كتب- حذيفة إبراهيم:كشف رئيس اللجنة العليا المنظمة لمؤتمر حوار الحضارات والثقافات الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة عن حضور 150 ممثلاً لـ 15 دولة مشاركة في المؤتمر و24 مشاركاً بين متحدث ورئيس جلسة ومعقب سيشاركون في جلسات المؤتمر الـ12 الذي سيقام في البحرين تحت رعاية جلالة الملك المفدى غداً وحتى الـ 7 من الشهر الحالي، مشيراً إلى أن إمام الأزهر الشريف والذي يعتبر مرجعية 1.3 مليار شخص في الأمة الإسلامية سيكون أحد أهم المتحدثين في جلسات هذا المؤتمر التي ستكون 12 جلسة.وبين الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة، خلال مؤتمر صحافي أمس في فندق الخليج، أن المؤتمر سيفتتحه نيابة عن جلالة الملك المفدى، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، مشيراً إلى أن المشاركين في المؤتمر سيكون لهم لقاء مع جلالة الملك المفدى، حيث سيرفعون التوصيات ومخرجات المؤتمر إلى جلالته حيث ستصدر وثيقة البحرين التي ترفع إلى الأمم المتحدة واعتمادها ضمن الوثائق الخاصة بالأمم المتحدة كوثيقة أممية بعد إقرارها من الجمعية العمومية، وأن تكون البحرين محطة من محطات التواصل في حوار الحضارات.وحول أهم الشخصيات التي ستحضر البحرين، أكد أن الأمير حسن بن طلال والذي كان له باع سابق وطويل في تشكيل مؤسسة آل البيت في حوار الحضارات بالأردن، إضافة إلى صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل الذي يرأس مؤسسة فيصل، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد سعود الكبير والمشرف على مركز الملك عبدالله في جنيف، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د.إياد مدني، والأمين العام المساعد للجامعة العربية فايقة الصالح، والممثل السامي للأمم المتحدة، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ناصر النصر، والأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني، والبطريارك يوحنا العاشر للكنسية السريالية في إنطاكيا، وممثل بابا الفاتيكان، والبطريارك ارام الأول، والبطريارك هيليسيوس بطريارك الأرمن، ومختلف الأشخاص من أعلى الرتب في الديانة اليهودية، وسيري شنقر ممثلاً للهندوس والذي يبلغ أتباعه 600 مليون حول العالم.وتابع «حرصنا أن تكون توصيات المؤتمر مسنودة ومدعمة بخبراء من الأمم المتحدة في صياغتها، وجامعة ونستر في جنيف لتشارك في صياغتنا، إضافة إلى الأزهر وغيرها من الديانات».وأشار الشيخ خليفة إلى أن «الأمة بخير والفوضى طارئة»، مبيناً أنه طالما هناك قيادات سياسية حكيمة والتي تنعم بالهدوء والسكينة وتحرص على الاستثمار الإنساني، ستظل المنطقة بأكملها آمنة.سكاي نيوزمن جانبه، قال القائم بأعمال مدير عام الاتصال الخارجي في هيئة شؤون الإعلام الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إنه تم الحرص من بداية التحضير للمؤتمر على فتح قنوات التواصل مع وسائل الإعلام المحلية والإقليمية لتجسيد الرسالة السامية التي يحملها المؤتمر باعتبار أن الإعلام والصحافة هما رافدان أساسيان، وأن الشراكة الإيجابية بين الجهتين تستطيع خدمة أهداف هذا المؤتمر ونجاحه، مؤكداً أنه تم الحرص