يا رب جئتك مشتاقاً إليك.. جئتك والهموم تكسوني، وخطوب العيش تثقلني.. ما لي سوى طريق حبك ومرضاتك أسير عليه لأدرك حاجتي.. من لي سواك أشكو إليه بثي وحزني.. كما قال يعقوب لأبنائه: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون". أبث إليك حاجتي وسؤلي.. فأنت أعلم بما يحيط في نفسي.. حفظتني من كل البلايا، ورعتني رحمتك وكرمك وإحسانك منذ أن كنت صغيراً.. فكل مراتب الحياة وإنجازاتها ونجاحاتها فإنما الفضل إليك وحدك.. وكل فرحة وسعادة وقطرات دمع أسكبها.. إنما هي من أفضال جودك وكرمك يا أكرم الأكرمين..

اللهم لك الحمد فقد أسعدتني كثيراً وفرجت عني كثيراً ويسرت أموري وشرحت صدري، ورزقتني الخير والطمأنينة والأمن.. لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مبارك فيه كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. فقد يسرت لي دروب الهداية وجعلتني من دعاة الخير والصلاح والرشاد في دروب الحيارى، وأسبغت علي من نعمتك وفضلك فيسرت لي العمل في ميادين الأجور.. أعلم حرفاً لطفل لم يقرأ بعد.. ثم أعلمه آيات قرآنية آتت ثمارها في موعد قطوف الثمار.. وأعلمه درسا حياتيا يستفيد منه عندما يكبر.. لك الحمد أن سخرت لي طرق الخير لكي أجني منها ثمار الأجر في الآخرة..

لك الحمد ربي أن وهبتني صبراً على مشاق الطريق.. وأسألك أن تمنحني صبراً كاملاً يصحبني حتى موعد الرحيل..

لك الحمد على سترك وعفوك ومغفرتك.. لك الحمد على كل نفس أتنفسه، وكل نظرة أنظر بها في الخير.. وعلى كل خطوة أخطوها في طريق مرضاتك..

اللهم أسألك أن تسخر لي كل طريق يدلني إليك فإنما أعيش لأداء رسالة سامية أرجو أن ألقاك بها بعمل متقبل.. اللهم سخر لي من عبادك من يدلني على أبواب الخير، ويمسك بيدي للمسير نحو الجنان الخالدة..

اللهم بعزتك وبقدرتك وبكرمك.. أسألك أن تصرف عني وعن كل أحبابي كل شر وسوء وبلاء وفتنة، وأن تصرف عني كل ضير وسقم وكيد البشر.. وأن تجعلني في ظل حماك ورضاك..

وأسألك العفو والعافية وحسن الخاتمة والفردوس الأعلى من الجنة.. اللهم آمين..

إشراقة:

تحتاج أن تناجي ربك في سجودك فهو القرب الحقيقي للمولى الكريم.. وتخرج كل ما في نفسك إليه، وتسأله وهو الكريم الذي لا يبخل عن عباده.. المناجاة تريح النفس وتسكب قطرات السكينة والطمأنينة على حياتك، وتجدد من قربك إلى المولى الكريم..