القدس المحتلة - (أ ف ب): تحل الذكرى الخمسون لحرب يونيو 1967، في وقت تتسع الفجوة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مع استمرار عمليات المقاومة ضد الاحتلال وفشل المفاوضات والوعود الفارغة. وتأتي الذكرى بينما الامل مفقود بالتوصل الى تنفيذ حل الدولتين، ووسط شكوك كبيرة تحيط بتعهدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالتوصل الى "اتفاق نهائي". وينظر الجانبان الى نتيجة حرب 1967 بطريقة مختلفة تماما: إذ يرى الاسرائيليون ان انتصارهم على الدول العربية المجاورة يعد تتويجا "لمسعى الشعب اليهودي الذي استمر ألفي عام، بالعودة الى القدس". اما بالنسبة الى الفلسطينيين، فإن الاسرائيليين سرقوا أراضيهم، والمتشددين منهم يبذلون جهودا لتوسيع بلادهم من نهر الاردن الى البحر المتوسط، لإلغاء اي امكانية إقامة دولة فلسطينية. وتعد الحكومة التي يتزعمها حاليا بنيامين نتنياهو الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا بشكل علني الى إلغاء فكرة قيام دولة فلسطينية. ويدعو عدد منهم الى السماح ببقاء الفلسطينيين الذين يرغبون بالبقاء والعيش في "دولة يهودية"، بينما يرى غيرهم وجوب نقلهم الى دول مجاورة. وقال المحامي مايكل لافاير "43 عاما" الذي شارك مع أطفاله في احتفالات جرت الاسبوع الماضي في ذكرى الاحتلال الخمسين للقدس الشرقية "نرغب في ان نحاول إعطاءهم تعويضا". على بعد خطوات قليلة، من مدخل باب العمود الى البلدة القديمة التي احتلتها اسرائيل عام 1967، لا يعلق الفلسطينيون آمالا كبيرة، ولكنهم يتمسكون بموقفهم. وقال محمد كاستيرو "51 عاما" الذي وقف في كشك لبيع القهوة تملكه عائلته منذ عام 1965، "نقول لهم اننا باقون هنا. هذه ارضنا ولن نتركها".
وتبدو الانقسامات والآثار التي تركها النزاع واضحة، من الخلافات حول المواقع المقدسة في القدس وصولا الى الجدار الفاصل في الضفة الغربية المحتلة والحصار المفروض على قطاع غزة المنكوب منذ 10 سنوات. وتتحدث تقارير عن أن اسرائيل كدولة احتلال ربما برزت أكبر قوة عسكرية في الشرق الاوسط بالاضافة الى ريادتها في مجال الشركات الناشئة وصناعة الالكترونيات. لكن البعض يحذر من أنها في طور الانتحار، مع إقامة دولة "فصل عنصري "ابارتهايد"" في حال التخلي عن فكرة حل الدولتين وضم معظم اجزاء الضفة الغربية المحتلة. ويبدو حل الدولتين ميتا تقريبا مع استمرار البناء الاستيطاني، والانقسامات في صفوف الفلسطينيين بسبب النزاع بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس وحركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة. على الرغم من ذلك، يبقى حل إقامة دولتين تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الاساسي للاسرة الدولية لحل النزاع. ويقول دان شابيرو، السفير الامريكي لدى اسرائيل في عهد باراك اوباما "لا نعلم ان كان حل الدولتين ميتا ام لا، ولكن بالتأكيد فان تحقيقه يصبح اصعب فأصعب مع كل عام". ويتابع "ربما هناك نقطة يطفح فيها الكيل، لكن ذلك لا يتضح احيانا الا بعد تجاوز هذه المرحلة بأشواط". واندلعت حرب 1967 في 5 يونيو وانتهت في العاشر منه، وانتصرت فيها اسرائيل على مصر والاردن وسوريا، ما ادى الى احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وصحراء سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية. وفي نهاية المطاف، وقعت اسرائيل اتفاقية سلام مع مصر ثم الاردن، ولكن الصراع مع الفلسطينيين بقي مستمرا. واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الاولى في عام 1987 واستمرت حتى عام 1993. وتم توقيع اتفاقات اوسلو في العام نفسه، وبموجبها اعترفت اسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية التي اعترفت بدورها باسرائيل. وتزامن ذلك مع مصافحة تاريخية بين رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك اسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وبرزت آمال كبيرة. ولكن اغتيال رابين في 4 نوفمبر 1995 بعد ان ألقى خطابا امام تظاهرة من اجل السلام جمعت عشرات آلاف الاسرائيليين في وسط تل ابيب، ثم اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي كانت اكثر قوة من تلك التي قامت عام 2000، من الاحداث التي أظهرت صعوبة إحلال السلام وعمق الفجوة بين الطرفين. في الجانب الفلسطيني اليوم، تسعى حركة حماس الى تعديل صورتها الدولية وطرح نفسها كحركة اكثر اعتدالا، ولكنها تتمسك بعدم الاعتراف باسرائيل. وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الامريكية حول هذا الموضوع في أبريل 2014. وأشار استطلاع رأي أجري مؤخرا ان 78% من الاسرائيليين يعتقدون انه لا توجد اي فرصة للتوصل الى اتفاق سلام في المستقبل القريب. وذكر استطلاع آخر ان 60% من الفلسطينيين يعتبرون ان حل الدولتين أصبح غير قابل للتطبيق. وتقول النائبة في البرلمان الاسرائيلي عليزا لافي من حزب "يش عتيد" الوسطي انها ما تزال تدعم حل الدولتين، ولكن على تل ابيب ان تبقى واقعية. وبحسب لافي "52 عاما"، لا يجب ان تضحي اسرائيل بأمنها، مشيرة الى أن مدينة القدس "عاصمتنا وقلبنا"، ومضيفة "علينا العودة الى طاولة المفاوضات والعثور على حل". الا انها تقول "علينا القيام بذلك مع فهم انه يتوجب علينا حماية أنفسنا". وتستذكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي التي كانت تدرس في بيروت وقت اندلاع الحرب عام 1967، ان هذه الحرب شكلت بداية "الفصل الاكثر إيلاما في حياتي". وتضيف "الامر ليس مجردا او قبل 3 آلاف عام، أنت ترى ليس فقط دولة أقيمت على أرضك، وإنها لا تقوم بالتوسع فحسب، بل أيضا تحتجزك كرهينة، وتحرمك من أبسط حقوقك الاساسية".
