خالد الطيب
في رمضان والكل صائم وبعد سماع أذان المغرب الذي يعلمك بدخول وقت الافطار كم مرة استوقفتك ابنتك أو أختك أو حتى زوجتك عن تناول الطعام ومنعتك حتى تأخذ هي وضعية التصوير المناسبة لتلتقط صورة لسفرة الإفطار من عدة زوايا حتى تجد الزاوية المناسبة التي تظهر جمال السفرة التي تكون في العادة لم تكلف نفسها سوى جلب الماء عليها، هذا الموقف ليس غريباً، فهو أصبح ظاهرة في كل بيت في وقت الإفطار.
وهذا ما أخبرتنا به عائشة محمد (23 عاماً) التي عانت ومازالت تعاني في كل رمضان من هذه الظاهرة إذ تقول إنها تكون قد بلغت من الجوع مبلغه بعد التعب والمشقة التي عانتهما في المطبخ، وهي تساعد والدتها فبين تعب ومشقة تقديم الامتحان والدراسة له والطبخ ومساعدة أمها في أعمال المنزل، يكون الجوع قد أنهكها وتكون في انتظار سماع صوت المؤذن يقول "الله اكبر" حتى تبل ريقها بكأس ماء بارد وتأكل من سفرة الطعام التي تكون مليئة بأنواع كثيرة.
لكن للأسف، فهي تكون صائمة حتى بعد الأذان فلا أحد يطعم الطعام قبل أن تأذن لها أختها الصغيرة حتى لا تفسد جمال السفرة. تقول عائشة إنها من أشد المعارضين لما يسمى "فطور شات" لأنه يقضي على الخصوصية ويجعل الطعام يبرد ويفقد طعمه اللذيذ.
وتتابع لعل أحد أسباب عدم مشاركتها صور الفطور في رمضان هو خوفها من العين والحسد فالطعام يكون كثير على السفرة بشكل مبالغ فتخشى أن يشاهد الصور من لا يذكر الله فيحسدهم.
وعلى النقيض أخبرتنا حصة عادل أنها لا تعارض مايسمى "الفطور شات " فهي ترى أن للفطور جماله الخاص وأن "السناب شات" صنع من أجل مشاركة اللحظات الجميلة مع أصدقائك وأقربائك.
وأي لحظة أجمل من لحظة الإفطار كي تشاركها مع من تحب وهي لحظة لن تتكرر إلا كل سنة فلماذا نفرط فيها ولا نتشاركها مع الأقرباء والأحباء؟
وقالت عائشة إنها تساعد والدتها في تحضير الفطور وترتيبه وتجهيزه في انتظار الأذان فكما تصور لحظات سفرها أو عشائها فهي تصور الإفطار لكن بشكل نادر، وأيدتها في ذلك مريم 21( عاماً) طالبة جامعية، حيث قالت إنها تشارك صور الإفطار وتنفق ما لديها من مال من أجل شراء أغلى الصحون وأشهى الأطباق الرمضانية وترتبهم بطريق إبداعية من أجل تصويرهم حتى تتميز في السناب ولكن هي لا تفعل كل ذلك إلا وهي مجبرة،
فصديقاتها هن من أجبرنها على ذلك فلولا تفاخرهن بمائدة إفطارهن الفخمة التي تحتوي أرقى الأطباق وأفخم المأكولات لما صورت مريم سفرتها.
واشتكت مريم من أن مواقع التواصل الاجتماعي يسبب مشاكل اجتماعية كبيرة منها عدم الرضا وعدم القناعة والسخط على النفس، فكل هذه المشاعر كنت أشعر بها في السابق عندما تحاول إحدى صديقاتي التفاخر بمالها عن طريق تصوير سحورهم أو فطورهم الفخم. وقالت مريم ضاحكة إنها توقفت عن هذه العادة لأنها غيرت صديقاتها وأزالتهن من قائمة الأصدقاء، وتظن أنها قد تصور سفرتها لهذه السنة لكن بهدف مشاركة الإفطار واللحظات الجميلة مع من تحب لا التباهي والتفاخر كما كانت.