على إلقاء الضوء على توصيات ومخرجات المؤتمر والتي تأتي من أهمية أوراق العمل كمنظومة واحدة نعمل على تسليط الضوء عليها كاملة من خلال العديد من الشركاء الإعلاميين ومنهم «سكاي نيوز عربية» كشريك أساسي ستقوم ببث جلسات المؤتمر ، إضافة لتلفزيون البحرين و«بي بي سي العربية» وقناة «العربية» و«الحياة» والتي ستبث برنامجاً خاصاً عن المؤتمر والمشاركين في ثاني يوم من جلساته، إضافة إلى مشاركة واسعة من دول الخليج والدول العربية لعدد من الصحف والإعلاميين المعروفين أيضاً في روسيا وبريطانيا في هذا الجانب للحضور والمشاركة في تغطية المؤتمر.وأكد الشيخ عبدالله أن اللجنة المنظمة حرصت على تواجد مركز إعلامي متميز ومتكامل لتذليل جميع الصعاب والعقبات أمام الصحافيين سعياً لتسهيل مهامهم في نقل الصورة المشرفة لهذا المؤتمر وأهدافه وتوصياته، مشيراً إلى أنه وخلال أيام المؤتمر سيتم عقد مؤتمر صحافي يومين بعد نهاية الجلسات للحديث عن مخرجات الجلسات.وقال إنه تم تخصيص لجنة للإشراف على مواقع التواصل الاجتماعي وتزويدها بأحدث مستجدات وأخبار المؤتمر وجلساته، مشيراً إلى أنه يتوقع أن يتوسع الإقبال على هذه المواقع مع بداية المؤتمر وقد يصل إلى مئات الملايين من التغريدات.ومن جانبها، أكدت عضو اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر د. فوزية الصالح أن هناك عدداً كبيراً من طلبة الجامعات ومنها جامعة البحرين والجامعة الأهلية وجامعة العلوم التطبيقية والجامعة الملكية للبنات ستشارك بطلبة يتواجدون خلال جلسات المؤتمر لمساعدة الصحافيين في تغطية جلسات المؤتمر، بالإضافة إلى مشاركتهم في الإشراف والتنظيم للمؤتمر، مشيرة إلى أنها ستقدم ورقة خاصة بالمرأة حول المرأة في حوار الحضارات وستتولى رئاسة جلسة خاصة بالمؤتمر، وأنها أشرفت على 4 ورش لطلبة الجامعات المشاركين في المؤتمر والذين تم اختيارهم من قبل اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر بالاتفاق مع الجامعات، معربة عن شكرها لرؤساء الجامعات لتعاونهم في هذا الجانب.الإرث الحضاريوبين الشيخ خليفة إن فكرة المؤتمر منبثقة من الفكر السامي لجلالة الملك المفدى والذي يحمل الإرث الحضاري للبحرين صاحبة التاريخ العريق في الحضارات التي مرت على الجزيرة وأثرت على العقلية البحرينية فيما يخص قبولها للآخر، وهي الرسالة التي يحملها المؤتمر.وأشار إلى أن المؤتمر يتحدث عن تلاقي الحضارات وليس صدامها، وهو ما يجسده دعوة جلالة الملك المفدى ورعايته لهذا المؤتمر كون الدعوات وجهت إلى الرسالات السماوية الثلاث والمعتقدات الأخرى.وقال "ننطلق من مقولة أمير المؤمنين، الإنسان إما نظير لك في الخلق أو في الدين” ونحن نذكر الحضارات القديمة ومن بينها الحضارة الإسلامية والمسيحية وغيرها والتي كانت كل واحدة تكمل الأخرى”.وأكد أن الرسالات السماوية تتابع وتكمل بعضها البعض والإنسانية تتجدد اليوم على أرض المملكة من خلال عاهل البلاد في هذا المؤتمر الحضاري الإنساني الدولي الذي ما إن تم توجيه الدعوات كانت الاستجابة أسرع، مشدداً على أن الحضارة الإسلامية نصت على الإيمان بالرسالات السماوية جميعها.