وتبدو الانقسامات والآثار التي تركها النزاع واضحة، من الخلافات حول المواقع المقدسة في القدس وصولا الى الجدار الفاصل في الضفة الغربية المحتلة والحصار المفروض على قطاع غزة المنكوب منذ 10 سنوات. وتتحدث تقارير عن أن اسرائيل كدولة احتلال ربما برزت أكبر قوة عسكرية في الشرق الاوسط بالاضافة الى ريادتها في مجال الشركات الناشئة وصناعة الالكترونيات. لكن البعض يحذر من أنها في طور الانتحار، مع إقامة دولة "فصل عنصري "ابارتهايد"" في حال التخلي عن فكرة حل الدولتين وضم معظم اجزاء الضفة الغربية المحتلة. ويبدو حل الدولتين ميتا تقريبا مع استمرار البناء الاستيطاني، والانقسامات في صفوف الفلسطينيين بسبب النزاع بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس وحركة حماس الاسلامية التي تسيطر على قطاع غزة. على الرغم من ذلك، يبقى حل إقامة دولتين تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، المرجع الاساسي للاسرة الدولية لحل النزاع. ويقول دان شابيرو، السفير الامريكي لدى اسرائيل في عهد باراك اوباما "لا نعلم ان كان حل الدولتين ميتا ام لا، ولكن بالتأكيد فان تحقيقه يصبح اصعب فأصعب مع كل عام". ويتابع "ربما هناك نقطة يطفح فيها الكيل، لكن ذلك لا يتضح احيانا الا بعد تجاوز هذه المرحلة بأشواط". واندلعت حرب 1967 في 5 يونيو وانتهت في العاشر منه، وانتصرت فيها اسرائيل على مصر والاردن وسوريا، ما ادى الى احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وصحراء سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية. وفي نهاية المطاف، وقعت اسرائيل اتفاقية سلام مع مصر ثم الاردن، ولكن الصراع مع الفلسطينيين بقي مستمرا. واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الاولى في عام 1987 واستمرت حتى عام 1993. وتم توقيع اتفاقات اوسلو في العام نفسه، وبموجبها اعترفت اسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية التي اعترفت بدورها باسرائيل. وتزامن ذلك مع مصافحة تاريخية بين رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك اسحق رابين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وبرزت آمال كبيرة. ولكن اغتيال رابين في 4 نوفمبر 1995 بعد ان ألقى خطابا امام تظاهرة من اجل السلام جمعت عشرات آلاف الاسرائيليين في وسط تل ابيب، ثم اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي كانت اكثر قوة من تلك التي قامت عام 2000، من الاحداث التي أظهرت صعوبة إحلال السلام وعمق الفجوة بين الطرفين. في الجانب الفلسطيني اليوم، تسعى حركة حماس الى تعديل صورتها الدولية وطرح نفسها كحركة اكثر اعتدالا، ولكنها تتمسك بعدم الاعتراف باسرائيل. وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الامريكية حول هذا الموضوع في أبريل 2014. وأشار استطلاع رأي أجري مؤخرا ان 78% من الاسرائيليين يعتقدون انه لا توجد اي فرصة للتوصل الى اتفاق سلام في المستقبل القريب. وذكر استطلاع آخر ان 60% من الفلسطينيين يعتبرون ان حل الدولتين أصبح غير قابل للتطبيق. وتقول النائبة في البرلمان الاسرائيلي عليزا لافي من حزب "يش عتيد" الوسطي انها ما تزال تدعم حل الدولتين، ولكن على تل ابيب ان تبقى واقعية. وبحسب لافي "52 عاما"، لا يجب ان تضحي اسرائيل بأمنها، مشيرة الى أن مدينة القدس "عاصمتنا وقلبنا"، ومضيفة "علينا العودة الى طاولة المفاوضات والعثور على حل". الا انها تقول "علينا القيام بذلك مع فهم انه يتوجب علينا حماية أنفسنا". وتستذكر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي التي كانت تدرس في بيروت وقت اندلاع الحرب عام 1967، ان هذه الحرب شكلت بداية "الفصل الاكثر إيلاما في حياتي". وتضيف "الامر ليس مجردا او قبل 3 آلاف عام، أنت ترى ليس فقط دولة أقيمت على أرضك، وإنها لا تقوم بالتوسع فحسب، بل أيضا تحتجزك كرهينة، وتحرمك من أبسط حقوقك الاساسية".