أكثر ما يميز شهر رمضان في البحرين، هي تلك اللقاءات التي تجمع المواطنين المخلصين بملكهم الذي يوالونه ويعاضدونه، الملك حمد حفظه الله وسدد خطاه.

هي عادة بحرينية أصيلة، اختطتها قيادة البلاد الحكيمة منذ عقود، كان أساسها هذا الارتباط القوي بين القائد وشعبه، ركائزها الحب والولاء والتكاتف والتعاضد لأن المصير واحد، ولأن التراب الذي ندافع عنه واحد، ولأن قيادتنا على تعاقب العقود، كانت دائماً مع شعبها في «كيان واحد»، تحميه وتذود عنه، وتحافظ على حقوقه وأمنه.

الملك حمد، رجل في تركيبته لا يبقى بعيداً عن الناس أو بمعزل منهم، بل على العكس، هو القريب منهم، صاحب الابتسامة الرائعة حين يلقاهم، وصاحب الروح الطيبة المرحة التي تطال الكبير والصغير، يرتاح الناس حينما يقفون في حضرته، يتحدثون معه، ويعبرون بكل الحب والتقدير عن ولائهم له.

تعلمنا من هذا القائد الكبير، طيبة القلب، وسعة الصدر، والسعي للخير دائماً، هو يملك في قلبه تلك المساحة البيضاء المليئة بالحب والرحمة. وخصال ملكية ورثها عن والده صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، الرجل الخالد في قلوب البحرينيين، حبيبهم الغائب، الحاضر بنجله الشهم الملك حمد، القائد الذي قالها حينما تولى زمام الحكم وتحمل مسؤولية البلد والشعب: «إنني كابن لعيسى، وحافظ لعهده، سوف أحمل لواء نهجه الذي لا يميز بين أبناء الوطن الواحد، في اختلاف الأصول والمذاهب، ولا ينظر إلا لصدق الانتماء الوطني، وروح المواطنة الحقة التي تريد الخير للبحرين وأهلها كافة».

وعليه حينما نرى هذه اللقاءات في رمضان، اللقاءات التي تجمع القائد بأبناء شعبه، والتي تجمع أبناء المناطق المختلفة في البحرين، مدناً كانت أو قرى. مذاهب مختلفة، أديان عديدة، موجود المعتنقون لها في بلادنا -ومنهم مواطنون- يمارسون شعائرها بكل حرية ويسر دون تضييق، حينما نرى هذا التنوع المختلف، الذي يشكل «فسيفساء» المجتمع البحريني، نفهم تماماً ما عناه الملك حمد حينما قال تلك الجملة الخالدة التي أكد فيها كونه امتداداً لوالده الراحل الكبير.

الأرض الطيبة الطاهرة، لا تنبت إلا زرعاً طيباً، يثمر بكل خير، وهذا هو حمد بن عيسى، الرجل الذي لم نقبل ولن نقبل أن تطاله أية إساءة، من أي كاره أو حاقد، تحلقنا حوله، بايعناه، وفي كل يوم تتجدد البيعة له.

شعب البحرين المخلص التقى قائده في هذه الأيام المباركة، في عادة سنوية لن تنقطع بإذن الله، لقاءات صورها وأخبارها تتناقل وتنتشر، تبين لكل من يريد أن يستوعب نوعية العلاقة التي تجمع الملك حمد بالبحرينيين، صور يفهم من خلالها العالم، من هي البحرين، من هو قائدها، من هم شعبها المخلص، ولماذا يحاول المغرضون استهدافنا، وكيف أن هذه اللحمة، هي سبب لاستهداف من يريد الشر لبلادنا.

هذه اللقاءات، هي بيعة متكررة لهذا الرجل الذي نثق به، إعلان ولاء وتعاضد دائم من البحرينيين للملك حمد، قرب ملكي شعبي يحرق كل كاره وخوان.

حبنا لهذا الرجل، قناعة قبل أن تكون شعاراً، لا بد وأن يتمثل به كل مواطن مخلص، في زمن يمثل لنا سلاحنا الأقوى والأوحد في وجه المتربصين والعملاء والحاقدين.

جلالة الملك حمد، كل عام ومملكتك وشعبك بخير، وفي حفظ وصون المولى العلي القدير.