خالد الطيب
أم سلمان امراة بحرينية متعففة لم تطرق البيبان ولم تجلس عند أبواب المساجد فضلت حفظ كرامتها بالعمل كمراسلة في إحدى المدارس، لم ترحم الحياة ضعفها، فبين نار زوجها الذي أدمن الكحول ونار الشمعة التي أحرقت بيتها تتلخص معاناة 50 سنة عاشتها أم سلمان.
تقول أم سلمان: "استيقظت على صوت ابني الخائف ينذرني بأنه أسقط الشمعة وأحرقت السجادة وانتقل الحريق سريعاً للغرفة والحمام وكان الباب قطعة قماش تسترنا عن أعين الناس، وسرعان ما وصل الحريق للخرقة وأحرقها، ووجدت نفسي محاصرة أنا وابني سلمان والدخان في كل مكان والنار تحيط بنا.. لم أجد مهرباً سوى بطانية تلحفت بها أنا وابني واقتحمت النار وخرجت بسلام".
أم سلمان امرأة تجاوزت الخمسين، أذاقتها الحياة علقمها حتى استساغته، عاشت الهم وتربت معه مراسلة في إحدى المدارس بمعاش شهري قدره "200" دينار بحريني،
أم بحرينية بسيطة لخمسة أبناء تحمل الشهادة الابتدائية زوجها مدمن على الخمور وعاطل عن العمل لا يعرف القراءة ولا الكتابة أذاقها الويلات، كانت أم سلمان تصرف عليه طيلة 32 سنة.
ورغم كونها هي من تعيله وتصرف عليه طيلة 32 سنة، لكن لم ترَ في المقابل سوى نكران الجميل وانعدام الرحمة، فكان يضربها بشكل يومي ضرباً مبرحاً حتى اعتادته، بل وتجرأ على حرمانها من أبسط حقوقها ألا وهو حق العلاج، فهو يحتجز كل أوراقها الثبوتية مما يحول بينها وبين العلاج، وتحملت أم سلمان التعنيف والضرب وحتى الطرد في منتصف الليل، وذلك للحفاظ على أسرتها من التفكك وأبنائها من الضياع.
بعد سلسلة العنف التي تعرضت لها، كان ما فعله زوجها بابنها سلمان بمثابة القشة التي قصمت ظهرها، إذ أصيب ابنها بمرض نفسي بسبب ما شاهده من أشكال العذاب من والده، إذ كان كالعبد والخادم تحت إمرته ويرسله ليجلب له الخمور في أوقات متأخرة من الليل، ورغم طاعة سلمان لوالده لم يكن ذلك يعفيه من جلسات الضرب اليومية، إذ كان لا بد له أن يأخذ نصيبه منها، فكان يضربه ويلقي عليه القاذورات وأكياس "الزبالة" حتى فقد سلمان عقله، فهو حالياً مريض نفسياً لم يعد يعي ماذا يفعل، وبعد أن أصبح سلمان شخصاً غير عاقل تبرأ منه أبوه لأنه "مجنون" حسب وصفه.
هنا طلبت أم سلمان الطلاق من زوجها للضرر، وهي بانتظار الحكم، ولم تجد مسكناً يؤويها هي وأبناؤها الخمسة بعد أن طردهم زوجها في ساعة متأخرة من الليل.
دعت أم سلمان "الوطن" لزيارة بيتها المتواضع الذي احترق بسبب شمعة، وكانت المفاجأة أن ما أسمته بيتاً لا يمكن وصفه بأنه بيت ولا حتى غرفة، فهو عبارة عن ممر صغير فيه غرفة وكرسي، وكان أشبه بالسجن لضيقه، بيت لا سقف فيه ولا نافذة ولم نرَ في المنزل أي باب، وكانت تعتمد على إضاءة عمود الإنارة العمومي في إضاءة بيتها،
وأخبرتنا بفخر أنها عملت بجهد واقترضت من البنك مبلغ 2000 دينار بحريني لتبني هذا البيت، ولكم أن تتخيلوا حجم ومواصفات ذلك البيت الذي كانت كلفة بنائه 2000 دينار.
هذه قصة أم سلمان.. قصة ليست من نسج الخيال بل من نسج الألم، قصة حقيقية مازالت تكتب تفاصيلها في "حي لبنان" في مدينة الرفاع.. أم سلمان امرأة ذنبها أنها ولدت فقيرة ولم تستطع سوى إكمال تعليمها الابتدائي.. أم سلمان امرأة تعففت فلم تطرق الأبواب ولم تجلس عند الأسواق تطلب الصدقات، بل عملت وحيدة، كافحت وتجرعت الهم. أم سلمان قصتها تبكي كل ذي قلب.. بين قرض البنك الذي أنهكها وحريق مسكنها قلة الزاد لديها، لكن كانت الابتسامة لا تفارقها، قد تكون أم سلمان جارتك.. قد يكون ابنها صديقك.. فماذا قدمنا لهم؟
كل ما طلبته غرفة تؤويها وعلاج لابنها سلمان الذي فقد عقله من هول الألم، فأي عاقل لا يفقد عقله في ظل هذا العنف الأسري والفقر المدقع؟!
أم سلمان امراة بحرينية متعففة لم تطرق البيبان ولم تجلس عند أبواب المساجد فضلت حفظ كرامتها بالعمل كمراسلة في إحدى المدارس، لم ترحم الحياة ضعفها، فبين نار زوجها الذي أدمن الكحول ونار الشمعة التي أحرقت بيتها تتلخص معاناة 50 سنة عاشتها أم سلمان.
تقول أم سلمان: "استيقظت على صوت ابني الخائف ينذرني بأنه أسقط الشمعة وأحرقت السجادة وانتقل الحريق سريعاً للغرفة والحمام وكان الباب قطعة قماش تسترنا عن أعين الناس، وسرعان ما وصل الحريق للخرقة وأحرقها، ووجدت نفسي محاصرة أنا وابني سلمان والدخان في كل مكان والنار تحيط بنا.. لم أجد مهرباً سوى بطانية تلحفت بها أنا وابني واقتحمت النار وخرجت بسلام".
أم سلمان امرأة تجاوزت الخمسين، أذاقتها الحياة علقمها حتى استساغته، عاشت الهم وتربت معه مراسلة في إحدى المدارس بمعاش شهري قدره "200" دينار بحريني،
أم بحرينية بسيطة لخمسة أبناء تحمل الشهادة الابتدائية زوجها مدمن على الخمور وعاطل عن العمل لا يعرف القراءة ولا الكتابة أذاقها الويلات، كانت أم سلمان تصرف عليه طيلة 32 سنة.
ورغم كونها هي من تعيله وتصرف عليه طيلة 32 سنة، لكن لم ترَ في المقابل سوى نكران الجميل وانعدام الرحمة، فكان يضربها بشكل يومي ضرباً مبرحاً حتى اعتادته، بل وتجرأ على حرمانها من أبسط حقوقها ألا وهو حق العلاج، فهو يحتجز كل أوراقها الثبوتية مما يحول بينها وبين العلاج، وتحملت أم سلمان التعنيف والضرب وحتى الطرد في منتصف الليل، وذلك للحفاظ على أسرتها من التفكك وأبنائها من الضياع.
بعد سلسلة العنف التي تعرضت لها، كان ما فعله زوجها بابنها سلمان بمثابة القشة التي قصمت ظهرها، إذ أصيب ابنها بمرض نفسي بسبب ما شاهده من أشكال العذاب من والده، إذ كان كالعبد والخادم تحت إمرته ويرسله ليجلب له الخمور في أوقات متأخرة من الليل، ورغم طاعة سلمان لوالده لم يكن ذلك يعفيه من جلسات الضرب اليومية، إذ كان لا بد له أن يأخذ نصيبه منها، فكان يضربه ويلقي عليه القاذورات وأكياس "الزبالة" حتى فقد سلمان عقله، فهو حالياً مريض نفسياً لم يعد يعي ماذا يفعل، وبعد أن أصبح سلمان شخصاً غير عاقل تبرأ منه أبوه لأنه "مجنون" حسب وصفه.
هنا طلبت أم سلمان الطلاق من زوجها للضرر، وهي بانتظار الحكم، ولم تجد مسكناً يؤويها هي وأبناؤها الخمسة بعد أن طردهم زوجها في ساعة متأخرة من الليل.
دعت أم سلمان "الوطن" لزيارة بيتها المتواضع الذي احترق بسبب شمعة، وكانت المفاجأة أن ما أسمته بيتاً لا يمكن وصفه بأنه بيت ولا حتى غرفة، فهو عبارة عن ممر صغير فيه غرفة وكرسي، وكان أشبه بالسجن لضيقه، بيت لا سقف فيه ولا نافذة ولم نرَ في المنزل أي باب، وكانت تعتمد على إضاءة عمود الإنارة العمومي في إضاءة بيتها،
وأخبرتنا بفخر أنها عملت بجهد واقترضت من البنك مبلغ 2000 دينار بحريني لتبني هذا البيت، ولكم أن تتخيلوا حجم ومواصفات ذلك البيت الذي كانت كلفة بنائه 2000 دينار.
هذه قصة أم سلمان.. قصة ليست من نسج الخيال بل من نسج الألم، قصة حقيقية مازالت تكتب تفاصيلها في "حي لبنان" في مدينة الرفاع.. أم سلمان امرأة ذنبها أنها ولدت فقيرة ولم تستطع سوى إكمال تعليمها الابتدائي.. أم سلمان امرأة تعففت فلم تطرق الأبواب ولم تجلس عند الأسواق تطلب الصدقات، بل عملت وحيدة، كافحت وتجرعت الهم. أم سلمان قصتها تبكي كل ذي قلب.. بين قرض البنك الذي أنهكها وحريق مسكنها قلة الزاد لديها، لكن كانت الابتسامة لا تفارقها، قد تكون أم سلمان جارتك.. قد يكون ابنها صديقك.. فماذا قدمنا لهم؟
كل ما طلبته غرفة تؤويها وعلاج لابنها سلمان الذي فقد عقله من هول الألم، فأي عاقل لا يفقد عقله في ظل هذا العنف الأسري والفقر المدقع؟!