وأشار إلى أن الإسلام يحترم جميع الشرائع السماوية ويختلف معها، ولا يمكن الطعن والتشكيك في أي منها.وأوضح أن القرآن العظيم عندما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة نصت الآيات "ادعوا” وهي تعني عدم الفرض أو الإجبار، والقرآن استخدم لفظة الحسنة للمسلمين.وفيما يخص محاور المؤتمر، أكد الشيخ خليفة أن المحاور هي "البشرية” و”الإنسانية” و”المرأة” والتعددية والمحاصصة وغيرها، مشيراً إلى أن القرآن يساند جميع تلك المحاور.وتابع إن البحرينيين يقبلون التعدد في البحرين وهو متجسد على أرض الواقع، حيث هناك 19 كنسية والسنقول والمعابد الأخرى والمآتم، وتعددية الرسالات السماوية، والمذاهب الإسلامية إثراء للجميع.وقال إن ما يتم الحديث عنه حول حقوق المرأة، فإن القرآن وضع المرأة منذ 1400 سنة وضرب مثلاً في الإيمان على الرجال والنساء.وأشار إلى أن المؤتمر ثري بالمرأة والأجيال المستقبلية، وهو ما دفع اللجنة لإشراك الجامعات البحرينية الخمس، لترسيخ ثقافة التعددية والتنوعية.وبين أن الأمم المتحدة شريك أساسي للمؤتمر، وهي سترأس محور من أعقد المحاور التي تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان.وأوضح الشيخ خليفة بن حمد أن العالم يغلي اليوم، وهناك سفك دماء وقتل أنفس رغم التحريم الموجود في كل الديانات تحت أي مسمى أو ذريعة، مشيراً إلى أن الناس محتاجون ومتعطشون للتطبيب.وبين أن هناك مرضاً متفشياً في الأمة، الجراح التي تمر بها، ولكن الأمة تمرض ولا تموت.وتابع "اليوم المطببون موجودون بدعوة من جلالة الملك المفدى، والبحرين تجدد حضارتها من خلال دعوته لحوار الحضارات والثقافات والمعتقدات”.أشار إلى أن محاور المؤتمر تبث على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى أكثر من 8 ملايين متابع ومشاركة من خارج البحرين.وشدد على أن المؤتمر مطالب بالانتقال من مرحلة الشعارات الإعلامية الصورية إلى التفعيل والتطبيق والمعايشة، مشيراً إلى أن حمل الثقة الملكية السامية من قبل العاملين على المؤتمر تحتم عليهم أن يكونوا على قدر الأمانة.وقال "مهما علت الغبرة ستنزل، العالم يجسد اليوم رغبته الصادقة من خلال استجابته لدعوة صاحب الجلالة الملك المفدى، ليعطي مثالاً كبيراً ناصعاً من مختلف الرسالات السماوية والمعتقدات أن الرجال يتمتعون بالعقل والحكمة ولذلك استجابوا ولبوا دعوة صاحب الجلالة”.وأشار إلى أن الناس يحتاجون إلى طب ثقافي وطب روحي من الثقافة الوسطية الصحيحة، مشدداً على ضرورة مواجهة التكفير، حيث ليس هناك مالك أمر الجنة والنار، وأن المسلمين يؤمنون بعصمة الأنبياء ورب العالمين.وأكد أن هذه الفوضى التي تمر بها الأمة طارئة، والجميع متفائل بخير لإنهاء تلك الخلافات.وقال الشيخ خليفة بن حمد إن أول حوار للحضارات في المنطقة كان في البحرين عام 200 بين الإسلام والمسيحية، وكان أول مؤتمر لتقريب المذاهب الإسلامية 2003، مشدداً على أن "الدنيا بخير” ووجود القيادات السياسية الحكيمة في المنطقة تنعم بالهدوء والسكينة والاستثمار الإنساني قبل المادي.وبين أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز شريك أساسي في المؤتمر، مؤكداً أن فكر جلالة الملك المفدى وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في إنشائه مركز حوار الحضارات في فيينا.