حين نتفكر في المبادرات الخليجية يتبادر إلى الذهن العدد الكبير الذي مني منها بالفشل، لكن ليس من الموضوعية نسيان مبادرات خليجية نجحت في حقن دماء عربية وإسلامية عدة. فالمبادرة في العلاقات الدولية فكرة وخطة عمل تطرح لمعالجة قضايا راهنة. فالبديل لثقافة الكراهية هو فهم الآخر لقبول الآخر عن طريق الحوار معه. لكن ردات فعل المكونات الإقليمية تظهر وكأن المبادرات الخليجية غير ملزمة ويتم قبولها بابتسامة منوليزية. وذلك ما جعل الخليجيين يتحركون في فضاءات مختلفة عن فضاءات دول التحدي الإقليمي. ولا نحتاج لتوسيع دائرة الأمثلة من أجل إضاءة هذه الإشكالية، فالمبادرة العربية التي أطلقها الملك عبدالله رحمه الله في بيروت في مارس 2002 أحد هذه الأمثلة، فقد كانت فكرتها بسيطة، وتتمثل في تقديم الدول العربية أمناً جماعياً للنظام الصهيوني، مقابل انسحابه من الأراضي السورية واللبنانية، والضفة الغربية وقطاع غزة وإقامة دولة فلسطينية، وعودة اللاجئين عبر اتفاقية سلام بشكل دائم.
أما المثال الثاني فهو الحوار مع طهران بعد تصريحات من أعلى مستويات النظام تزعم الرغبة بإجراء حوار مع دول الخليج، ثم ختمت تلك التلميحات بطلب الكويت للتوسط مع بقية دول الخليج للقبول بفتح حوار جديد. وعلى النقيض من الصهاينة تبدو المبادرة الخليجية التي حملتها الكويت لطهران أسهل ويتوقف نجاحها على تغيير طهران لسلوكها عبر انتهاج مبادئ حسن الجوار، والتخلي عن التدخل في شؤون الغير والسياسة الطائفية.
ولكن الأيام تمر ولم نتسلم أي رد حول الورقتين لتل أبيب أو طهران، ولم نسمع أنها أوراق مهمة، وفعالة، وتُنهي حالة الاحتقان، فلماذا؟!
سيجد من يفلح في فكّ رموز المنطق الذي يتحكم في المبادرات الخليجية أنها تصل المتلقي وكأنها «نصيحة»، فإن قبلتها فأنت مؤدب ومطيع، وإن رفضتها فلا لوم عليك لأنها غير ملزمة، جراء عدم حشد القوة الناعمة أو الصلبة خلفها. كما يمكننا القول بعدم نجاحنا في تسويق العرض المقدم في المبادرة بشكل صحيح مباشرة إلى الشعوب بتلك الدول. كما يعيبها سوء التوقيت حيث منحت طهران وتل أبيب فرصة لالتقاط أنفاسهما. كما أن المبادرات هدفها التغيير، ولم نراعِ أن يكون تغييراً صغيراً ومتدرجاً في البداية، وأن تكون المبادرات نابعة منا وليست جواباً على مقترحات وتلميحات نقرؤها خطأ من الطرف الآخر.
* بالعجمي الفصيح:
يستعد ترامب لطرح خطة سلام إقليمية مع الصهاينة استناداً على المبادرة العربية التي كانت بالأصل خليجية. وفي كلمة ألقاها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال إن «الحل لدول الخليج يكمن في ضرورة التفاوض مع إيران». فهل ستأخذها الأطراف المعنية كنصيحة أو كمبادرة؟!
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
أما المثال الثاني فهو الحوار مع طهران بعد تصريحات من أعلى مستويات النظام تزعم الرغبة بإجراء حوار مع دول الخليج، ثم ختمت تلك التلميحات بطلب الكويت للتوسط مع بقية دول الخليج للقبول بفتح حوار جديد. وعلى النقيض من الصهاينة تبدو المبادرة الخليجية التي حملتها الكويت لطهران أسهل ويتوقف نجاحها على تغيير طهران لسلوكها عبر انتهاج مبادئ حسن الجوار، والتخلي عن التدخل في شؤون الغير والسياسة الطائفية.
ولكن الأيام تمر ولم نتسلم أي رد حول الورقتين لتل أبيب أو طهران، ولم نسمع أنها أوراق مهمة، وفعالة، وتُنهي حالة الاحتقان، فلماذا؟!
سيجد من يفلح في فكّ رموز المنطق الذي يتحكم في المبادرات الخليجية أنها تصل المتلقي وكأنها «نصيحة»، فإن قبلتها فأنت مؤدب ومطيع، وإن رفضتها فلا لوم عليك لأنها غير ملزمة، جراء عدم حشد القوة الناعمة أو الصلبة خلفها. كما يمكننا القول بعدم نجاحنا في تسويق العرض المقدم في المبادرة بشكل صحيح مباشرة إلى الشعوب بتلك الدول. كما يعيبها سوء التوقيت حيث منحت طهران وتل أبيب فرصة لالتقاط أنفاسهما. كما أن المبادرات هدفها التغيير، ولم نراعِ أن يكون تغييراً صغيراً ومتدرجاً في البداية، وأن تكون المبادرات نابعة منا وليست جواباً على مقترحات وتلميحات نقرؤها خطأ من الطرف الآخر.
* بالعجمي الفصيح:
يستعد ترامب لطرح خطة سلام إقليمية مع الصهاينة استناداً على المبادرة العربية التي كانت بالأصل خليجية. وفي كلمة ألقاها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال إن «الحل لدول الخليج يكمن في ضرورة التفاوض مع إيران». فهل ستأخذها الأطراف المعنية كنصيحة أو كمبادرة؟!
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج