صرح رئيس جامعة البحرين أ.د. رياض يوسف حمزة قائلاً: "إنه لشرف عظيم لي ولزملائي في جامعة البحرين بأن نلتقي في رحاب الجامعة بالقائمين على المؤسسة الفائزة بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، والتعرف عن قرب على مشروعهم الإنساني الكبير المتمثل في مستشفى سرطان الأطفال، بجمهورية مصر العربية"، مبيّناً أن الجائزة التي أطلقها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، تحمل معاني عديدة، "بدءاً باستحضارنا للشخصية العظيمة للراحل الكبير، سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، وما قدّمه من خدمات جليلة لا تزال حاضرة في شتى الميادين. كما تعكس الجائزة، روح قيادة مملكة البحرين، وشعبها الكريم، المتطلع لخدمة الإنسانية، والإسهام في رفعتها وتقدمها".
وأكد رياض حمزة الأهمية البالغة لجائزة "عيسى لخدمة الإنسانية" لتكريم الأعمال التطوعية التي تخدم الإنسانية وتشجع عليها، والتي أخذت مكانتها اللائقة على المستوى العالمي، نظراً لدقة اختياراتها للذين يعطون بلا كلل للإنسانية، ويخلقون الأمل عند الفئات الضعيفة، ترسيخاً لخدمة الإنسانة والعمل التطوعي.
يذكر أنه أطلق اسم المغفور له بإذن الله تعالى أمير البحرين الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة على الجائزة، احتفاءً بجهوده المتفانية من أجل الإنسانية، وبدوره المتميز في نهضة البلاد ورفعتها. وقد أعلنت الأمانة العامة للجائزة، أن الفائز في الدورة الثالثة، مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال بجمهورية مصر العربية، ويمنح الفائز بالجائزة شهادة تقديرية، وميدالية من الذهب الخالص، وجائزة مالية قدرها مليون دولار أمريكي.
وكان رئيس مجلس أمناء مستشفى سرطان الأطفال، بجمهورية مصر العربية، أ.د. عمرو عزت سلامة، قد عبّر عن شعوره بالفخر والاعتزاز بفوز المستشفى بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية في دورتها الثالثة، التي فازت بها مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال، معرباً عن سعادته لهذا التقدير والثناء لما تمثله الجائزة من قيمة معنوية ومادية عالية، أسست من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، في العام 2009، لخدمة الإنسانية.
وأشاد أ.د. سلامة، في لقاء مفتوح مع الهيئتين الأكاديمية والإدارية والطلبة في جامعة البحرين أمس (الأحد)، بحضور رئيس الجامعة أ. د. رياض يوسف حمزة، والأمين العام لجائزة عيسى لخدمة الإنسانية علي عبدالله خليفة، ونواب الرئيس، بالدعم الذي تقدمه مملكة البحرين للمستشفى، منذ الزيارة الأولى للمستشفى، حيث قام المؤسسون بجولة في الدول العربية وكالنت مملكة البحرين المحطة الأولى لهم، وأتى الفوز بجائزة عيسى لخدمة الإنسانية، ليكون دافعاً نحو المزيد من العطاء لخدمة الأطفال المرضى بالسرطان.
وأشار رئيس مجلس الأمناء إلى أهمية التبرعات الخيرية في إنجاح المشاريع الإنسانية، مؤكداً أن من أهداف المستشفى تحقيق الاستدامة وتوفير رعاية صحية مميزة، وتعليم متميز، وبحث علمي متقدم. معتبراً أن العمل بروح الفريق الواحد والتعاون والإخلاص في الخدمة كلها من أسباب نجاح هذه التجربة الفريدة على مستوى الوطن العربي.
وقال أ.د. سلامة إننا نتطلع إلى أن نتفرد عالمياً كنموذج للتغيير نحو طفولة بلا سرطان، عبر بناء مؤسسة لديها القدرة على الاستمرار والتطور والنمو لعلاج السرطان والوقاية منه، من خلال البحث العلمي، والتعليم المتطور، وجودة الرعاية الصحية، التي تقدم بعدالة ورفق لرفع معاناة الأطفال مرضى السرطان وأسرهم.
وأعلن أ.د. سلامة أن المستشفى يعمل حالياً على إنشاء مشروعات مستقبلية منها: إنشاء ملحق جديد للمستشفى صديق للبيئة وموفر للطاقة، يحوي 300 سرير، وإنشاء أكاديمية تدريب مؤسسة مستشفى 57357 لعلوم الرعاية الصحية لإعداد جيل جديد من مهنيي الرعاية الصحية القادرين على توفير خدمة عالية الجودة، وإنشاء مركز أبحاث متطور لتطوير طرق العلاج وتحسين نسب الشفاء.
وقال د. سلامة إن جودة الخدمة الطبية التي يقدمها المستشفى وارتفاع نسب الشفاء بالمستشفى إلى 73.7% أدى إلى زيادة الإقبال عليه من جميع أنحاء مصر وهو ما دفع إلى التفكير في مشروعات توسعية حتى يتمكن المستشفى من استقبال أكبر عدد من المرضى.
وتحدث أيضاً الرئيس التنفيذي لمجموعة 57357 مصر أ.د. شريف أبو النجا عن البدايات الأولى لتأسيس المستشفى، مؤكداً أن أولى أشكال الدعم كانت من المرحوم الشيخ متولي الشعراوي الذي شجعهم على الاستمرار لتحقيق الحلم والرؤية، مضيفاً أنه خلال عشرة أعوام تلت التأسيس كانت هناك دفقات مستمرة من المتبرعين الذين وفروا الدعم المادي والمعنوي اللازم لخلق برنامج مزدهر لعلاج سرطان الأطفال الذي شهد الانتقال من جناح يحوي ثمانية أسرة وعيادة خارجية حديثة صغيرة إلى قسم يحوي 320 سريراً وعيادة خارجية حديثة تستقبل 150 مريضاً في اليوم، و1200 حالة جديدة خلال العام.
وقال أ.د. أبو النجا" :إن هذا المستشفى مؤسسة متفردة في قصتها، حيث تمَّ بناؤها والعمل فيها منذ البداية حتى وقتنا الحاضر من خلال التبرعات، ولقد ألهمت رؤية المستشفى ورسالته المصريين من مختلف الفئات"، مؤكداً أنها مثال حي على ما يمكن تحقيقه من خلال العمل الجماعي الذي يؤمن بهدف واحد.
وقد أهدى رئيس الجامعة أ.د. حمزة درعاً تذكارية إلى مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال بهذه المناسبة.
وقد تأسس مستشفى سرطان الأطفال في العام 2007 وكانت مهمته توفير أفضل رعاية مركزية وفرص علاج جميع مرضى السرطان من الأطفال مجاناً دون أية تفرقة.
كما شارك في الحديث عن الخدمات التي يقدمها المستشفى كل من المدير التنفيذي لتشغيل مستشفى سرطان الأطفال الأستاذ وائل عويضة، ورئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان، المهندس لطفي البدراوي.
وكانت الجائزة في الدورة الثانية، قد منحت لمؤسس معهد كالينجا للعلوم الاجتماعية، ومعهد كالينجا للتكنولوجيا الصناعية في الهند، الدكتور أتشيوت، كما منحت في الدورة الأولى لمؤسس منظمةMercy الإنسانية الماليزية د.جميلة محمود.