من الضروري جداً وفي ظل الانفلات الطائفي في المنطقة أن يبرز عقلاء المجتمع من أجل تهدئة الأوضاع القلقة وإعادة الحياة الطبيعية للمجتمعات الخارجة على سياق العقل السوي إلى مكانها المحدد. فحين تختفي لغة العقل لتحل مكانها لغة طائفية طائشة فإن الصراع الدامي هو الخيار الوحيد لهذه المجتمعات، ومن هنا يجب تغليب العقل على كل العواطف الساذجة والانفعالات الحادة وإلا فإن الدم هو خيار الجميع، وكلنا يعرف بعد ذلك كيف سيكون حجم أرقام هذه الفاتورة الباهظة.
اليوم، يتحتم على علماء الدين من أبناء كل الطوائف الإسلامية أن يسعوا لبناء الجسور بين الطوائف وأن يقوموا من الآن بتدشين الوحدة الإنسانية بين الأديان وليس بين الطوائف الإسلامية فقط، فصوت علماء الدين هو الصوت المسموع في أوساط المجتمعات المحافظة، ومن هذا المنطلق يكون لزاماً عليهم ترشيد خطاباتهم الدينية وتعقيلها ولجم كل الأصوات التي تدعو للفتنة وشق الصف وتهييج المشاعر نحو العنف والإضرار بمصالح الدول والمجتمعات، كما يجب على علماء الدين الأفاضل أن يغيروا من نسق الخطاب الحاد إلى حيث فضاءات الاختلاف الرحب وقبول الآخر والتعايش السلمي مع بقية المكونات المجتمعية الأخرى ومع كل الأقليات الدينية وغيرها حتى تستطيع الدولة أن تتعامل مع أفرادها وفق معايير الوطن وليس الهوية.
إن غياب صوت العقل في خطابات بعض علماء الدين لا يخدم المصالح الكبيرة للمجتمع والدولة، فهو وإن كان خطاباً مسموعاً من طرف المتطرفين من كل التيارات السياسية الدينية إلا أنه لا يمكن أن يصمد في وجه المستقبل، فخطابات الكراهية والفتنة هي خطابات مؤقتة تزول بزوال أسبابها.
إن من أكبر محركات العواطف والعقول في عصرنا الراهن هو «منبر الجمعة» ولهذا من الضروري أن يكون خطاب أئمة الجمعة في هذه المرحلة خطاباً معتدلاً وسطياً منفتحاً على الآخر المختلف ويدعو في ذات الوقت إلى التعايش الإنساني، وأن يتجنب خطباء الجمعة -دون استثناء- الحديث عن القضايا التي تفرِّق ولا تجمِّع وأن تكون بيننا وبينهم كلمة سَواء من أجل هذا الوطن، كما يجب على جميع الخطباء الالتزام بخطاب الحب والوطنية والدعوة للخير والتفاهم والانسجام بطريقة إنسانية رائدة كما جاءت به تعاليم الدين القويم، ومن لا يستطيع من الخطباء أن يرشِّد خطابه كل جمعة فعليه أن ينسحب من هذه المسؤولية الكبيرة، أما إذا أصرَّ على جرِّ المجتمع للفتنة السوداء فعلى الدولة أن تتدخل فوراً بقوة القانون والدستور لإيقافه حقناً للدماء ومن أجل مجتمعٍ خالٍ من الفوضى والكراهية، هذا هو الخطاب الديني المسؤول وما دونه لا يعدّ سوى مهزلة «جمعة».
اليوم، يتحتم على علماء الدين من أبناء كل الطوائف الإسلامية أن يسعوا لبناء الجسور بين الطوائف وأن يقوموا من الآن بتدشين الوحدة الإنسانية بين الأديان وليس بين الطوائف الإسلامية فقط، فصوت علماء الدين هو الصوت المسموع في أوساط المجتمعات المحافظة، ومن هذا المنطلق يكون لزاماً عليهم ترشيد خطاباتهم الدينية وتعقيلها ولجم كل الأصوات التي تدعو للفتنة وشق الصف وتهييج المشاعر نحو العنف والإضرار بمصالح الدول والمجتمعات، كما يجب على علماء الدين الأفاضل أن يغيروا من نسق الخطاب الحاد إلى حيث فضاءات الاختلاف الرحب وقبول الآخر والتعايش السلمي مع بقية المكونات المجتمعية الأخرى ومع كل الأقليات الدينية وغيرها حتى تستطيع الدولة أن تتعامل مع أفرادها وفق معايير الوطن وليس الهوية.
إن غياب صوت العقل في خطابات بعض علماء الدين لا يخدم المصالح الكبيرة للمجتمع والدولة، فهو وإن كان خطاباً مسموعاً من طرف المتطرفين من كل التيارات السياسية الدينية إلا أنه لا يمكن أن يصمد في وجه المستقبل، فخطابات الكراهية والفتنة هي خطابات مؤقتة تزول بزوال أسبابها.
إن من أكبر محركات العواطف والعقول في عصرنا الراهن هو «منبر الجمعة» ولهذا من الضروري أن يكون خطاب أئمة الجمعة في هذه المرحلة خطاباً معتدلاً وسطياً منفتحاً على الآخر المختلف ويدعو في ذات الوقت إلى التعايش الإنساني، وأن يتجنب خطباء الجمعة -دون استثناء- الحديث عن القضايا التي تفرِّق ولا تجمِّع وأن تكون بيننا وبينهم كلمة سَواء من أجل هذا الوطن، كما يجب على جميع الخطباء الالتزام بخطاب الحب والوطنية والدعوة للخير والتفاهم والانسجام بطريقة إنسانية رائدة كما جاءت به تعاليم الدين القويم، ومن لا يستطيع من الخطباء أن يرشِّد خطابه كل جمعة فعليه أن ينسحب من هذه المسؤولية الكبيرة، أما إذا أصرَّ على جرِّ المجتمع للفتنة السوداء فعلى الدولة أن تتدخل فوراً بقوة القانون والدستور لإيقافه حقناً للدماء ومن أجل مجتمعٍ خالٍ من الفوضى والكراهية، هذا هو الخطاب الديني المسؤول وما دونه لا يعدّ سوى مهزلة «جمعة».