لا أدري ما المقلق وما المخيف في الدعوة لفتح القرى وتطويرها عمرانياً وتمدينها كمشروع يقدم للدولة؟

ما الذي جعل صحيفة «باقون حتى يسقط النظام» وكتابها بمقالاتهم وبحساباتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ينشطون لوصلة الردح التي تشن بشكل مضحك ومسلٍّ لتناغمهما معاً ويخصصانها للهجوم على الدعوة لإزالة الحواجز وتطوير منطقة الدراز وفتحها على المنامة؟

ما الهدف من تحريفها إلى دعوة «للإبادة» و«للتطهير» و«للتهجير»؟ «للتهجير عاد»؟ البحرين كلها تنهي سيرك فيها بالسيارة خلال ساعة من أعلى الرأس إلى ذيلها، فعن أي تهجير تتحدثون؟ من يسمع كلمة «تهجير» يظن أننا نتحدث عن أبناء الموصل الذين هجروهم من مدنهم للعراء.

ما المخيف من التطوير وكيف يصبح النماء والتعمير، تدميراً؟ ما المقلق في الدمج بين السنة والشيعة ديموغرافياً؟ هل كسر الاحتكار مخيف إلى هذه الدرجة؟ هل تخشون على دكاكينكم إلى هذه الدرجة؟ لم لا يكون هناك إيثار لأهل القرى الذين يحتاجون أن يتنفسوا بعيداً عن بضاعتكم، دعوهم يجدون طريقهم إلى شركائهم وطريقهم للدولة، وعلى رأي الإخوة اللبنانيين «حلو عن سماهم». نحن ندعو الدولة إلى مدارس مختلطة لا مدارس مغلقة، ما الخطأ في هذا؟ نحن ندعو الدولة إلى التنبه إلى عدم وجود هيئة تدريس من فئة واحدة مع طلبة من ذات الفئة، ليدرس الشيعي في الرفاع ويدرس السني في الدراز، ما المخيف في ذلك؟

أليست هذه دعواكم؟ أليست الدولة المدنية تستدعي دمج النسيج الاجتماعي؟ لم هناك مدن سنية بحتة ومدن شيعية بحتة، ما المخيف من فتحها؟

لم ترييف المدن وليس تمدين الريف هدفاً؟ الانفتاح الذي ندعو له ليتنفس أهل القرى هواء بحرينياً أصيلاً، بعيداً عن المعسكرات اليزيدية والمعسكرات الحسينية، هواء به عبق الماضي قبل عام 1979، فلم تنغلق القرى وتنكفئ إلا بعد الثورة المدمورة وصاحبها.

نريد البحرين الأصيلة التي درس فيها الشيعة والسنة في ذات المدارس، وسكنوا ذات الأحياء ولعب أطفالهم سوياً وكبروا مع بعضهم بعضاً، نحن ندعو لتطوير القرية وتوسيع شوارعها وفتح منافذها على المدن كتخطيط بدلاً من تلك الشوارع الضيقة والإكثار داخل القرية من الحدائق والأسواق والمراكز الثقافية والمسرح واستغلال الساحات العامة للترفيه وإقامة المسابقات دون الإخلال بخصوصية المكان وبذاكرته، نحن ندعو لعدم استئثار أي عمامة بأي قرية، إذ لم تكن القرية مغلقة على نفسها كما هي الآن يحتكر السلطة في كل قرية عمامة بحجة حمايتها، فهذا عمامته سيستانية وذاك عمامته خامنئية وذاك عمامته شيرازية، الانغلاق حتى بين ذات القرى نفسها والحرب حتى بين العمامات قائم، والواقع يقول إن الدولة تركت كل صاحب عمامة لينصب نفسه زعيماً عليها وميليشياته تمارس البطش والتهديد والابتزاز على أبناء جلدته، لهذا صحيفته تنتفض كلما اقتربت الدولة من مواقع نفوذ شيخها!! وهذا هو المخيف؟ المخيف هو كسر الاحتكار وكسر طوق الشيخ، الخوف من تعدد مصادر المعلومة، فذلك يعني أن مجموعة «باقون حتى يسقط النظام» ستقصى بعد أن ينفضح مدى استغلالها للبساطة والطيبة والرغبة في رضا الرحمن.

دعوهم يتنفسون، وكفوا عن استغلال معاناتهم، دعوهم يلتقون مع الدولة بدلاً من استئثاركم وحدكم بحظوة «اللقاء»، تذهبون للقاء القيادات ليلاً وحروفكم تقطر طعناً فيها وفي مصداقيتها نهاراً «التوقيت رمضاني».

لولا كذبكم وتحويركم وتحريفكم لمدت جسور بين القيادة والبسطاء، لكنكم تحملون معول الهدم يومياً بتحريف البيان وتحوير التصريح وتكذيب الروايات الرسمية، فكيف ستبني جسراً بين سكان القرية وبين شركاء الوطن أو بينهم وبين القيادة وأنتم تبنون السد وراء السد؟

هونوا على أنفسكم قليلاً فوالله ما اهتزت لنا شعرة من حملتكم بل بالعكس نعرف حجم التأثير منها ولله الحمد.