كما جرت العادة، تشكل المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم مبارزة خاصة بين مدربي الفريقين المتأهلين، وفي نهائي العام الحالي بين يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني، تكتسي هذه المبارزة بطابع خاص كونها تجمع بين مدرب يحمل من الخبرة ما يساعده على تذليل كافة الصعاب الفنية، وآخر شاب يخوض أول موسم كامل له في مسيرته التدريبية.

وبالنسبة لمدرب يوفنتوس ماسيميليانو أليجري، تعتبر المباراة النهائية المقرر إقامتها يوم السبت المقبل في العاصمة الويلزية كارديف أمام ريال مدريد، فرصة لتعويض الإخفاق في إحراز اللقب قبل عامين عندما بلغ النهائي قبل أن يخسر أمام برشلونة 1-3.

وما يميز أليجري هذا الموسم، هو قدرته على التنويع في خطط اللعب، أثناء المباراة الواحدة، حيث يعتمد البيانكونيري على خطة 4-2-3-1 التي خاض بها معظم مباريات النصف الثاني من الموسم الحالي، كما أن الفريق يملك القدرة على التحول لخطة 3-5-2 على حسب سير المباراة، الأمر الذي يساعد أليجري على التنويع في أساليبه التكتيكية، ظهيرا الجنب أليكس ساندرو وداني ألفيس اللذان يجيدان تأدية الأدوار الدفاعية والهجومية بشكل جيد على حد سواء، كما أن الأخير يعتبر مفتاح لعب مهم بالنسبة للمدرب الإيطالي.

وفي الخط الأمامي يعتمد أليجري على الثلاثي خوان كوادرادو وماريو ماندزوكيتش "كجناحين" وباولو ديبالا في المنتصف كرأس حربة وهمي له حرية الحركة، خلف المهاجم جونزالو هيجواين، تلك التركيبة فعالة هجومية بشكل كبير بالنسبة للسيدة العجوز وأثبتت نجاحها بالفعل خلال الموسم الحالي.

في المقابل، يتمسك مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان بخطته المفضلة 4-3-3 التي جلبت له دوري أبطال أوروبا العام الماضي، وذلك بفضل الاعتماد على سرعة كريستيانو رونالدو وجاريث بيل، وتفاهمهما مع الفرنسي كريم بنزيمة الذي يقوم أحيانا بتبادل المراكز مع رونالدو.

هذه الطريقة تمنح ثنائي الوسط الكرواتي لوكا مودريتش والألماني توني كروس فرصة الهيمنة على منتصف الملعب، مع إبقاء البرازيلي كاسيميرو ورائهما كلاعب وسط متأخر يدعم الخط الخلفي من خلال مراقبة مفاتيح اللعب في الفريق المنافس.

وجود كاسيميرو أمام قلبي الدفاع سيرجيو راموس ورفاييل فاران، يسهل مهمة ظهيري الجنب مارسيلو وداني كارفاخال في تنفيذ اختراقاتهما الهجومية، علما بأنهما يلتزمان بواجباتهما الدفاعية عندما يسيطر الخصم على الكرة.

لكن زيدان وجد نفسه مجبرا على تغيير خطته بنهاية الموسم، من خلال الزج بلاعب إضافي في خط الوسط بعد إصابة بيل ، وبالفعل لعب إيسكو دور الملهم في التحرك يمينا ويسارا ضمن منظومة اللعب بخطة 4-4-2، مقابل تبادل سريع في المراكز بين بنزيمة ورونالدو داخل منطقة الجزاء.