات من الأجيال كافة يرتدين في الداخل ملابس رياضية أو أثوابا مفتوحة على وقع أصوات مجففات الشعر وتبادل الأحاديث بين الزبونات. - مكان "آمن" - وتقول اثينا هاشمي صاحبة صالون هينا "عندما تصطحب عائلة ابنتها الى هنا، تكون مطمئنة لكون المكان لا يضم سوى نساء وهي تعلم أن المكان آمن".

ويستقطب صالون هينا النساء من الطبقات الميسورة والنجمات المحليات وهو الأغلى ثمنا بين المواقع المشابهة له: فتبلغ كلفة "حزمة العروس" التجميلية 136 دولارا وهي تشمل ازالة الشعر عن كامل الجسم بالشمع. وتخضع مزده لجلسة العناية هذه في الصالون لمناسبة زفاف شقيقتها خلال المساء، في حين تخضع كل النساء في العائلة للتبرج والعناية بالأظافر إضافة إلى التزيين بالحنة. وقد ارتدت أكثرية هؤلاء النسوة فساتين السهرة المطرزة وانتعلن الأحذية بكعوب عالية في اللحظات الأخيرة. وتقول الشابة "الأفغانيات يعشقن التبرج وصبغ شعرهن". وهن يفضلن المبالغة في التبرج. وتقول أثينا "بعضهن يقلن لي، هيا ضعي المزيد".