برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وبحضور شخصيات عربية وعالمية تمثل قارات العالم أجمع، يتم السبت منح جائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثالثة 2015-2017 لمؤسسة مستشفى سرطان الأطفال بمصر.
وتعد جائزة عيسى لخدمة الإنسانية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط لتكريم العاملين ذوي الأثر العميق في خدمة الإنسانية، وهي واحدة من بين الجهود العديدة التي يبذلها جلالة الملك المفدى من أجل خير البشرية حاضرها ومستقبلها، إضافة إلى جائزة "اليونسكو-الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم"، وجائزة جلالة الملك حمد العالمية للاختراع العلمي.. وغيرها من الجوائز التي أشادت بها المنظمات الدولية.
وتبدو أهمية الجائزة من ثلاثة اعتبارات أساسية، أولها: أنها تحمل اسماً عزيزاً على قلب كل بحريني، وهو اسم الأمير الراحل عيسى بن سلمان طيب الله ثراه الذي عرف بأنه الأمير الإنسان.. فالجميع يذكر لسموه أنه القائد الذي احتضن شعبه، وكلأه برعايته وعطفه، ورسخ خطوات بلاده، واضعاً إياها على مسار التقدم والتمدن، إذ جهزها وأعدها لمواجهة تحديات القرن الـحادي والعشرين منذ فترة مبكرة، وقد ترك سموه قصصاً في غاية الروعة والصدق والطيبة الخالصة والإنسانية، سيتم إلقاء الضوء عليها بعرض فيلم وثائقي متكامل عن حياة سموه وإسهاماته الإنسانية.
ثانيها: أن الجائزة تأتي ضمن جهود مملكة البحرين الدولية للدفع بالتنمية المستدامة من أجل خير البشرية وتحقيق السلام العالمي والتطوير والتحديث والقضاء على الفقر والجوع وإنهاء الحروب عن طريق حل النزاعات المختلفة بالوسائل السلمية. ولذلك تعمل البحرين على احتضان كل جهد يسعى إلى خدمة الإنسانية، ومنها احتضان المملكة العديد من المؤتمرات التي تصب في هذا التوجه كمنتدى "حوار الحضارات والثقافات" مايو 2014، ومنتدى حوار الحضارات يناير 2008، ومنتدى الوسطية بين النظرية والتطبيق فبراير 2005.
ثالثها: نجاح الجائزة في الارتقاء بالعمل الخيري والتنموي في جميع أنحاء العالم، حيث استطاعت الجائزة في دورتيها السابقتين استقطاب مشاركة وصلت إلى 60 إلى 70% من أنحاء العالم، وزاد هذا خلال الدورة الثالثة ويتبدى ذلك من ارتفاع عدد المترشحين للجائزة، مما يؤكد المكانة التي باتت تحظى بها بين مختلف العاملين في المجال الإنساني في العالم.
وهناك العديد من الدلائل التي تؤكد اهتمام مملكة البحرين بأن تحقق جائزة عيسى أهدافها المرجوة وأن تساهم مساهمة فاعلة في خدمة البشرية أهمها: أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى هو الرئيس الفخري للجائزة، وتحظى فعالياتها برعاية سامية من جلالته، مما يعزز مكانة الجائزة وسمعتها على مستوى العالم وموثوقيتها.
كما أن اختيار أعضاء لجنة تحكيم الجائزة يراعى فيه أن يكونوا على مستوى عال من الكفاءة والخبرة في مجال العمل الإنساني، بالإضافة إلى أن اختيار الفائز بالجائزة يأتي بعد مراحل عديدة يتم فيها بذل جهود كبيرة في الاختيار والتدقيق.
والمعروف هنا أنه على مدى عامين تقوم لجنة الترشيح للجائزة والمؤلفة من خبراء اختصاص عالميين يمثلون مختلف قارات العالم، بعقد مداولات في اجتماعات عديدة لاختيار أهم المرشحين وفق معايير دقيقة للترشح خاصة بطبيعة المشروع وأهدافه.
ثم بعدها تقدم اللجنة نتائج التحكيم التي تضم أهم خمسة مرشحين لنيل الجائزة وذلك في تقرير خاص يرفع إلى مجلس أمناء الجائزة، وبناء عليه يشكل المجلس فريق بحث ميداني للسفر إلى أكثر من بلد للتحقق من المشاريع والخدمات الإنسانية المرشحة للجائزة.
إن جائزة عيسى لخدمة الإنسانية ستبقى نبراساً للأجيال الحالية والمقبلة للتذكير بإنسان عظيم وحاكم إنسان، تتجلى روح إنسانيته في كل ما ترك من إنجازات، وكل ما حققه للإنسانية جمعاء؛ كما أن الجائزة تؤكد أن معين البحرين لا ينضب من الرجال الذين ينذرون حياتهم لخدمة الإنسان البحريني والإنسان في كل مكان، وأن جلالة الملك المفدى هو خير خلف لخير سلف، حيث يواصل جلالته جهود مملكة الخير في خدمة الإنسانية ونشر رسائل التسامح والوئام والتعايش في كل أرجاء العالم.