وفيما يخص تأثير المؤتمر على البحرين، أكد أن لولا أهلية البحرين الحضارية في إرثها الحضاري وقيادتها السياسية الحالية التي تجدد امتداد الإرث الحضاري للبحرين لما عقد هذا المؤتمر.وتابع "وضعنا الاجتماعي اليوم متجسد على الطاولة التي ترونها فالمسيحي والمسلم، وتعدد المذاهب موجود، ونحن ننظر إلى أن التعددية متجسدة في المذاهب المشهورة سواء السنية أو غيرها، وهو ما تطبقه القيادة على السياسية بتعاملها مع الرسالات السماوية ومختلف القيادات أو المجتمع البحريني بمكوناته جميعها”.وأكد الشيخ خليفة أن الفرق في أصلها متعايشة، أما الفئات التي تخرج عن هذا الإطار فهي "مشكلتهم هم”، مبيناً أنه شارك في العام 2002 في ذكرى استشهاد الحسين في مآتم القصاب.وقال "شعارنا في المؤتمر هو الشجرة الخضراء، وهي السماء التي تظلنا جميعاً سواء مسلمين أو يهود أو غيرها من الطوائف”.وأكد وجود وفد من اليهود سيشاركون في المؤتمر، مشيراً إلى وجود يهود بحرينيين، وأن البحرين تفتخر بحضارتها وتعايشها مع جميع الطوائف والأديان.نتيجة المؤتمرمن جانبه، قال المطران كاميلو مطران الكاثوليك وممثل الفاتيكان في منطقة الخليج "لا يمكن أن ننتظر نتيجة المؤتمر حل كل المشاكل أو تغيير العالم والعلاقات فيما بينهم، وهذا المؤتمر هو خطوة أولى من خطوات سابقة وهي مهمة جداً ولكن الأهم فيما بعد المؤتمر كيف نواصل التوصيات وكيف نحقق أمنيات والتي سنرعاها في مؤتمر”.وتابع "أنا أعطي أهمية كبيرة جداً لما بعد المؤتمر وكيف نكمل ونواصل ونعيش لكي نحقق أهداف المؤتمر”.بناء السلامبدوره، عبر نجيب فريجي، عن شكره لجلالة الملك حمد لاستضافته وهو ما يعتبر مساهمة فريدة من نوعها في تعزيز رسائل ومهام الأمم المتحدة لبناء السلام والأمن العالميين.وتابع "السؤال الذي يمكن أن يطرح ما هي أهمية المؤتمر بالنسبة لسلسلة وحلقات المؤتمرات التي انطلقت منذ 2005 حيث انطلاق ما يسمى بحلف الحضارات في مبادرة مشتركة بين تركيا وإسبانيا والتي تبلورت إلى حوار الحضارات والأديان وحوار الشعوب والثقافات”.وبين فريجي أن العالم يصبوا إلى أن تتجسد هذه الرسالة التي جاءت بعنوان هذا المؤتمر وهو الحضارات في خدمة الإنسانية وهي ما جاءت بها مملكة البحرين، وانطلاقاً من الحوار للنظر فيما سيقدمه المؤتمر من تجسيد وتطبيق لكل ما جاء فيما سبقه من مرئيات وتوصيات وتقارير وصولاً إلى الخطوات الأخرى.أقدم كنيسةوفي السياق ذاته، قال راعي الكنسية الإنجيلية الوطنية في البحرين القس هاني عزيز إن الكنيسة في المملكة والخليج هي الأقدم في الخليج، حيث عمرها أكثر من 108 عام.وبين أن البحرين تشهد تعايش جميع الأطياف والحضارات والأديان في البحرين، مشيراً إلى أن المؤتمر يلمس الشارع البحريني والفرد البسيط، حيث الهدف منه ليس فقط الإعلان الخارجي، حيث من المهم نجاحه في الداخل والخارج.وقال إن الرئيس وأعضاء اللجنة التنظيمية للمؤتمر حرصوا على توصيل فكرة المؤتمر وحصول تفاعل في الشارع البحريني والخارج لأبسط شخص في البحرين، مؤكداً أنه كلما اهتمامنا بالداخل سينجح الخارج أيضاً.